قال المطرب المصري علي الحجار إن جهاز أمن الدولة في نظام الرئيس السابق حسني مبارك منعه من الغناء في ليالي التلفزيون لصالح المطرب العراقي كاظم الساهر بسبب أغانيه ضد الفساد.وفي حين أشار إلى أن نظام مبارك والمسؤولين كان يستخدم مطربين معروفين للتسلية في حفلاته الخاصة؛ فإنه أوضح أنه تظاهر أمام السفارة الإسبانية وقت الثورة؛ حيث كان يتلقى العلاج هناك، وأن بعض أغانيه ضد الفساد والمفسدين تنبأت بالثورة.وقال الحجار في مقابلة خاصة مع برنامج "حكايتك إيه" على قناة "نايل لايف" المصرية الفضائية مساء الخميس 31 مارس/آذار: "النظام كان يسخّر بعض المطربين المعروفين لخدمته وتسليته في الحفلات الخاصة حتى أثناء سفر الرئيس في الطائرة أحيانا؛ حيث كانت هناك حفلات تقام للسفراء أو للملوك والأمراء".وأضاف "عبد الحليم حافظ كان مطرب الثورة، والرئيس السابق عبد الناصر، لكنه كان مطربا لنظام محبوب ساهم في نجوميته، كما أنه حبب المواطنين في عبد الناصر. أما مطربو نظام مبارك فلم يستفيدوا منه سوى حصد الأموال؛ إلا أنهم أذكياء وسوف يكون لهم مخرج، ولن يسقطوا مع النظام".وأوضح أن الفاسدين في النظام السابق تسببوا في هبوط الغناء وفساد الذوق العام، ودخول الألفاظ السيئة إلى الوسط الفني، لافتا إلى أنهم كانوا يقومون بالضغط من أجل اعتماد مطربين غير جيدين، الأمر الذي يخدم مصالحهم للغناء في حفلاتهم وأفراحهم. الفساد في الفن وأكد المطرب المصري أن الفساد كان في الفن مثلما كان في السياسة، وأنه تعرض بشكل أو بآخر للظلم والقهر طوال فترة النظام السابق، مشيرا إلى أنه تم حرمانه من إحياء حفل ليالي التلفزيون رغم الاتفاق معه على الأجر، وذلك بأوامر من أمن الدولة التي كانت ترفض بعض أغانيه ضد الفساد.وأوضح الحجار أنه مُنع هو وفرقته من إحياء الحفل، وتم استبداله بالفنان العراقي كاظم الساهر وقتها، لافتا إلى أن الساهر لم يكن له دخل بهذا الأمر، وأنه من الفنانين المبدعين، ويقدره ويحترمه كثيرا؛ لأنه يقدم فنا راقيا ومتميزا منذ ظهوره إلى الآن.وأشار إلى أنه منع من دخول التلفزيون لفترة طويلة بسبب غنائه رباعيات صلاح جاهين، موضحا أن جهاز مباحث أمن الدولة الذي حل مؤخرا كان يطارده فترات طويلة بسبب أغانيه الثورية، وأنه كان السبب في منع أحد ألبوماته من الطرح في الأسواق بسبب تشجيعها على مقاومة الفساد ورفض الظلم. ألبوم 25 يناير وكشف الفنان المصري عن أنه انتهى تقريبا من ألبوم خاص بثورة 25 يناير، وأن من المقرر أن ينزل إلى الأسواق بعد أسبوعين، لافتا إلى أنه لم يحدد اسمه بعد، لكنه يضم مجموعة أغنيات في حب مصر، بعضها كان ممنوعا عرضه وقت النظام السابق.ورأى الحجار أن بعض أغانيه تنبأت بثورة 25 يناير، لافتا إلى أن بعض أغاني تترات المسلسلات كانت تقصد النظام السابق الفاسد، لكنهم لم يكونوا يدركون هذا الأمر، وكانوا يتخيلون أن المقصود أبطال المسلسلات.وأشار إلى أنه عُرض عليه في السابق الانضمام للحزب الوطني، وكذلك لحزب الوفد، لكنه كان يرفض، ويعتبر أن الغناء حزبه؛ إلا أنه شدد على أنه يفكر حاليا لو أقيم حزب للثوار فإنه سوف ينضم له، وسوف يقدم لهم حفلات مجانا مدى الحياة تقديرا لهذه الثورة العظيمة والحرية التي نعيش فيها حاليا. التظاهر بإسبانيا وشدد الفنان المصري على أنه تظاهر أمام السفارة الإسبانية وقت الثورة تأييدا لها؛ حيث كان يتلقى العلاج هناك، معربا عن سعادته بنظرة الفخر والاحترام التي رآها في عيون الإسبانيين وكافة الأوروبيين تجاه الثورة المصرية وعظمتها، والتي قامت بدون دماء.وأوضح الحجار أنه لم يكن يتصور في البداية نجاح الثورة مثل كل المصريين، ولكن مع مرور الوقت تأكد من نجاحها رغم القنابل والرصاص المطاطي ومعركة الجمل، مشيرا إلى أنه شعر بسعادة غامرة لحظة تنحي الرئيس السابق، لأنه لم يكن من المعقول أن يترشح لفترة رئاسة أخرى، أو يقوم بتوريث الحكم لابنه كما كان ينوي.ولفت إلى أنه حاول الغناء في ميدان التحرير خلال جمعة النصر؛ إلا أن وجود خمسة ملايين مصري في الميدان حال دون تواصله مع فرقته الغنائية، مبديا تفاؤله بالمستقبل بعد الثورة؛ لأنه سيكون أفضل من الظلم والعذاب الذي عاشه أيام الرئيس السابق.
علي الحجار: أمن الدولة حرمني "ليالي التلفزيون" لصالح كاظم