ملكة هولندا في عـُمان.. رغم الانتقادات والاضطرابات

تقرير: يوهان هاوزينغا – إذاعة هولندا العالمية/ سباقات دولية للدراجات النارية أجلت، ممثل هندي مشهور ألغى حضوره لمهرجان السينما وإلغاء معرض تجاري فلسطيني. صحيفة الديلي ميل الصادرة بالإنجليزية في مسقط تحدثت عن كل الأنشطة التي أعلن عن إلغائها في عمان بسبب الاضطرابات الاجتماعية. كيف ينظر العمانيون إلى الزيارة الملكية التي تم إلغاؤها رسميا ولكنها في الواقع ستتم؟

في البداية تم الإعلان عن إلغاء الزيارة الرسمية التي كانت ملكة هولندا ستقوم بها لسلطنة عمان بسبب الاضطرابات، ولكن الملكة ستزور السلطنة بصورة ’غير رسمية‘ للعشاء مع السلطان. "إشارة خاطئة" يعلق عدد من أعضاء البرلمان الهولندي.

تذكر صحف هولندية صدرت أمس الاثنين أن عشاء الملكة مع السلطان يضمن نجاح صفقة أسلحة كبيرة. ويتردد أن الشركة الهولندية لبناء السفن ’دامن سخيلد‘ تلقت من السلطنة طلبا لبناء أربع فرقاطات، والسلطان قابوس بن سعيد السعيد هو من يقرر شخصيا في عروض من هذا القبيل. ومن شأن محادثات ودية على مأدبة عشاء غير رسمية بين الملكة الهولندية ونظيرها العماني أن تفيد في هذه الحالة وتكون عاملا حاسما.

أحرجت هذه الزيارة بعض السياسيين الهولنديين، فكيف يمكن الجلوس لمأدبة عشاء مع سلطان يحكم البلاد بقبضة مستبدة بينما الناس يتظاهرون في الشارع حيث قتل متظاهر واحد على الأقل، وتزويد هذا النظام أيضا بفرقاطات رغم استحالة استخدامها ضد المتظاهرين في تجمعات صغيرة.

احتجاجات بلا أهمية
تعمل الشركات الهولندية في عمان على التقليل من شأن الاحتجاجات. ويملك ميناء روتردام 50 % من ميناء صحار العماني الذي تعرض مؤخرا للحصار من قبل المتظاهرين. يقول يان ماير باسم هيئة ميناء روتردام عن تلك المظاهرات:

"في الواقع كانت لدينا مشاكل خلال يومين فقط، ثم شرعنا في البحث عن طرق بديلة والآن بدأت المشاكل تجد طريقها للحل. الأحداث في ليبيا ومصر وتونس والبحرين لها طبيعة مختلفة وما نشاهده هنا من مظاهرات سلمية، بما في ذلك الاعتصامات، على مستوى مختلف تماما مما نراه في أماكن أخرى. ولذلك فأنا في الحقيقة لست خائفا".

ومن جهته يقول أبهيشيك بهايا محرر الشؤون الخارجية في صحيفة الديلي المسقطية، إن العمانيين سعداء بالزيارة الملكية التي أعلن في السابق عن إلغائها.

"في البداية أصيبوا بخيبة أمل بسبب الإعلان عن تأجيل الزيارة الملكية بسبب الاضطرابات الاجتماعية هنا. والآن أعلن أن الملكة ستقوم بزيارة غير رسمية لبلدنا والاجتماع مع سلطاننا. وهذا ما يفسره الناس هنا كنوع من التضامن مع سلطاننا في أوقات الاضطرابات الاجتماعية".

وهذا هو بالضبط ما يثير اعتراضات المنتقدين للزيارة الملكة غير الرسمية. ولكن هذا ما لا يوافق عليه محرر الشؤون الخارجية في الصحيفة المذكورة، ففي نظره يختلف المتظاهرون في السلطنة مع اعتراضات المنتقدين.

"هم لا ينظرون لهذه الزيارة كأنها موقف سياسي ولا يجعلون منها قضية سياسية. فعلى الرغم من مطالبتهم بالإصلاحات، فإنهم من جهة أخرى يكنون احتراما كبيرا للسلطان. حتى المتظاهرون يحملون لافتات تظهر احترامهم الشديد للسلطان".

ربما قد لا يعطي حديث هذا الصحفي صورة حقيقية لما يجري هناك، إلا أن مقيمين هولنديين في السلطنة يؤكدونها هم أيضا في شكل من الأشكال. فحركة الاحتجاج والوضع في عمان لا يقارنان مع تلك الوضعية الموجودة في مصر وتونس أو ليبيا. وعلى أية حال فقد قرر السلطان تعديل حكومته وأصبح العمانيون يبدون قلقهم حول مصير سباقات الدراجات النارية التي ألغيت، أكثر من انشغالهم بزيارة الملكة بياتريكس.