من يضطهــد مســيحيّوا العــــراق ؟

منذ عا 2003 م اي منذ عهد الإحتـلال ( الأنكَلو امريكي ) ونزيف الدّم الطّاهر وبدون هوادة . يســالُ من قبل ابناء شعبنا ـ الكلداني

السّــرياني الآشــوري ـ ولحد يومنـا هــذا ! وبدون ايّـة جريرة آرتكبوهــا بحـقّ احــد مـا !

لم يكن ابناء شـعبنا يوماً مـا قد حمـلوا ســلاحاً او ايّ نوع العنف آستعملوهُ , او تمـرّدَ بوجه ايّـة حكومــة عراقيــة تربّعت على عرش

العراق , منـذ تأسيس الدّولة العراقيّــة عام 1921 م .

ولم يقدمْوا على تأسيس ايّ حزب يتسّــم بالعنف او الطّائفيّــة او العنصريّـــة !

ولم يقومُ ابناء شعبنا بقتل او هـدر دماء الغيــر ! بآستثناء حالات نادرة جــدّاً , وهي الدّفاع عن العرض او النّفــس !

لأنّــهُ ملتزم بوصايا الرب القائـل : (( لا تقتـــــلْ )) !

كان مسيحيّوا العراق منذ ذلك الوقـت , منصرفينَ لحياتهم اليوميّــة العاديّــة , معتمـدينَ على انفســهم في ايجاد الأرزاق

لمعيشــة عوائلــهم ! حيث آنخرطوا في مختلف وظائف الدّولــة العراقيّــة ـ الوظائف المدنيّة والعسكريّة ـ

وهـذا حقّ مشـروع لهم اسنّه وأقرهُ الدّستور العراقي !

منهـم منْ مارسَ عملهِ في القطاع العام ـ اعمـال حــرّة ـ وكانوا في دوائر الدّولة ملتزميـن بكافّــة القوانيــن والأنظمــة ,

وكانّ جـلّ آهتمتمهـمْ هو , تقديم افضل الخـدمات المتاحـة للمواطـن العراقي , معتمديـنَ على رواتبهــمْ , دون ان أن يقبلوا

مقابل ذلكَ ايّــة رشــوة ! عـدا القلّــة القليلة ـ وهي نادرة جدّاً ـ من ذوي النّفوس الضّعيفـــــة ! وهم قلّة إذا ما قورنوا

مع مجمـوع المسيحيّين العام ..

إنّ عمليّة مطاردة وآضطهاد وإذلال مسيحيوا العراق ليست وليدة عام 2003 م فقط وهذا الظّرف العصيب الّذي يمر به العراق !

إنّمــا يعود الإضطهاد الى السّــتينات من القرن المنصــرم ـ إضطهاد مبطّــن ـ ! وبالتّحديد منـذ عام 1960 م فقد ظهرت على السّاحة

العراقيّة تيّارات معاديـة خفيّــة , قامـت بمحاربــة المسـيحيّيــن , وآستعملت كافة الوسائل والطّرق المتاحة ـ الغير أخلاقيّــة ـ !

وذلك بسبب نجاح المسيحيين في حياتهـمْ النّظيفــــة ! اضف الى الغيرة الّتي ولدت لدى هـؤلاء تجاه مسيحيّي العــراق !

وبدأت عوارض هـذا المرض تتسرّب الى النّفوس المريضة من قبل غير المسيحيين / وليس جميعهم / !

نتيجــة بروز اطبّاء ومهندسين وصيادلــة واصحاب مشروعات حــرّة ناجحــــة ! حيث سـاهم المسيحيين في العراق في بناء نواة التّقـــدّم

والإزدهــــار الّذي حصــل في العراق منذ العهد العثماني ولحد يومنــا هــذا !

فبرزت ظاهرة آضطهادهم وغربلتــهمْ من البلاد , من قتل لآبائننــا الكهنــة , وخطف بنات المسيحيين , والإستيلاء على الأراضي

الزّراعيّـــــة بدون وجــه عدالة أو حق شرعي ! اضف الى قيام المجموعات المسلحة ـ المتطرفــة ـ بالهجوم على دور عبادة المسيحيين

في مختلف مدن العراق ! وبشكل علني وتحت انظار الحكومــة المالكيــة وقبلــهُ ! حيث ساهمات تيّارات حاقدة عل كلّ ما هو مسيحي

او له صلــة بالدّيانــة المسيحيّة , من داخل العراق او من خارجــه ! يدعمهـا التّيارين السّلفي والوهّبي !

ســيّئي والسّــمعة والصّيــت !

من تأجيــج نار الطّائفيــة المقيتــة بين مسلمي ومسيحيي العــراق ! بنشر فتاوي تكفير مسيحيي العراق ! وكان على رأســهم

مايسمي نفســهُ ( بالشّــيخ ـ المقبول ابو مصعب الزّرقاوي) ! والّتي قامت عصاباتـهُ المجرمـة بخطف وقتل العشرات من ابنـاء

شــعبنا المســـــيحي في كافــة مناطق العراق ! وكانت التّهمــة هي : أنّ مسيحيي العراق هُــمْ عمــلاء للأجنبــي , ومتعاونيــن مع

قوّات الإحتــلال الأمريكـي كمترجمين وأدلاّء لــهُ ! وعلى اثر ذلكَ اخذت العوائل المسيحيّة تتسرب الى خارج الوطن , ولحد يومنــا هذا ,

لمن آســتطاع اليهِ ســــبيلا !

<> بقلمــي <>

27 ـ 03 ـ 2011