أوباما يناور الكونجرس ليتجاوز ضعف تأييد الاميركيين لعمل عسكري في ليبيا
كاتب الموضوع
رسالة
jihan aljazrawi عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: أوباما يناور الكونجرس ليتجاوز ضعف تأييد الاميركيين لعمل عسكري في ليبيا الخميس 24 مارس 2011 - 2:11
حجب بلاده عن واجهة الهجمات مقارنة بحروب سابقة أوباما يناور الكونجرس ليتجاوز ضعف تأييد الاميركيين لعمل عسكري في ليبيا
بيير غانم- واشنطن يستعجل الرئيس الاميركي باراك اوباما في تسليم قيادة العمليات العسكرية في ليبيا ويريد التأكيد مرات عديدة انه لا ينوي ارسال جنود الى الاراضي الليبية.
هذا الموقف له اسباب سياسية وانتخابية بالنسبة للرئيس الاميركي، فباراك اوباما يستطيع ان يقلّد في عملية ليبيا ما فعله الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان حين شنّ عملية عسكرية سريعة على النظام في غرينادا العام 1983 فـ "اعاد الديموقراطية ولم يتكبّد خسائر" وكانت النتيجة تصفيقاً عالياً في الولايات المتحدة.
لا احد يريد ان يسمع كلمة "حرب"لا احد في الولايات المتحدة يريد ان يسمع كلمة "حرب" ولا تطلق ادارة اوباما تسمية "الحرب" على ما تفعله في ليبيا وهي تتحاشى بذلك مطالب في الكونغرس الاميركي الذي يقول بعض اعضائه بضرورة ان تتقدّم ادارة اوباما بطلب مسبق ينظر فيه الكونغرس قبل شنّ الحرب.
وتحايلت الادارة على هذا الامر وارسل باراك اوباما رسالة الى الكونغرس يقول فيها ان هناك "عمليات" للمساعدة على تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1973 ويشير اوباما في رسالته المؤرخة في 21 - 3 - 2011، اي بعد يومين من بدء العمليات، إن "المهمة محددة بشكل جيّد".
لا يعتقد الكثير من الاميركيين ان المهمة محددة بشكل جيّد وهناك معارضون دائمون للتدخل الاميركي في اي مكان من العالم ومنعهم اعضاء في الكونغرس.
ويقول بنجامين فريدمان من معهد كاتو ان على الولايات المتحدة ان تعود الى سياساتها في القرن التاسع عشر حين كانت الولايات المتحدة تدعم حركات التحررر ولا تتدخل في تغيير الانظمة ويقول انه "بالنسبة للاوروبيين ربما يكون تدخلهم ذو معنى اكثر، فهم في المنطقة وليسوا منشغلين مثلنا، لا اقول لهم ما يفعلون لكنني كنت اتمنّى ان لا تدخل اميركا في ما يسمى منطقة حظر جوي او حظر سيارات او ما يشبه ذلك" على حدّ تعبيره.
جمهوريون وديموقراطيون يؤيّدونفي المقابل، يعتبر اعضاء في الكونغرس ان على الولايات المتحدة ان تقوم بدورها في ليبيا، ومن ابرز دعاة التدخل السناتور الديموقراطي جون كيري، ووجد الرئيس اوباما دعماً مماثلاً من الجمهوريين والمستقلين في الكونغرس، مثل السناتور جو ليبرمان الذي اعتبر ان اميركا "تأخرت ولكن ليس كثيراً" اما الجمهوري جون ماك كين فأعتبر "ان الحركة كانت لمصلحة القذافي الى ان صوّت مجلس الامن. الوقت الآن ليس لمصلحة القذافي وان لم يحقق نجاحاً كبيراً (أي القذافي) فانه سيتراجع واعتقد سيُهزم ايضاً".
لا ينظر الاميركيون الى ما يحدث في ليبيا بمنأى عن ما يحدث في افغانستان والعراق، حتى انهم ما زالوا يعتبرون ان الحرب في العراق دائرة بمجرد وجود 50 الف جندي هناك، كما انهم يقيسون اي تدخّل عسكري اميركي بتدخلهم في العراق، فقد تمّ ارسال الجيوش الاميركية الى العراق في مهمة محددة وانقلب الوضع بعد سنتين وقتل اكثر من 4 الاف جندي وخسرت الولايات المتحدة المليارات وربما تكون وصلت تكلفة الحرب الى ترليون فيما تعاني البلاد من ازمة اقتصادية.
اضعف تأييد شعبي لعملية عسكرية اشار استطلاع للرأي صادر عن مؤسسة غالوب الى ان 47% من الاميركيين يؤيّدون التدخل الاميركي في ليبيا، فيما يعارضه 37% وقال 16% من الاميركيين ان لا رأي لهم. المثير في هذا الاطلاع ان نسبة التأييد فيه هي الاقل مقارنة مع كل الحروب الاميركية الحديثة فقد وصل التأييد لحرب افغانستان العام 2001 الى 90 % وفي الصومال العام 1993 الى 65 % .
فرانك نيوبورت، وهو احد اهم المتخصصين في شؤون الاستطلاعات في الولايات المتحدة، يقول للعربية نت ان كل عملية عسكرية تختلف عن الاخرى، ويشرح ان الاعداد الاعلامي للعملية العسكرية مهم جداً لحشد التأييد الشعبي لها، ويوضح بذلك نسبة التأييد العالية جدا للحرب على افغانستان في العام 2001 ، فهي جاءت بعد هجمات 11 سبتمبر وقالت ادارة جورج بوش للاميركيين ان التخطيط لهذه العمليات حصل في افغانستان، ويضيف ان ادارة اوباما لم تحشد التأييد الشعبي للعمليات في ليبيا.
يربط فرانك نيوبورت حركة ارقام الاستطلاعات بما يحدث قريباً في ليبيا ويقول انه "لو كان التدخل الاميركي سريعا وخرجنا قريبا ورأينا ان ما فعلته اميركا في ليبيا ايجابي سيبقى الموقف ايجابياً ولو تبيّن ان الامر طال فالتأييد سيتراجع".
لا لحرب ثالثة في العالم الاسلامي يبقى ان الرئيس الاميركي قرر اختصار زيارته الى السلفادور ليعود ويهتم بتلك الاسئلة الكثيرة المنهمرة عليه فالاميركيون يعيشون هاجس تطور العلميات العسكرية في ليبيا الى حرب ثالثة في العالم الاسلامي ويرفض الاميركيون ذلك مسبقاً.
أوباما يناور الكونجرس ليتجاوز ضعف تأييد الاميركيين لعمل عسكري في ليبيا