البيوت الزجاجية الهولندية.. هل تنقذ العالم من أزمة الغذاء؟

تقرير: يوهان هاوزينخا- إذاعة هولندا العالمية/ صنفت الدفيئات الزجاجية الزراعية او البيوت الزجاجية الهولندية في وقت سابقا على انها تستهلك الكثير من الطاقة لإنتاج خضروات لا طعم لها. لكن اليوم تعد البيوت الزجاجية من اكثر القطاعات ابتكارا في هولندا، وتعتبر مصدرا مهما في انتاج الاغذية. كما إنها ستعمل قريبا فقط على الطاقة المتجددة او المستدامة. الامر الذي اثار اهتمام الصينين الذين ابدوا الرغبة باستخدام مثل هذه البيوت الزجاجية والتقنيات المتبعة.

"في الواقع نريد الانتقال بسرعة الى بيوت زجاجية تستخدم صفر في المئة من الوقود الاحفوري. سنتمكن من ذلك بالتأكيد" هذا ما يقوله الاستاذ اولاف فان كوتن من جامعة فاخينينغن للوفد الصيني الذي التقاه. فان كوتن متخصص في علم البستنة داخل البيوت الزجاجية.
تمتلك الصين مثل هولندا اراضي زراعية محدودة لإنتاج احتياجات شعبها الزراعية. لهذا جاء الوفد الصيني لدراسة كيفية اعتماد الاسلوب الهولندي المكثف في البيوت الزجاجية الزراعية، كما يوضح فان كوتن:
1-" البيوت الزجاجية الزراعية تقدم كفاءة قصوى في مجال التعامل مع الطاقة او في مجال التعامل مع الماء. اذا نظرنا الى المستقبل وضرورة اطعام 15 مليار شخص في العالم، نجد ان هذا الاسلوب سيكون جزءا مهما من الحل".

نظام مغلق يعتمد على مياه الامطار
يزرع ستيف هاوسمان نباتات واشجارا استوائية خصيصا للمكاتب، ويستخدم انظمة المياه المغلقة. يضع الاشجار في مياه يتراوح عمقها ما بين 2 الى 3 سنتمترات. تتم تنقية المياه اسبوعيا عن طريق استخدام الفلاتر الرملية والاشعة فوق البنفسجية، تعود بعدها المياه الى داخل البيت الزجاجي.

2-" هذا كل ما نحتاج اليه من مياه، ان ما يسقط على السطح من مياه الامطار يكفي من اجل العناية بالمزروعات. لا نستعمل هنا في هذه المنطقة المياه الجوفية".

يرى فان كوتن ان مثل هذه التكنولوجيا هي ايضا منتج مهم للتصدير. ويقول" اذا استمرينا في هذا المجال، تكون المياه الموجودة في المنتج هي المياه الوحيدة المستخدمة. تحتاج مثلا لانتاج كيلو طماطم الى ليتر من المياه فقط. في الواقع تبيع مياه معلبة بطريقة انيقة ولذيذة الطعم".
الحرارة من الارض

من المهم بالطبع استخدام الطاقة الحرارية من الارض من اجل تدفئة البيوت الزجاجية الزراعية. قام تيد دوفيستاين بحفر بئر بعمق 3 كلم للعناية بالبيوت الزجاجية. يقوم بضخ المياه المالحة منه وحرارتها 75 درجة مئوية. هذه الحرارة تبقي البيوت الزجاجية دافئة، ومن ثم يعاد ضخ المياه الجوفية عندما تبرد الى الارض كي تسخن من جديد. حرارة الارض التي بدأ باستعمالها منذ شهر مارس قد وفرت كلفة 60% من مصاريف التدفئة. عندما تعمل مضخات المياه الكهربائية قريبا عن طريق طواحين الهواء كما هو مخطط، تكون البيوت الزجاجية قد شغلت عن طريق الطاقة المستدامة ويصبح باستطاعة دوفيستاين الاحتفاظ بقسم من الطاقة والتدفئة ايضا.
3-" نجري محادثات مع البلدية من اجل استخدام هذه الطاقة لتأمين احتياجات البيوت الجديدة في المنطقة. هكذا نتحول من مستهلكين للطاقة الى موردين لها. هذا الامر يضيف في المستقبل نقاطا ايجابية لصالح الزراعة في البيوت الزجاجية.

المصابيح المستعملة تشغلها طواحين الهواء
اما بالنسبة للمصابيح الكهربائية المعلقة فوق المزروعات في البيوت الزجاجية فقد قام روب بان باستبدالها بمصابيح مقتصدة لا تستهلك الكثير من الطاقة. كما ان النباتات تحصل على الضوء المناسب الذي تحتاجه، لانه يستعمل اربعة الوان مختلفة من هذه المصابيح. الى جانب البيوت الزجاجية توجد طواحين هواء جاهزة لامداد المصابيح بالطاقة اللازمة.

علاوة على ذلك يحصل بان من اشعة شمس الصيف على ما يكفي من حرارة لنظامه المغلق، حيث تصل الحرارة الى ما فوق 50 درجة مئوية او اكثر. يتم تحويل الفائض من الحرارة لتسخين المياه والاحتفاظ بها في عمق الارض حيث تحافظ على سخونتها. في الشتاء تضخ المياه من جديد وتستخدم لتدفئة البيوت الزجاجية.

لا سموم
لكن اليس بالامكان ان تنمو هذه النباتات في الهواء الطلق من دون استعمال هذه الحيل؟ "كلا" مدوية هي اجابة روب بان.
4-" الامر المميز هو انه ليس لدينا هنا من حشرات. البيوت الزجاجية هي اما خالية من الحشرات او فيها حشرات تأكل الحشرات الاخرى. نحن لا نرش النباتات بمواد كيميائية. لدينا منتجات صديقة للبيئة ومستدامة. وفي المدن الكبيرة في العالم ستجد هذا النوع من الشركات من اجل الانتاج بالقرب من السوق المحلي".

لقد قام المستثمر بهذه الخطوة وانشأ مثل هذه الشركات في الولايات المتحدة واليابان.