لقد نهى الله تماما عن إشاعة أخبار كاذبة، فالأخبار الكاذبة والشهادات الزائفة تسيء إلى العائلات، وتجعل العلاقات مع الجيران متوترة، وتحول نظام العدالة إلى فوضى. ومازالت الثرثرة الهدامة تخلق مشاكل. حتى ولو لم نبدأ بإشاعة الأخبار الكاذبة، أو لم نختلق كذبة، فإننا نصبح مسئولين إذا أشعنا ذلك، فالاشتراك في مثل هذه الأمور هو اشتراك في الكذب، فليكن إسكات الشائعات شعارا لحياتك.
كثيرا ما يشتري الأغنياء براءتهم برشوة شهود كذبة، أو بشراء التأييد العام، ولكن الله حذر بني إسرائيل من الوقوع تحت مثل هذه الضغوط. وستظل الضغوط قوة فعالة في حياتنا، تدفعنا إلى مسايرة الآخرين ضد الاتجاه الذي يريدنا الله أن نسير فيه. ونستطيع أن نصمد أمام ضغط الجموع بأن نذكر أن الشهرة والنجاح أمران وقتيان، بينما الأشياء التي يمنحها الله تبقى إلى الأبد.
كانت فكرة أن يكون الإنسان رحيما مع الأعداء، فكرة جديدة في عالم كان فيه الأخذ بالثأر هو الصورة الشائعة للعدالة. ولم يكتف الله بإدخال هذه الفكرة إلى بني إسرائيل، بل جعل منها قانونا. فإذا وجد إنسان حيوانا شاردا من حيوانات عدوه، كان عليه أن يرده إليه فورا، حتى وإن كان عدوه سيستخدمه في أذيته. وقد علم الرب يسوع بوضوح في (لو 10: 30-37) أنه يجب علينا مساعدة جميع الناس الذين في حاجة إلى مساعدة ولو كانوا أعداءنا. إن اتباع قوانين حياة البر أمر صعب مع أصدقائنا، ولكن اتباع شرائع الله في العدالة والرحمة لأعدائنا، تبين أننا نختلف عن العالم حقيقة.
من كان هذا الملاك الذي سار مع بني إسرائيل؟ الأرجح أنه الله نفسه، فقد تشير هذه الآية إلى حضور الله في عمود السحاب والنار (انظر خر 13: 21، 22)
متى كنت في الأتون، فمن السهل أن تحترق. وقد حذر الله بني إسرائيل من جيرانهم الذين كان يمكن لمعتقداتهم وأفعالهم أن تبعدهم عن الله. ونحن نعيش مع جيران كثيرا ما تكون لهم قيم تختلف عنا تماما، ولكننا مدعوون لأسلوب حياة يبين إيماننا. وقد يكون هذا صراعا، وبخاصة إذا كان أسلوب حياتنا المسيحي يختلف عن الأسلوب المعتاد. فيجب أن تظهر حياتنا أننا نضع إيماننا قبل قيم المجتمع.
لقد حذر الله الشعب على الدوام، أن يتجنبوا الديانات الزائفة وأصنامها، ففي مصر كانت تحيط بهم الأصنام، ولكن مغادرتهم تلك الأرض المملوءة بالأصنام، لم تكن تعني أنهم تحرروا من الأصنام. وكانت عبادة الأصنام منتشرة في أرض كنعان. وكان الله يعرف أن الشعب في حاجة إلى قوة أعظم، ولذلك أكد باستمرار على الحرص من تأثير الأصنام.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (23 / 01 – 33) بنو إسرائيل في سيناء (5) الأحد 27 فبراير 2011 - 13:00