الأقليات المسيحية بالشرق الأوسط جذورهم ضاربة بالمنطقة، آثارهم شاهدة على حضارتهم العريقة، عانوا من موجات عاتية من الاضطهاد والتنكيل، صمدوا صمود الزمن تحملوا الكثير من الظلم والاضطهاد، يعيشون الآن أقليات في منطقة شهدت في العصر الحديث تغييرات في سلوكيات شركاء الوطن والإنسانية، قديما قبل ظهور الأديان عاش البشر بكود أخلاقي وئام اجتماعي، ومع التطور ومادية العالم حديثاً انعدم لدى الغالبية الكود الأخلاقي ليحل محله كود مؤدلج بأيديولوجية الكراهية التي اكتسحت المنطقة خاصة بعد الطفرة المالية غير المتوقعة التي ساعدت على أن يسود العالم المتقدم والمتخلف على حد سواء فنشروا التطرف والتخلف أينما ظهروا وحولوا الحب لكراهية، والبسمة لدمعة، والضحكة لبكاء وعويل، فمسلسل تصفية الأقليات المسيحية بالمنطقة يجري بمعدل سريع لتحطيم لوحة الموزاييك الجميلة بالمنطقة ليصبح اللون الأسود هو اللون السائد طبقاً لفكر القائمين بعمليات تصفية مسيحيي الشرق والاقليات. ولا يقتصر اضطهاد الاقليات المسيحية في الشرق الاوسط فقط بل فى الشرق الاقصى ايضا ففى دول الشرق الاوسط فى العراق لبنان، سوريا، مصر، السودان، فلسطين، والجزائر وسابقاً في شبه الجزيرة العربية، وفى الشرق الأقصى كماليزيا وإندونيسيا وباكستان تعانى اضطهاد وتصفية كما فى دول افريقيا إريتريا والصومال تعاني الأقليات المسيحية اضطهاد منظم من حكومات وأفراد على حد سواء وهناك دول ضالعة في تمويل الاعتداءات على مسيحيي الشرق بهدف عدم استقرار المنطقة ودول اخرى بقوانين ظالمة وعدم تفعيل القوانين الحقوقية في دساتيرها القائمة. انخفاض أعداد مسيحيي الشرق: كان عدد المسيحيين في الناصرة وبيت لحم عام 1922 يزيد عن عدد المسلمين أما اليوم انخفض العدد وأصبح يقل عن اثنين بالمائة من السكان. كان يشكل عدد المسيحيين في لبنان أكثر 55% من مجمل السكان عام 1932 وصل تعدادهم الآن إلى 29 بالمائة خاصة لكون لبنان اصبحت محل نزاع للسيطرة السنية او الشيعية وماتفعه تلك الدول لنشر ايدلوجيتها فى لبنان. كان تعداد المسيحيين بالعراق مليون وربع مليون نسمة والآن وصل تعدادهم إلى عشرات الآلاف بعد العمل على تصفيتهم بعمليات الخطف والذبح والتفخيخ..الخ المعتادة لجماعات الاسلام السياسي. فى سوريا كان عدد المسيحيين لوقت قريب يساوى 33% من السكان فى القرن الثامن عشر و الان هجر الكثير من المسيحيين واصبحت النسبة 9% بعد النشاط الدائم لجماعات الاسلا السياسي سوريا مع الاخذ فى الاعتبار مساحة التسامح من النظام السورى للاقليات المسيحية. في مصر يعاني الأقباط " اكبر اقلية دينية فى الشرق الاوسط " من اضطهاد منظم منذ انقلاب يوليو عام 1952 خاصة بعد ان قام الرئيس الراحل انور السادات ببعث الحياة للاسلام السياسي لضرب الشيوعيين واليساريين ونتيجة للاعتداءات المتكررة على اقباط مصر أصبحت قضية اضطهاد الأقباط ظاهرة للمجتمع الدولي، وعُقِد العديد من المؤتمرات المنددة باضطهادهم وشارك الاتحاد الأوروبي والكونجرس الأمريكي وعدد كبير من الصحف العالمية التي أسهبت في إيضاح اضطهاد أقباط مصر فوقع اقباط مصر ضحية بين رحى النظام والاخوان وزايد النظام والاسلام السياسي على اضطهاد الاقباط لكسب الشارع المتطرف. تعود أسباب الاضطهاد لمسيحيي الشرق لعدة عوامل أهمها: الثقافة الذمية والنظرة الدونية للآخر على اعتبار "أنهم أفضل أمة أُخِرجت للناس" وان ومن ابتغى غير الاسلام فهو من الخاسرين. سعي بعض الدول للهيمنة على المنطقة بنشر الأيديولوجيات الدينية المتطرفة لتخريب دول الجوار للهيمنه عليها. اهتمام الدعاة الاسلاميين بالكم وليس بالكيف بتشجيع زيادة المواليد بين المسلمين مما حذا بأحد الدعاة الجدد ليصرح بأن الغرب يملك قنابل نووية ونحن لدينا قنابل الأرحام بزيادة النسل، سنحكم العالم... إلخ.
