قصّــة واقعيّـــة ... ولكـــــنْ حزينـــــة !!!

بدأ سركون حياتــهُ عامل بسيط كانَ يعيش في بغـداد معَ زوجتــه في غرفـة واحدة , لأنّـهُ لم يكن لهما اطفال !

كانت زوجتهُ آمرأة رائعــة لا تكفّ عن الصّـلاة والصّـــــوم ! حدثت هذه القصّـة في السّتينات من القرن المنصـرم ..

ومرّت الأعوام .. وجمع سركون بعض المال من عرق جبينهِ ! وفتحَ دكّاناً صغيراً ! يبيع فيهِ حاجيات بسيطة !

وكانَ الله معـهُ ! فآزداد ماله .. ووسع دكّانـهُ وحوّله الى محل بيع القماش !

ولطيبتهِ وأمانــهِ في التّعامل مع الزّبائـن , كسبَ سمعة جيّدة ! وأفاضَ الله عليه الخير وباركهُ ! فأصبح من كبار التّجار في بغداد !

وآمتلك محلاّت كثيرة وآشترى عمارة حوّلها الى فندق مريح .. ووضع ارخص ثمـن لمبيت النّاس !

وكلّ نهايـة شهر .. كان يرافق زوجته ويزور مرضى ومحتاجيـن غرباء عنه , ويساعدهم ْ !

مضت الأعوام , ورزقـه الله ثلاثة بنين فقط ! وجاوزَ عمرهُ الخمسـين ..

وتوالت فيما بعـد احداث في العراق , لم يكــنْ مرتاحاً لهذا الوضـع . فارسل اولاده الى امريكـا ! بعد أنْ منحهم المال اللازم كي يعيشوا

في رفاهيّــة , لأنّــهُ كان يعـزّهـمْ ويحبّهم كثيراً !

وبقي هو وزوجتهُ يعيشان معاً .. فآتّصل بهُ آبنهُ الأكبر قائلاً : والدي العزيز بِعْ كلّ شيءٍ وسافر كي تعيشَ معنـــا !

ولطيبة قلبــهِ قام بتصفية اعمالهِ وباع كلّ شيء وسافر .. عندمـا وصل الى امريكا .. لم يستقبلهُ احد في المطار ! فآستأجر سيّارة اجرة اوصلتهُ الى العنوان !

على كلّ حــال .. عندما دخلَ دار آبنـهِ البكر .. آستقبلتهُ كنّتهُ ببرود ! وقالت لحماتها : الطّعام موجود في الثّلاجـة , وإنّي مشغولة

لأنّ عندي برناج يجب ان انهيــه ! وتركتهما وحيديـن !

وتوالت اعوامٌ قليلة , كانت والدتهم تبلع الهمّ والغم في قلبها من تصرّفات ابنائها وكنّاتهــا!!! فمرضت مرضاً شديداً ! وفارقتْ الحياة !

امّــا الوالد المسكين , بقي وحيداً بين اربعة جدران في بلد غريب ! لا يهتم بـهِ احدٌ من اولاده !

وصفى بهِ الزّمــان الى ـ دار العجــــزة ـ بعد انْ كانَ ســيّد زمانـــــهِ !

روى لــي هذه القصـة المؤلمـة احـد اقرباء سركون ! والذي كانَ ثريّاً , ولم يساعد اولادهُ في شيء , سوى إعالتهــم ! كي لا يغدروا

بــــه , مثـــل مافعــــــلَ أبنــاء ســـــركون !!!

والتّفاصيــــل متروكـــة لخيالكـــم ,,,

مــــعَ الــــــود ...

13 ـ 04 ـ 2011