أوثان مرة أخرى! فمع أن بني إسرائيل قد رأوا الله غير المنظور يعمل، إلا أنهم مازالوا يريدون الآلهة المألوفة التي يستطيعون أن يروها وأن يشكلوها على الصورة التي يرغبون فيها. وما أشبهنا بهم! فتجربتنا العظيمة مازالت أننا نتصور الله كما نحب أن يكون، وأن نظهر أننا أحرار في أن نطيعه أو أن نتجاهله، ولكن الله يشتد غضبه عندما نستهين برحمته. إن الأصنام تعمي عيوننا عن المحبة التي يريد الله أن يغمرنا بها، وتجعل الله يكف عن الحياة فينا، لأنه لا يمكن أن يتقاسمنا مع إله آخر. فهل توجد أصنام في حياتك تمنع الله من أن يحيا فيك؟
كانت البقرة أو العجل من أشهر المعبودات في مصر. فكانت حابي (أبيس) وهاتور، من أكثر الآلهة عبادة، وكانتا على صورة بقرة، ترمزان للقوة والخصوبة، لذلك كانتا ترتبطان بشدة بالممارسات الجنسية الفاسقة. وعندما صور بنو إسرائيل صنمهم على شكل عجل، ربما اعتقد بعض الشعب، عن صدق، أنهم يعبدون الله، لأنهم صنعوا الصنم ليمثل الله نفسه، مثلما كانت حابي المصرية تمثل نهر النيل. فكان العجل الذهبي يمثل إله بني إسرائيل. لقد استعاروا الفكرة لإشباع أهوائهم الخاصة. ومع أنه من المحتمل أن بعضهم كانوا مخلصين، إلا أنه من الواضح أنهم لم يكونوا يعبدون الله بالطريقة الصحيحة، بل كانوا يعصون وصية الله بعدم صنع الأصنام أو الصور وعبادتها (خر 20: 4، 5)، وكذلك الوصية أن يعبدوه هو وحده. والمصيبة الكبرى هي أنهم لم يكونوا يعبدون الله الحقيقي، لأنهم قد صوروا الله على الصورة التي تخيلوها له، فصوروه ليلائم أغراضهم وأهواءهم وظروفهم القائمة. لقد اخترعوا صورة ملتوية لله ليبرروا سلوكهم الفاجر. وهذا يبين لنا كم يسهل علينا أن "نصور الله كما نحب أن يكون"، ونجعل فهمنا لكلمته متفقا مع تصرفاتنا ومعتقداتنا، فالإخلاص لا يكفي، حيث يوجد على الدوام خطر تصوير الله على الصورة التي تتفق مع احتياجاتنا ورغباتنا وأفكارنا. فهو على الدوام أعظم من أي مفهوم أو سمة نستخدمها. فإذا كنت تحاول أن تبرر سلوكك الفاسق بالقول بأن الله لايعلم أولا يهتم، فانك بذلك تجعل من الله صنما يمكن التحكم فيه. فاحترام كلمة الله والرغبة في حفظ معرفة الله الحقيقي المعلن في الكتاب المقدس، تحفظنا من الأصنام والصور الباطلة.
أوشك الله أن يمحو الأمة بأسرها بسبب خطيتهم. لكن موسى تشفع طالبا الرحمة فعفا الله عنهم. وهذا واحد من العديد من المواقف في الكتاب المقدس التي تبين رحمة الله. فبالرغم من استحقاقنا الكامل لغضب الله، نراه على استعداد للصفح والغفران واستردادنا للشركة معه مرة أخرى. فنحن نحصل على غفران الله عندما نطلبه باتضاع منه. وكما فعل موسى، يمكننا أن نصلي لله حتى يغفر للآخرين خطاياهم مستخدما إيانا لإعلان رسالة رحمته.
كيف يمكن أن يغير الله فكره؟ إن الله لم يغير فكره بنفس الطريقة التي يقرر فيها الوالد ألا يعاقب ولده، بل بالحري غير الله أسلوب معاملته، ليظل متفقا مع طبيعته. فعندما أراد الله أولا أن يهلك الشعب، كان يتصرف بما يطابق عدله، وعندما تشفع موسى من أجل الشعب، غير الله أسلوب معاملته ليتفق مع رحمته. فكثيرا ما قال الله للشعب إنهم إن غيروا طرقهم فإنه لن يدينهم، ولما تغيروا فعل الله كما وعد.
لقد غلبته مشاعره أمام مشاهد التمرد المخزية، وكسر موسى ألواح الشريعة التي يحملها بعد أن رآها وقد انكسرت في قلوب الشعب وتصرفاتهم. ومهما بلغ غضب موسى إلا أن غضب الله كان أعظم، لقد أراد أن يقضي على الشعب كله. والغضب ضد الخطية علامة من علامات الحيوية الروحية. فلا تطفيء مثل هذا النوع من الغضب في حياتك. ولكنك عندما تغضب ضد الخطية عن حق احرص ألا تتصرف تصرفا يمكن أن تندم عليه فيما بعد.
كاد القرار الذي أخذه هارون أن يكلفه حياته. وتبين أعذاره الواهية مقدار الانحطاط الروحي الذي وصل إليه هو ومن معه من الشعب. فهؤلاء الذين يتصدون لمراكز القيادة في مواقعهم عليهم أن يتأكدوا من سلامة مواقفهم الفكرية والروحية بحيث لا يكون هناك مجال أمامهم للتأثير تحت ضغط الرأي العام. لمزيد من المعلومات عن شخصية هارون انظر دراسة شخصيته في (خر 32).
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (32 / 01 – 35) بنو إسرائيل في سيناء (14) الإثنين 18 أبريل 2011 - 22:50
بسم الآب والأبن والرّوح القدس الإلــه الواحــد آميــن اختنا العزيزة الغاليــة ـ كريمة عم مرقس ـ ربّنــا يسوع يمنحكم القوّة والصّحة والعافيــة لخدمة كلمتــه المقدّســـة آميــــن .
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (32 / 01 – 35) بنو إسرائيل في سيناء (14) الثلاثاء 19 أبريل 2011 - 19:06