مفاجئتان غير سارة كانت بانتظاري في عيد القيامة!! .. سلام توفيق
كاتب الموضوع
رسالة
سلام توفيق ججو عضو جديد تازة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 63تاريخ التسجيل : 10/04/2011الابراج :
موضوع: مفاجئتان غير سارة كانت بانتظاري في عيد القيامة!! .. سلام توفيق الخميس 21 أبريل 2011 - 22:11
حدث ذلك في ربيع عام 1988 ... حيث توقفت الاجازات الدورية بسبب المعارك الضارية التي كانت تدور رحاها في القاطع الشمالي لساحة العمليات.. برقية عاجلة جعلتنا نرزم امتعتنا من قاطع هور الحويزة الذي كان يمسك به الفيلق العراقي السادس - قيادة قوات الحكم - وخلال ساعات قليلة حظرت ناقلات الدبابات وامتطت دباباتنا صهواتها وانطلقت بنا نحو المجهول..حيث كانت حركتنا الى جهة غير معلومة..وكان الامر يتسلم برقيات الحركة تباعا وهو ايضا لايعلم الى اين سينتهي بنا المطاف في سيطرة الكوت كانت البرقية تطلب منا الاتجاه نحو محافظة ديالى...وهناك كانت برقية اخرى بانتظارنا لنتجه نحو كركوك...وفي معسكر خالد بكركوك كنا نمني النفس بان تكون اربيل وحاج عمران هي وجهتنا القادمة لانها كانت مضطربة ايضا..لكن الرياح لم تحمل سفننا نحوها..وانما نحو الجبهة الملتهبة في قاطع السليمانية..وهكذا شاركنا في معارك عديدة في احمد رومي وميشاف وكاريزه وماوت وجوخماخ وكثير غيرها
اقترب العيد وانا تجاوزت ال 80 يوما دون اجازة ولم يكن احد يجرؤ ان يطالب بها ..ولكن فجاة جاء الفرج على غير المتوقع حيث كنا نتهياء للهجوم على احد الرواقم لنسند انزالا جويا سيقوم به احد افواج اللواء 65 قوات خاصة..فرحتنا لاتوصف فالعيد على الابواب وقد جاء بصيص الامل هدية من السماء وفي احرج موقف ولكن ...!!! يافرحة ما تمت جاءت الاخبار الصاعقة وجبة المجازين فقط 50 %..ينزل النصف فقط والنصف الاخر ينزل بعد التحاق النصف الاول...لم يكن احد مستعدا لان يقايض الفرحة مقابل مواجهة الموت في كل لحظة كان امر السرية امام خيار صعب اما انزل انا او صديقي العزيز محمود مخلف الذي كان صنفه هو الاخر سائق دبابة ..وكان كلانا قد تجاوز ال 80 يوما لم ينزل فيها مجازا ولكننا كنا قد قررنا ان نذهب سوية او نبقى سوية .. تم استدعائنا من قبل النقيب قاسم حسن عطية مساعد الامر وكان بمعيته الملازم الاول المجند عهد حيث طلب الينا ان نقرر فورا من ينزل ومن ينتظر 4 ايام لغاية عودة نصف الوجبة فكان جوابنا واحدا ..سنذهب معا او نبقى معا..فتدخل عهد محرضا المساعد قائلا سيدي ابقي عليهما لاننا بحاجة لهم في المعركة لكن الضابط الشهم النقيب قاسم نهره بشدة وطلب اليه السكوت وحاول افهامنا بان نزولنا معا يعني توقف احدى الدبابات فقلت له سيدي في طائفتي المخابر حاتم متعب سائق ماهر وهو مستعد ليقوم بالسياقة فوافق النقيب فورا وطلب العريف حاتم الذي ابدى استعداده للسياقة رغم وعورة المنطقة..وفرجت ونزلنا بعد ان امضينا 83 يوما في جبهات القتال الى هنا والامر لم يكن سيئا وليس له علاقة مباشرة بالعيد...حين وصلت الى البيت كانت مفاجئة غير سارة بانتظاري ..كان اخي الكبير الكابتن مخلص يتمتع باجازته الدورية وحين غبت طويلا وانقطعت اخباري قرر ان يذهب الى قاطع السليمانية ليبحث عن وحدتي ...وحدث هذا قبل ساعات قليلة من وصولي للبيت..فتالمت كثيرا فاين يمكنه العثور على الابرة وسط اكوام القش والمفاجئة الغير سارة الثانية كانت غياب اعداد كبيرة من المعلمين والموظفين والمدرسين عن العيد في كرمليس بسبب قيام السلطات انذاك بجمعهم وتسليحهم وارسالهم للقاطع الشمالي لفترة وجيزة فكان العيد كئيبا وكانه لم يكن لكن والحمد لله عاد الجميع بخير بعد انتهاء الواجب..اما شقيقي مخلص فكان محظوظا واراد الرب ان يكافئه على طيبته وسماحة اخلاقه ..فتصادف مع بعض جنود المخابرة لكتيبتنا كانوا في مهمة ايصال خطوط..وعندما سالهم عن الكتيبة اجابوه نحن جنودها على من تبحث فقال لهم انه سلام توفيق ججو
فاجابوه ججو اليوم راح مجاز روح الحكه وارجع لاهلك
وهكذا انتهى الامر الى خير وحمدنا الرب على كل شيء وكل عيد قيامة والجميع بالف خير
مفاجئتان غير سارة كانت بانتظاري في عيد القيامة!! .. سلام توفيق