اكتساح الهوس الدينى لغالية الشعوب المنطقة تحول النظرة لمسيحيي الشرق من أصحاب وطن الى رهائن للغرب خاصة بعد حروب الولايات المتحدة وتحريرها للعراق والحرب على افغانستان..الخ
تلويث الاثير بالفضائيات المتطرفة وزيادة الجرعة الدينية فى دول المنطقة خاصة القنوات الناشرة الكراهية والحقد للاخر تحول العبادة للمارسات شكلية مع ترك جوهر الدين. القيود الصارمة على الفكر والابداع وتدخل الدين فى كل كبيرة وصغيرة بداء من دخول دورة المياة الى فراش الزوجية. تضامن الدول الاسلامية فى الامم المتحدة بعضها لبعض انطلاقا من مبدأ " انصر اخاك ظالما او مظلوما " افساد المجلس الدولى لحقوق الانسان فى الامم المتحدة بعقد صفقات بين الدول الاسلامية والديكتاتورية بمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة كما يحدث الان فى محاسبة مصر بمجلس حقوق الانسان وتواطوء الدول العربية والديماتورية مع مصر للتغطية عن اضطهاد الاقليات بها.
وتظل المشكلة الرئيسية في فكر المتأسلمين الذين حولوا الأقليات من أصحاب وطن لرهائن، والدليل على ذلك مسلسل تصفية مسيحيي العراق بعد التحرير لاعتناقهم نفس دين الغرب، ومسلسل تصفية مسيحيي مصر باعتبارهم يتبعون الغرب، لذا ليس من الغريب أن يطلق في صعيد مصر على القبطي لقب الخواجة " كناية عن انه غربى "، كما أن معاناة مسيحيي فلسطين من أخوان غزة ك هذ الدلائل تؤكد على اعتبار مسيحيي الشرق رهائن وليسوا أصحاب وطن فعملوا على تصفية وجودهم بكل الطرق الغير شرعية كم يعانى مسيحى الاقصى مثل ماليزيا واندونسيا وكوريا الشمالية وباكستان..الخ من اضطهاد وتصفية. ومن هذا المنطلق صرحلمهدي عاكف بأنه يفضل تركي أو ماليزي لحكم مصر خير من القبطي، وصرح سابقاً الشيخ صلاح أبو إسماعيل "إن المسلم الهندي أقرب للمسلم المصري من القبطي وما زالت النظم تزايد على اضطهادهم لكسب الغوغاء، مع غياب تام للقوانين الضامنة لحقوق تلك الأقليات بالإضافة للتعنت الشديد من الأجهزة الأمنية ضد المساواة لمسيحيي الشرق. أخيراً تكمن المشكلة الحقيقية في اعتبار الأنظمة والجماعات الإسلامية لمسيحيي الشرق أنهم رهائن وليسوا أصحاب وطن، بدليل بعد رفض التصريح ببناء المآذن علت الأصوات بالمعاملة بالمثل، أي هدم منارات الكنائس ومنع أجراسها في مصر ودول المنطقة متناسيين أن ما ينطبق على مسلمي أوروبا لا ينطبق على مسيحيي الشرق فمسلمي أوروبا وافدين من أصول عربية وشرق أوسطية، أما مسيحيي الشرق ليسوا وافدين بل هم نسيح حي ايل لتراب تلك الأرض المقدسة المروية بدمائهم ودماء أجدادهم. ملك صالح خير من شرائع عادلة "مثل دانمركي" تجربة مريرة علمتني أن كل المعابد ليست بيوت الله فنوعاً كانت مسكونة بالشياطين، فدور العبادة ليست ذات قيمة إلا إذا حرسها رجل الله الخير "من أقوال غاندي"