الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: إنجيل القدّيس مرقس/11 السبت 5 مارس 2011 - 1:57
وعادوا إِلى أُورشَليم. وبَينما هو يَتَمَشَّى في الهَيكَل، جاءَ إِلَيهِ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ والشَّيوخ فقالوا له: «بِأَيِّ سُلْطانٍ تَعمَلُ هذه الأَعمال بل مَن أَولاكَ ذاك السُّلطانَ لِتَعمَلَ هذه الأَعمال؟» فقالَ لَهم يسوع: «أَسأَلُكُم سُؤَالاً واحِدًا فَأَجيبوني، ثُمَّ أَقولُ لَكم بِأَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هذه الأَعمال. أَمِنَ السَّماءِ جاءَت مَعمودِيَّةُ يوحَنَّا أَم مِنَ النَّاس؟ أَجيبوني». فتَباحَثوا قائِلين: «إِن قُلْنا: مِنَ السَّماء، يَقول: فلِماذا لم تُؤمِنوا بِه؟ أَفنقولُ مِنَ النَّاس؟»، وكانوا يَخافونَ الجَمع، لأَنَّ النَّاسَ كُلَّهم كانوا يَعُدُّونَ يوحَنا نَبِيًّا حَقًا. فأَجابوا يسوع: «لا نَدري». فقالَ لَهم يسوع: «وأَنا لا أَقولُ لكم بِأَيِّ سُلْطانٍ أَعمَلُ هذه الأَعمال». السبت الثامن من زمن السنة : Mc 11,27-33 تعليق على الإنجيل القدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة الثالوث، الجزء السابع
"بِأَيِّ سُلْطانٍ تَعمَلُ هذه الأَعمال"
إنّه حقًّا ابن الآب، ذاك الابن الذي يشبهه كثيرًا؛ إنّه منه، ذاك الابن الذي يمكننا مقارنته به، لأنّه مثله. إنّه مساوٍ له، فما فَعَلَه الآب يَفعَلُه الابْنُ على مِثالِه (يو5: 19)... نعم، يفعل الابن ما فعله الآب؛ ولهذا السبب يطلب منّا أن نؤمن بأنّه ابن الله. هو لا يبتدع لنفسه صفةً لا يستحقّها؛ فهو لا يبني طلبه هذا على أساس إعماله. لا! هو يشهد بأنّها ليست أعماله، بل أعمال أبيه. وبالتالي، فهو يفيد بأنّ تألّق أعماله ناتج عن ولادته الإلهيّة. لكن كيف كان البشر ليدركوا بأنّه ابن الله، في سرّ هذا الجسد الذي امتلكه، وفي هذا الرجل الذي ولدته مريم؟ هذا كي تمتلئ قلوبهم إيمانًا به وبأنّ الربّ ينجز أعماله من خلاله: "وإِذا كُنتُ أَعمَلُها فصَدِّقوا هذهِ الأَعمال إِن لَم تُصَدِّقوني" (يو10: 38). إذا كان تواضع جسده يبدو كعقبة في وجه الإيمان بكلمته، فهو طلب منّا أن نصدّق أقلّه أعماله. في الواقع، لماذا يمنعنا سرّ ولادته البشريّة من إدراك ولادته الإلهيّة؟... "فصَدِّقوا هذهِ الأَعمال إِن لَم تُصَدِّقوني. فَتعلَموا وتُوقِنوا أَنَّ الآبَ فيَّ وأَنيِّ في الآب"... هذه هي طبيعته منذ الولادة؛ هذا هو سرّ الإيمان الذي سيضمن خلاصنا: ألاّ نقسم ما هو واحد، وألاّ نحرم الابن من طبيعته، وأن نعلن حقيقة الإله الحيّ المولود من الإله الحيّ... "وكما أَنَّ الآبَ الحَيَّ أَرسَلَني وأَنِّي أَحْيا بِالآب فكَذلِكَ الَّذي يأكُلُني سيَحْيا بي" (يو6: 57)... "فكَما أَنَّ الآبَ له الحَياةُ في ذاتِه فكذلِكَ أَعْطى الابنَ أَن تَكونَ له الحَياةُ في ذاتِه" (يو5: 26).
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :