الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: إنجيل القدّيس متّى/7 الأحد 6 مارس 2011 - 1:57
لَيسَ مَن يَقولُ لي: «يا ربّ، يا ربّ» يَدخُلُ مَلكوتَ السَّمَوات، بل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات. فَسَوفَ يقولُ لي كثيرٌ منَ النَّاسِ في ذلكَ اليَوم: «يا ربّ، يا ربّ، أَما بِاسْمِكَ تَنبَّأْنا؟ وبِاسمِكَ طرَدْنا الشِّياطين؟ وباسْمِكَ أَتَيْنا بِالمُعْجِزاتِ الكثيرة؟ فأَقولُ لَهم عَلانِيةً: «ما عرَفْتُكُم قَطّ. إِلَيْكُم عَنِّي أَيُّها الأَثَمَة!» فمَثَلُ مَن يَسمَعُ كَلامي هذا فيَعمَلُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ عاقِلٍ بَنى بيتَه على الصَّخْر. فنزَلَ المطَرُ وسالتِ الأَودِيَةُ وعَصفَتِ الرّياح، فَثارت على ذلكَ البَيتِ فلَم يَسقُطْ، لأَنَّ أساسَه على الصَّخر. ومَثَلُ مَن سَمِعَ كلاَمي هذا فلَم يَعْمَلْ بِه كَمَثَلِ رَجُلٍ جاهِلٍ بَنى بَيتَه على الرَّمْل. فنزَلَ المطَرُ وسالتِ الأَودِيةُ وعَصَفَتِ الرِّياح، فضَرَبَت ذلكَ البيتَ فسَقَط، وكان سُقوطُه شديدًا».
الأحد التاسع من زمن السنة : Mt 7,21-27 تعليق على الإنجيل القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة عظات في نشيد الأناشيد، 61
"لأَنَّ أساسَه على الصَّخر"
"يا حَمَامَتي التي في نخاريبِ الصَخر وفي خَفايا المُنحَدَرَات أَريني مُحيَاكِ، أَسمِعيني صَوتَكِ فإِنَّ صَوتَكِ لَطيفٌ ومُحيَاكِ جَميل" (نش2: 14). هناك من قال أنّ هذه النخاريب تمثّل جراح المسيح. وكان محقًّا، لأنّ المسيح هو الصخرة. وطوبى لهذه النخاريب لأنّها تجعل ارتفاع صرح الإيمان ممكنًا في القيامة، وتشهد على ألوهيّة المسيح. لقد هتف توما الرسول قائلاً "ربّي وإلهي" (يو20: 28). فمن أين أتى هذا الهتاف الذي ردّده الصدى إن لم يكن من نخاريب الصخر؟ "العُصْفورُ وَجَدَ له مَأوى واليَمامَةُ عُشًّا تَضَعُ فيه أَفْراخَها" (مز84(83): 4). والحمامةُ المختبئة في هذا الملجأ تنظر بدون هلعٍ إلى الصقر الذي يحلّقُ فوقها. لذا قال العريس: "يا حَمَامَتي الَّتي في نخاريبِ الصَخر"، وكرّرت والحمامة: "على صخرةٍ يرفعني" (مز27: 5). وأضافت: "أَقامَ على الصَّخرِ قَدَمَيَّ وثَبَّتَ خَطَواتي" (مز40: 3).
"الرَجُلُ العاقِل بَنى بيتَه على الصَّخْر" لكي لا يخشى الريح العاصفة ولا السيول الجارفة. وأيّ خير لا يقدّمه الصخر؟ فعلى الصخر أرتفع وعلى الصخر أشعر بالأمان وأقف عليه راسخًا. على الصخر أقف في مأمن من العدو ومحميًّا من الحوادث لأنّني مرتفعُ عن التراب، وكلّ ما هو ترابٌ مريبٌ وباطل. لتكن حياتنا في السماء وسوف لن نخشى أن نقع أو أن نُرمى على الأرض. فالصخر يرتفع إلى السماء ويمنحنا الأمان، فهو "معتصمٌ للوبار" (مز104(103): 18). وبالفعل، أين يمكن لأماننا الهشّ أن يجد السلام والطمأنينة إن لم يكن في جراح المخلّص؟ وأنا أبقى هنا واثقًا أكثر كلّما زادت قوّته على إنقاذي. العالم يترنّح والجسد يرمي بثقله والشيطان يزرع أفخاخه: لكنّني لا أقع لأنّني مبنيّ على صخرٍ صلب. لقد ارتكبت خطيئة جسيمة، وروحي تضطرب لكنّها لا تفقد إرادتها لأنّني أذكر جراح الربّ التي تحمّلها بسبب معاصينا (أش53: 5). إنّ المسيح قادر على تخليص كلّ إنسان مهما كان هذا الأخير عبدًا للموت.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :