في الوقت الذي تشهد فيه "المؤسسة اللبنانية للإرسال" حالة انتظار لما ستؤول اليه أمورها في ما يخص النزاع القضائي بين بيار الضاهر والسياسي سمير جعجع الذي تؤكد أنباء بأنّ المحطة ستعود إليه، تركز القناة هذه الأيام على سياسة التقطير والتقشف في إنتاج البرامج. وتتولى دفتها رولا سعد مالكة شركة "فانيللا". من هنا، جاء برنامج "أغاني عمري" الذي يتم اعداده وتقديمه "بما تيسر" من أهل البيت، أي آل غانم المدللين في القناة. وقد تمت استضافة نجم البرامج السياسية الأوحد في المحطة مرسيل غانم في الحلقة الثانية من البرنامج توفيراً لأجر أحد نجوم الصف الأول الذي قد يطلب مبلغاً لا تستطيع الشركة المنتجة دفعه. ثم تم الاعتماد على بعض السياسيين كوئام وهاب ومصباح الأحدب ليحلوا ضيوفاً على البرنامج. لكنّ المفاجأة كانت استضافة نجوى كرم في الحلقة الرابعة من البرنامج. وقد علمت "أنا زهرة" أنّ "شمس الأغنية" لم تتقاضَ أي مبلغ مقابل ظهورها في البرنامج. وقد أخذ عليها ظهورها الإعلامي المتكرر. ما أن مرّ أسبوعان على انتهاء برنامج "آربز غوت تالينت" الذي كانت عضواً في لجنة تحكيمه، حتى أطلّت في "أغاني عمري". وهي إطلالة لا تخدم الفنانة اللبنانية، ولا تقدم لها أي إضافة. إذ أنّ كل ما ورد في الحلقة يعرفه الجميع. أما المغنون الذين اختارتهم إدارة البرنامج ليقدموا أغنيات عمر نجوى كرم، فشكّلوا سقطة كبيرة وأمراً لا يليق بنجمة اللون الجبلي. ولا يمكن أن يؤتى بأصوات تضيع أغنيات نجوى كرم المفضلة. من أجل سياسية التقشف في القناة، استعانت هذه الأخيرة بخريجي برنامج "ستار أكاديمي" في دوراته السابقة ليقدموا أعمال الضيفة المفضلة. وقد لا نتوقف عند الخطأ والنشاز ونسيان كلمات الأغاني، لو كان الضيف ممثلاً أو مذيعاً أو سياسياً. لكن في حضرة ملكة المسرح وقامة فنية كنجوى كرم، كان الأولى إحضار مواهب حقيقية تغني لنجوى وتطربها. لكن ما حصل هو العكس. بدايةً، قدّم محمد قويدار أغنية "زحلة يا دار السلام" بطريقة سيئة جداً. لم يتقن تقديم اللهجة اللبنانية وأراد إبراز عضلاته أمام نجوى، فلم يستطع التركيز لا على الغناء ولا على كلمات الأغنية. وما زاد الطين بلة محمد رمضان الذي نسي كلمات "يا سيف الاعدا"، فقامت نجوى بمساعدته في الغناء ليتذكر الكلمات. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المغربية بدرية التي لم تجد تقديم "يابو الزلف". أيضاً أستاذ الموسيقى وديع لم يكن موفقاً في أداء أغنية "الأطلال" لأم كلثوم. وكذلك الأمر بالنسبة إلى طوني عنقة. والحصيلة كانت سقوط أغنيات نجوى كرم ضحية تقشف القناة رغم أنّ الكثير من المشاهدين كانوا يأملون في أن تكون حلقة نجوى طربية. لكن أمنيتهم ذهبت أدراج الريح في ظل ضعف أداء مَن قدّموا الأغنيات. أما المذيعة دوللي غانم القادمة من عالم الأخبار والسياسية، فقد بدت مبهورة ومرتبكة أمام نجوى. تلعثمت كثيراً ولم تعرف ماذا تقول عندما سألت نجوى عن اسم والدتها، فقالت لها "بربارة". يذكر أنّ نجوى اختارت في نهاية الحلقة أغنية "بطلت صوم وصلي" من ضمن أغنياتها المفضلة. وفي الوقت عينه، برّرت للمشاهدين بأنّ هذه الأغنية ليست لها، لكن من الفولكور اللبناني وهي لا تقصد المعنى الحرفي للأغنية. ويأتي تبرير نجوى لكلمات الأغنية بعدما مُنعت أغنيتها "لشحذ حبك" في إحدى الدول العربية. من جهة أخرى، أرسلت نجوى إنذاراً إلى الإذاعات اللبنانية بوقف بث أغنيتها "وين" التي قيل بأنّه تم تسريبها، وليست النسخة النهائية. يذكر أنّ "وين" تم تسجيلها منذ خمس سنوات، وهي من ألحان عماد شمس الدين الذي يوجد خلاف وقطيعة بينه وبين نجوى كرم. وعزا بعضهم رفض نجوى بث الأغنية إلى هذا الخلاف، إذ أنّها تريد معاقبة الملحن بعدم بث أغنية من ألحانه وعدم التعاون معه.