وفي الغَد، رأَى الجَمعُ الَّذي باتَ على الشَّاطِئِ الآخَر أَن لم يَكُنْ هُناكَ إِلاَّ سَفينةٌ واحِدة، وأَنَّ يسوعَ لم يَرْكَبْها معَ تَلاميذِه، بل ذهَبَ التَّلاميذُ وَحدَهُم، على أَنَّ بَعضَ السُّفُنِ وصَلَت مِن طَبَرِيَّة إِلى مكانٍ قَريبٍ مِنَ المَوضِعِ الَّذي أَكلوا فيه الخُبز، بعد أَن شَكَرَ الرَّبّ. فلَمَّا رأَى الجَمعُ أَنَّ يسوعَ لَيسَ هُناك، ولا تَلاميذَه، رَكِبوا السُّفُنَ وساروا إِلى كَفَرناحوم يَطلُبونَ يسوع. فلَمَّا وَجَدوه على الشَّاطِئِ الآخَر قالوا له: «رَاِّبي، متى وَصَلتَ إِلى هُنا؟» فأَجابَهم يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَنتُم تَطلُبونَني، لا لِأَنَّكم رَأَيتُمُ الآيات: بلِ لِأَنَّكم أَكَلتُمُ الخُبزَ وشَبِعتُم. لا تَعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَفْنى بلِ اعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَبْقى فَيَصيرُ حَياةً أَبَدِيَّة ذاكَ الَّذي يُعطيكموهُ ابنُ الإِنسان فهوَ الَّذي ثبَّتَه الآبُ اللهُ نَفْسُه، بِخَتْمِه». قالوا له: «ماذا نَعمَلُ لِنَقومَ بِأَعمالِ الله؟». فأَجابَهُم يسوع: «عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل». الاية/22..29 الاثنين الثالث للفصح تعليق على الإنجيل القدّيس هيلاريوس (315 - 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة الثالوث
"عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل"
لك أنت أن تستجيب إلى صلاتنا، ولك أنت أن تحقّق لنا مسعانا، ولك أنت أيضًا أن تفتح الباب الذي نقرعه (لو11: 9). لأنّه بحكم الطبيعة ترانا قد تخدّرنا بما يربو إلى الكسل الروحي؛ وإنّ ضعف أنفسنا... يمنعنا من فهم أسرارك الخاصّة... ها هو ما ننتظره: سوف تشجّع بدايات هذه العمليّة المهيبة، وسوف توطّد التقدّم في مسارنا وسوف تدعونا للمشاركة في الروح الذي أرشد الأنبياء والرسل؛ وبذلك لن نسمع كلامهم إلاّ كما قصدوا قوله. وإنّنا نؤكّد، في الواقع، ما أعلنوه في تعاليمهم المقدّسة: أنت الله الأزلي، أنت والد الإله الأزلي، والابن الوحيد. أنت هو الوحيد الذي لم يولد، والربّ يسوع المسيح هو الوحيد المولود منك بولادة أزليّة خالدة، بدون أن يختلف عنك لدرجة أن يوعَز إلينا بواقع إلهَين. نعم، يجب أن نُعلن أنّه انبثق منك أنت الله الواحد؛ يجب أن نعلن: هو ليس سوى الإله الحقّ المولود من لدنك أنت، الإله الحقّ والأب. امنحنا إذاً أن نعطي الكلمات معناها الحقيقي، وانعم على نفوسنا بالنور... ووطّد إيماننا بالحقّ. امنحنا أن نقول ما نؤمن به...: أنّك إله واحد، الله الآب، وأنّ هناك ربٌ واحد هو الربّ يسوع المسيح. أعطنا أن نمجّدك... وامنحنا أن نعبدَك، أنت الإله الواحد إنّما غير المنفرد، واعطنا أن نعلنه هو الإله الحقيقي.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :