إنجيل القدّيس متّى /28

فتَركَتا القَبرَ مُسرِعَتينِ وهُما في خوفٍ وفَرحٍ عَظيم، وبادَرتا إِلى التَّلاميذِ تَحمِلانِ البُشْرى.
وإِذا يسوعُ قد جاءَ لِلِقائِهما فقالَ لهما: «السَّلامُ علَيكُما!» فتَقَدَّمَتا وأَمسَكَتا قَدَمَيه ساجِدَتَينِ له.
فقالَ لَهما يسوع: «لا تَخافا! إِذْهَبا فبَلِّغا إِخوَتي أَن يَمضوا إِلى الجَليل، فهُناكَ يَرَونَني».
وبينَما هُما ذاهِبتان جاءَ بَعضُ رِجالِ الحَرَسِ إِلى المدينة، وأَخبَروا عُظَماءَ الكَهَنَةِ بِكُلِّ ما حَدَث.
فَاجتَمعوا هم والشُّيوخ، وبعدَما تَشاوَروا أَعطَوا الجُنودَ مالاً كَثيرًا،
وقالوا لَهم: «قولوا إِنَّ تَلاميذَه جاؤوا لَيلاً فسَرقوه ونَحنُ نائمون.
وإِذا بَلَغَ الخَبَرُ إِلى الحاكِم، أَرضَيناه ودَفَعْنا الأَذى عنكُم».
فَأَخذوا المالَ وفعَلوا كما لَقَّنوهم، فَانَتَشَرَت هذِه الرِّوايَةُ بينَ اليهودِ إِلى اليَوم.

الاية//8..15
عيد القدّيس مرقس، الإنجيليّ
تعليق على الإنجيل
القديس أوديلون دو كلوني (961 – 1048)، راهب
العظة الثانية عن القيامة

"لا تَخافا! إِذْهَبا فبَلِّغا إِخوَتي أَن يَمضوا إِلى الجَليل، فهُناكَ يَرَونَني"

رسم لنا الإنجيل مسيرة التلميذين السعيدة: "فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إِلى القَبْرِ يُسرِعانِ السَّيْرَ مَعًا. ولكِنَّ التَّلميذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطرُس، فوَصَلَ قَبلَه إِلى القبْرِ" (يو20: 3-4). ومن تراه لا يرغب أيضًا في البحث عن يسوع المسيح الجالس عن يمين الآب وفي العثور عليه في النهاية؟ من تراه لا يرغب في أن يركض بروحه حين يتذكّر بفرح عارم مسيرة هذين التلميذين اللذين أسرعا إلى القبر؟ لكي نُغذّي في داخلنا هذه الرغبة، فليردّد كلّ واحد منّا بحماسة هذه الآية من نشيد الأناشيد: "اجذِبْني وَراءَكَ فنَجْري... فأَطْيابُكَ طَيِّبَةُ الرَّائِحة" (نش1: 4+3). أن نجري وسط رائحة الأطياب يعني أن نمشي بلا هوادة بخطوات الروح نحو خالقنا ونحن مرتاحون لرائحة الفضائل الزكيّة.
هذه هي مسيرة النساء الفائقات القداسة التي تستحق الثناء، إذ أخبرنا الإنجيل: "وكانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النِّساءِ يَنظُرنَ عن بُعد، وهُنَّ اللَّواتي تَبِعنَ يسوعَ مِنَ الجليلِ لِيَخدُمنَه" (متى27: 55)، كما أضاف القدّيس مرقس قائلاً: "ولَمَّا انقَضَى السَّبتُ اشتَرَت مَريمُ المِجدَلِيَّة ومَريمُ أُمُّ يَعقوبَ وسالومة طِيباً لِيَأتينَ فيُطَيِّبنَه" (مر16: 1).
يا إخوتي، أمام إسراع التلاميذ، أنساءً كانوا أم رجالاً إلى قبر الربّ، لنعلن على طريقتنا فرحنا بقيامة الربّ. فمن المؤسف أن يتوقّف لساننا البشري عن التسبيح للخالق يوم قام بالجسد من بين الأموات. وتدعونا هذه القيامة الرائعة أن نعظّم من زرع فينا هذا الفرح ونعلن انتصارنا على عدوّنا القديم...: فالموت انحدر مع مسبّب الموت، واليوم وبفضل المسيح قام الأموات. اليوم انكسرت قيود إبليس وأصبح جميع المسيحيّين أحرارًا بالمسيح.