إِيَّاُكم أَن تَعمَلوا بِرَّكم بِمَرأًى مِنَ النَّاس لِكَي يَنظُروا إِليكم، فلا يكونَ لكُم أَجرٌ عندَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات. فإِذا تَصدَّقْتَ فلا يُنْفَخْ أَمامَكَ في البوق، كما يَفعَلُ المُراؤونَ في المجَامِعِ والشَّوارِع لِيُعَظِّمَ النَّاسُ شَأنَهم. الحَقَّ أَقولُ لكُم إِنَّهم أَخذوا أَجرَهم. أَمَّا أَنتَ، فإِذا تصَدَّقْتَ، فلا تَعلَمْ شِمالُكَ ما تَفعَلُ يَمينُكَ، لِتكونَ صَدَقَتُكَ في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك. وإِذا صَلَّيْتُم، فلا تَكونوا كالمُرائين، فإِنَّهُم يُحِبُّونَ الصَّلاةَ قائمينَ في المَجامِعِ ومُلْتَقى الشَّوارِع، لِيَراهُمُ النَّاس. الحَقَّ أَقولُ لكُم إِنَّهم أَخَذوا أَجْرَهم. أَمَّا أَنْتَ، فإِذا صَلَّيْتَ فادخُلْ حُجْرَتَكَ وأَغْلِقْ علَيكَ بابَها وصَلِّ إِلى أَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك. وإِذا صُمتُم فلا تُعبِّسوا كالمُرائين، فإِنَّهم يُكلِّحونَ وُجوهَهُم، لِيَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّهم صائمون. الحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّهم أَخذوا أَجَرهم. أَمَّا أَنتَ، فإِذا صُمتَ، فادهُنْ رأسَكَ واغسِلْ وَجهَكَ، لِكَيْلا يَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صائم، بل لأَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك. أربعاء الرماد : Mt 6,1-6#Mt 6,16-18 تعليق على الإنجيل القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة تفسير لعظة الجبل
"صلِّ لأبيك في الخفية"
قال يسوع: "إذا صلّيت، فادخل حجرتك". ما هي هذه الحجرة إن لم يكن القلب نفسه، كما أشار المزمور: "في قلوبكم تحدّثوا وعلى مضاجعكم كونوا صامتين" (مز4: 5). وتابع قائلاً: "وأغلق عليك بابها وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفية"... لا يكفي إذاً أن تدخلوا حجرتكم إذا بقي بابها مفتوحًا لدخول المتاعب؛ عبر هذا الباب، تدخل التفاهات متخفّية من الخارج وتجتاح الداخل. عبر هذا الباب تدخل الحقائق العابرة والحسّاسة إلى أفكارنا أي حواسّنا، فتعكّر صلاتنا بمجموعة من التخيّلات المزيّفة. علينا إذًا أن نغلق الباب وأن نقاوم حواسّنا حتّى تصعد الصلاة الروحانيّة إلى الآب، وتتدفّق من قلوبنا حيث نصلّي إلى الآب في الخفية.
وتابع الربّ كلامه: "وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك". هذه هي الخلاصة. لا يريد الربّ أن يطلب منّا أن نصلّي، بل أن يعلّمنا كيف نصّلي؛ كما أنّه لم يوصنا قبل هذا بالصدقة، بل أوصانا بالطريقة التي نقوم بها الصدقة، لأنّ ما يطلبه الربّ هو نقاء القلب الذي لا يتحقّق إلاّ من خلال النيّة الواحدة والموجّهة نحو الحياة الأبديّة من خلال الحبّ الواحد والنقيّ للحكمة.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :