كارول تشيد بفيروز وصباح موقع وين 2011-05-02 17:46:15 في كل مرة مرة التقيت الفنانة كارول سماحة، اكتشفت بريقاً جديداً ينبعث من داخلها ليسطع في عينيها المشدودتين بثقة وثبات، الى نجومية تتعدى الألقاب وتتحدى الإشاعات.
حدث ذلك في بداياتها حين تخرّجت من كلية الفنون لتبدأ رحلتها الفنية مزودة برضى الأهل، وبالوعي والثقافة و.. الحرية. شاركت أستاذها الاكاديمي ميشال جبر في عدد من المسرحيات التجريبية والاختبارية، أكدت فيها شخصيتها اللافتة والمميزة. وحدث أيضاً حين انتقلت الى حضن الرحابنة، الراحل الكبير منصور وأولاده، زادت نضوجاً ولمعاناً، وتمتّع صوتها الصافي والفريد بكلمات وألحان لا تجيدها إلا الحناجر الذهبية.
وحدث أخيراً وهي تكاد تنتهي في دمشق من تصوير مشاهدها في المسلسل الرمضاني "الشحرورة" الذي تؤدي بطولته، بعدما ملأت صورتها وأغانيها الفضائيات العربية، فكان إصرار من الجهة المنتجة على اختيارها أوقف المسلسل حتى ايجاد البطلة البديلة. حينها واجهت كارول تحدياً لم يكن في بالها. صحيح أنها لا تشبه الشحرورة صباح في تكاوينها الخارجية، "لكن الفنان الناتج، المتمكن من مواهبه، قادر على أن يلبس كل الوجوه وأن يتماهى مع كل الحالات النفسية والكاراكتيرات" ــ هذه قناعتها منذ البدايات ــ وعلى هذه القناعة أعلنت موافقتها، لتبدأ رحلة جديدة من مشوارها الفني تضيء عليه في هذا الحوار:
* جرت العادة أن يحيي التلفزيون شخصيات فنية وثقافية وتاريخية بعد مرور سنوات على رحيلها. وأنت اليوم تجسدين شخصية صباح، أطال الله عمرها ــ عاشقة الحياة حتى الرمق الاخير ــ هل فاجأك الاختيار، وبالتالي أخافك لأن الشحرورة أسطورة مستمرة منذ حوالى ستة عقود؟ ــ لم يفاجئني العرض، إنما خفت أن أحمل على كاهلي دوراً لفنانة ما زالت تنبض بالحياة والعطاء، وشكّلت حلماً جميلاً لأجيال طويلة. صباح هامة عالية في الغناء والسينما والمسرح، ولا بد أنها تستحق مسلسلاً يليق بها وبعطاءاتها. قرأت السيناريو على الورق. ناقشت الموضوع من كل جوانبه مع الكاتب والمخرج والشركة المنتجة. وازنت بين الايجابيات والسلبيات مع مدير أعمالي قبل أن أوقّع على العقد النهائي مع شرط واضح، على أن لا يتعارض مع مشاريعي الفنية الأخرى: حفلات، مهرجانات، كليبات..
* قيل إن الشركة المنتجة بلا موافقتك كانت تميل الى تأجيل المشروع حتى تجد البديل؟ ــ هذا من بين أسباب عديدة أخرى دفعتني الى توقيع العقد. خصوصاً أن الشركة كانت واضحة في إصرارها على اختياري، مما حمّلني مسؤولية أكبر، تجاه ذاتي وإلا، ثم تجاه ملايين المعجبين بالشحرورة، وأخيراً تجاه الشركة المنتجة التي أولتني ثقتها الكاملة وهذا مصدر فخر واعتزاز.
* وقيل أيضاً بالمقابل أن كثيرات كن مرشحات للبطولة؟ ــ ثرثرة أفلام ليس أكثر. ليس أصدق من كلام المنتج صادق الصباح الذي أكد أن أحداً لم يكن مرشحاً لهذا الدور. وثمة فنانات رشحن أنفسهن لهذا الدور من قبيل الإعلان ليس أكثر، وهنّ جاهلات إن لم تدرس التمثيل عاجزة على لعب دور "الشحرورة" الصعب والمعقد. صباح لم تكن فنانة عادية ولا شخصية اجتماعية عابرة. فقد جمعت في حياتها أحزان وأفراج وتحوّلات وأزمات الوطن العربي. * الأزمات نفسها رافقت مراحل التصوير في مصر وسوريا؟ ــ صحيح، تحمّلت الشركة المنتجة الكثير من الخسائر، وواجهت الكثير من التحديات لاستكمال المسسل قبل حلول شهر رمضان. وكلك حوصر الفنانون والتقنيون بالأحاث المفاجئة التي تعرضت لها كل من القاهرة ودمشق. أملي أن تنتهي هذه الأحداث لما فيه خير الأمة العربية على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية، واعتباراً أن التطورات نحو الأحسن، يفترض أجواء من الحرية والاستقرار.
* الى أي مدى شغلك مسلسل "الشحرورة" عن نشاطك الغنائي والمسرحي؟ ــ ليس كثيراً. فكان العقد بيني وبين المنتج صادق الصباح صريحاً وبما يسمح لي بمتابعة نشاطي وفق جدول أعمالي الغنائي في الحفلات والمهرجانات والأعمال المسرحية.
* قريبة جداً من الغناء وتصوير الكليبات، لكن حضورك المسرحي غائب تماماً، وأنت كنت نجمة رحبانية بامتياز... ــ حريتي جوهر شخصيتي. أقول الفن هو درب الحرية، وبلا حرية لا شيء. لذا أجدني غير مرتبطة بشخص أو بتجربة واحدة. صحيح انني عملت مع الرحابنة ردحاً من الزمن، ولكن بلا التزام نهائي. هذه قضية واضحة منذ البداية لي ولهم. وعملي مع الرحابنة لا يعني لي الالتزام النهائي بتجربتهم، على الرغم من أهميتها وتمييزها. تعلمت منها كثيراً وأخذت ما انعكس على شخصيتي الفنية.
* هل تشبّهين تجربتك مع الرحابنة كما فيروز معهم؟ ــ لا تجوز المقارنة، فيروز أيقونة ربية لا تمحوها السنوات، هي ثالث ثالوث الأخوين رحباني. رفيقة بداياتهما وسيدة تجربتهما، أعطياها أجمل وأرقّ وأقوى الألحان. للعلم أيضاً، أرفض المقاربات والمشابهات والالقاب. يميل الناس الى تشبيه فنان بآخر، متناسين أن لكل فنان موقعه وحياته وتجربته وحضوره وإنجازه وتاريخه.
* اختبرت الغناء والكليب والمسرح وتجربة فريدة في السينما ومثلها اليوم في التلفزيونز كيف تتعاملين مع نص كل من هذه الفنون؟ ــ تهمني أولاً استقلالية اللغة وتميزها، أنا خريجة مسرح وأغني بلا دراسة أكاديمية. أحب أن أبدع بالنص المكتوب والنص الجسدي كل ما ليس محكوماً بالقوانين البالية البليدة، وكل ما ليس محكوماً بالتشابه. دعني أقول متمردة بضوابط والتزامات.
* تمرّدك أبعدك عن حفلات مصر فترة طويلة لتعودين اليها من خلال "الشحرورة". كيف ولماذا حدث ذلك؟ ــ هذه قضية وانتهت باعتذار نقيب الموسيقيين على ذلك. حدث ذلك حين رقصت التانغو في الاسكندرية. قضية بسيطة أعطاهاالإعلام أكبر من حجمها وكبرت في أذان الجمهور.
* لا تتوقفين عن العمل وتريدين دائماً الاستزادة، هل تفضلين الكلمة على النوعية؟ ــ هذه تهمة باطلة. أؤمن أن العمل بديل عن الجنون والبطالة سيدة كل الرذائل، خصوصاً إذا اقترن العمل بالابداع في الصميم. لا شيء يشبه شيئاً في تجربتي. أما الربط بين انتاجاتي الغنائية والمسرحية والتلفزيونية وليس بين هذه الانتاجات ما يلغي الآخر.
* كيف تصفين المرحلة الراهنة في حياتك؟ ــ لم أعد خائفة على نجاحي، أنا في بحث عن نجاح أكبر واستثنائي.
* ما معنى استثنائي؟ ــ لست أدري. ليس سهلاً تحقيق النجاح الذي أطمح إليه، لأنه ليس عملية حسابية، كل ما أعرفه أنني احب أن أكون استثنائي. أظنني حققت بعض ذلك في "الشحرورة".
* أخيراً، هل غنيت الحب كما تعيشينه؟ ــ أعيش الحب بقوة أكبر مما أغنّيه. قد لا أبادر الى إعلان حبي للرجل، لكن ذلك لا يعني أنني أفرق بين الذكر والانثى في العلاقات العاطفية من حيث الجوهر. الرجل هو الصياد وعليه أن يبادر.