الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 499تاريخ التسجيل : 11/06/2010الابراج :
موضوع: من آدم الى الفصح الخميس 21 أبريل 2011 - 14:03
من آدم الى الفصح نرى نموذج ( السيد _ العبد ) المثال الذي كان كل آدم ونسله . فبعد الخطيئة يترك النسان الله ويخضع لعبوديته البدائل المخلوقه من قبله هو . ظن الأنسان أنه بتحرره من الله وجعله لنفسه مركزا للحياة . سيصبح حرا حقيقته . لكنه أصبح في الواقع خادما لخليقته الخاصة . يخلق أنظمة خاصه واقتناعات خاصة واتحاده بها صميميا . هكذا أصبح عبدا لتأكيداته الخاصة . وهنا تمكن مأساة الأنسان في اقتناعه أنه حر بعيدا عن الله ناسيا في أن الابتعاد عن الله ليس سوى عبودية لأنفسنا . وهذا هو العوز الحقيقي . فكم من الدماء أريقت بسبب أوثان الانسان . بسبب مفاهيمه الجامدة والمقولبة . التي يعلنها ويعتبرها أبدية ولا تتغير . كم مرة رفع الانسان السكين في وجه أخيه الانسان . بسبب عبوديته من قبل قوالب اخترعها هو . فعندما يترك الانسان الله . مقتنعا أنه ربح حريته بالابتعاد عنه . تكون النتيجه في أغفال قيمته بحيث يصبح هو نفسه أقل أهمية من المفاهيم . الافكار والشرائع المثبتة من قبله . فالانسان متحررا من الله يريد أن يضع نفسه في مركز كل شيء . الا أنه في الحقيقه يضع ما انتجه هو في المركز ويصبح مغرما بأشياء التي ينتجها هو نفسه . والتحريم من الشجرة الموجودة في وسط الفردوس يصبح ظلا للتحريم الذي يقوم به الانسان ويعزوه الى الاشياء التي أنتجها : الشيء الذي يخلقه الانسان غير قابل للمس . ومن يلمسه يجب ان يموت . ونتيجه هذا النموذج ( السيد _ العبد ) تكون الموت . آدم سيلجأ الى القبر . أمبراطورية الموت ومكان الانسان الذي يريد أن يؤكد نفسه بمفرده . ويؤكد أرادته الخاصه . الموت هو الاشياء التي يأخذها الانسان لنفسه فقط . الابتعاد عن الله يبدو اآن نهائيا . ولا يمكن ان يعود الى الاب . الا أن الآب هو الذي سيلغي المسافة وسيرسل أبنه الوحيد الذي يدخل الى القبر حيا . حيا في العالم الموات . فالمسافات ستصبح قصيرة بفعل حب الله المجنون . الله سيصبح في أبنه ذلك الشيء الذي يطلبه الانسان لنفسه . لكي يتحكم به بأرادته الخاصه . في الحقيقة . لقد تحكمنا حقا بمصير المسيح . فالمسيح الذي مات في أيدي البشر . يمثل تماما ذلك الشيء الذي أرادا الانسان أن يمتلكه . والمسيح الحي والقائم من بين الاموات معه الانسان الخاطىء في يديه . هو الابن الحقيقي الذي سيعود الى الاب مع أخوته .