الفنانة السورية سلاف فواخرجي إنها تلقت دروسا متخصصة على يد خبراء في لغة الإشارة؛ من أجل إتقان التحدث بلغة الصم والبكم، وذلك حتى تتمكن من أداء دورها في الفيلم السوري القصير "يوم صامت".ويتناول الفيلم الذي تم الانتهاء من تصويره الثلاثاء 22 فبراير/شباط الجاري قضية الصم والبكم، ويجسد بطولته بجانب سلاف طفل عمره 9 سنوات -من ذوي الاحتياجات الخاصة- وهو ليث الطحلة.والفيلم الذي تبلغ مدته 15 دقيقة مأخوذ عن نص الكاتبة الأمريكية ليزلي أيفيفيان بالتعاون مع الكاتبة والمخرجة السورية رنا كزكز، وهو من إخراج كزكز بالتعاون مع زوجها المخرج السوري أنس خلف.ويتناول قصة أم تحاول تعليم طفلها الأصم كيف يتعامل مع الأولاد الطبيعيين ويندمج معهم، ولكن الطفل يعلّم الأم في نهاية الفيلم قيمة الصمت، في إشارة إلى أهمية ما يدور في أذهان الصم والبكم، وما يستطيعون فعله؛ لإعطاء كرامة لهؤلاء وتحدي نظرة المجتمع السلبية لهم.وقالت سلاف-إن الفيلم سيضيف لها الكثير على الصعيد الفني، وسيقدمها بشكل مختلف؛ لأن الفيلم يتناول حالة خاصة جدا لم يسبق أن أدتها من قبل كممثلة، لا سيما أنها ستتكلم في الفيلم بلغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم؛ التي تلقت التدريبات عليها من قبل أستاذ متخصص.وأكدت فواخرجي على الدور الكبير الذي من الممكن أن يؤديه الفنان في دعم قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وكافة القضايا الأخرى؛ لأنه شخصية عامة لها تأثير مهم جدا في المجتمع.وسبق أن قدمت فواخرجي 5 أفلام روائية طويلة بين مصر وسوريا، فيما يعتبر فيلم "يوم صامت" التجربة السينمائية الثانية لها في مجال الأفلام القصيرة، بعد أن قدمت فيلما قصيرا صامتا هو "القيامة" حول القضية الفلسطينية، من إخراج زوجها المخرج وائل رمضان.وكشفت الفنانة السورية أنه سيتم عرض الفيلم في أسبوع الصم والبكم في شهر إبريل/نيسان المقبل، كما سيشارك الفيلم في مهرجان "كان" السينمائي، متوقعة أن يتم عرضه ضمن مهرجانات سينمائية سورية أو مناسبات معينة.وبدورها قالت مخرجة وكاتبة الفيلم رنا كزكز -لـmbc.net- "إنها اختارت الفنانة سلاف خصيصا للاشتراك في الفيلم لأنها ممثلة محترفة، ومن نوع خاص جدا"، مشيرة إلى أن الصعوبات التي واجهت أسرة الفيلم، وهو من إنتاج سوري فرنسي مشترك، كانت في إيجاد التمويل الخاص لإخراج الفيلم في سوريا.ولفتت كزكز إلى أن فيلم "دمشقيون" سيكون المشروع المقبل بينها وبين زوجها خلف والفنانة فواخرجي، والفيلم اجتماعي معاصر يسلط الضوء على الحياة الحديثة في دمشق، واصطدامها وجها لوجه مع العادات والتقاليد القديمة.من جهتها أشارت رانيا الحموي والدة الطفل ليث الطحلة إلى أن اختيار ليث لبطولة الفيلم إلى جانب فواخرجي تم منذ العام الماضي، بعد أن تم تكريمه كأفضل طفل خلال حفل خاص أقيم في المنظمة السورية للمعوقين "آمال".وحول كواليس التصوير تقول الحموي: "في البداية كنت خائفة من أن يتعب ليث ونضطر للاعتذار عن الفيلم، ولكني لمست لديه إصرارا كبيرا على مواصلة الهدف ومتابعة التصوير حتى يخرج الفيلم بأبهى صورة".ولفتت الحموي إلى أن "ليث"، وعلى رغم الإعاقة التي يعاني منها، إلا أنه كان متفوقا على جميع التلاميذ الطبيعيين في صفه، واستطاع أن يحقق المرتبة الأولى في اختبارات نهاية الفصل لهذا العام.