الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 233مزاجي : تاريخ التسجيل : 26/12/2009الابراج :
موضوع: وجهة نظر أم نظرة وجه الجمعة 3 يونيو 2011 - 2:29
وجهة نظر ام نظرة وجه ؟ ( حول تسونامي الشرق الاوسط )
ججو متي موميكا كندا
(( عندما تغضب الطبيعه وشعوبها على الحكام ))
الانتفاضات الاخيره وثورات الشباب والاحداث الدمويه والاضطرابات التي اجتاحت منطقة الشرق الاوسط وتحديدا بلدان عربيه صنفت بالمتحرره او الثوريه او العلمانيه وسمّيها ما شئت من المسميات أعينونا أعانكم الله فلقد كثرت التسميات وانفرطت وضاع وزّانها حدّثونا من هم ( الحواسم ؟ ومن هم البلطجيه ؟ ومن هم الشبيحه ؟ والى آخر التسميات الحديثه في عالم العولمه والتحرر والتغيير ) هذه الفوضى التي اجتاحت الوطن العربي آسيويا وافريقيا حيث الفيضان غمرها عمّ وشمل بلدانا كانت ساكنه وهادئه نسبيا سياسيا وامنيا بسبب تسلط حكام دكتاتوريين على مقاليد الحكم وخنق حريات شعوبهم عقودا من الزمن في تسلطها في كبت الحريات وكتم الانفاس ...متغاضيه بطرف عين تترقب ما يحصل في دول الجيران ...لكن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن فالشعوب عندما تغضب وتنتفض لايقف امامها سد او حاجز مهما كان خرسانيا او مسلحا وهاهي الشعوب تقول كلمتها وتتحدى الرصاص بصدور خاليه . الاحداث بدأت شرارتها في تونس و التي فجرها الشهيد البوعزيزي كانت القشه التي قصمت ظهر البعير حتى توسعت واشتعلت نيرانها وتشظّت لتمتد من تونس الخضراء الى مصر وليبيا افريقيا سرعان ما تحولت آسيويا وبمعيار مشابه لايختلف في السيناريو والفصول الا برتوش وتكتيك الاداء ممثلا بقتل وتدمير وتخريب واعتقال واضطهاد حيث انتقلت العدوى بسرعة البرق الى سوريا واليمن والبحرين وحتى تسارعت وامتد لهيبها الى دول كانت تسمى بالهادئه او كانت الفتنة فيها نائمة ونارها تحت الرماد لكن الفتنة ايقظها المظلومون قبل موعدها لان صبر الشعوب قد نفذ والظلم لايطاق الى الابد...هذه الدول كانت تشاهد وتراقب وتتحذر فتخاف ان يمتد اليها التغيير فسبقت الاحداث باطلاق اصلاحات او ارشاء شعوبها بمغريات ومكاسب غالبيتها لا يف بالغرض المطلوب وهو دون الاستحقاق ليبقى السؤال مطروحا (( لماذا اليوم هذه التشريعات والقوانين الباهته )) فلم يعد ينفع قانون العفو عن المعتقلين واطلاق سراح السجناء وسن قوانين لحماية حقوق المواطن وغيرها فالمتظاهرون لايحملون سوى قرصة الخبز واعلام دولتها أفلا تعرفون ماذا يريد المتظاهرون ؟ وكما يقال ضحك على الذقون وامتصاص غضب المحتجين...هذه المكاسب التي اعلنها الحكام وان لم تكن بالمستوى المطلوب من اصلاح لكن اخمدت جزء من النيران الملتهبه وتوقيتها كان في غير موعده وجاء بعد معاناة وانتظار طويل وعجز وتماطل وخداع الحكام لشعوبهم عقود مضت ...مثلا نأخذ السعوديه والمغرب والاردن والجزائراعلنت برامج اصلاحيه اجتماعيه وثقافيه واقتصاديه وحتى سياسيه واصدرت مراسيم عفو عام عن السجناء وقامت باصلاحات دستوريه طفيفه لم تداو الجرح الذي ظل ينزف بجسد شعوبهم وهو مثخن ووعدت بالمزيد لدعم احوال المعيشه بزيادة الرواتب وتخفيف نسب البطاله واطلاق حرية التعبير وابداء الراي في ممارسة الحياة السياسيه كل هذه الامور سنّت وشرعت على عجل بسبب ضغط الشارع وخوفا من الانفلات الامني كما حصل في دول التغيير ...هذه الدول تسارعت خوفا من المستقبل الذي بات قريبا منها واوشك الوضع على الانفجار بدليل حصول تظاهرات في المدن الاردنيه والسعوديه والجزائريه وحتى موريتانيا والسودان لم تسلم منها حتى اشتعلت المنطقه وزاد لهيبها وحمي وطيسها لتحول اجساد الفقراء من شعوبهم الى حطب لتعم التظاهرات والاحتجاجات في غالبية هذه الدول فألجمتها هذه الموجه العاتيه لتمتد نيرانها وهيجان ثورتها الى المغرب والاردن وعمان والجزائر والعراق ولبنان وحتى دول الخليج ما سلمت منها ولم تترك بلدا عربيا الا وكان له نصيب من هذه الموجه وسالت دماء في شوارعها . الاحداث لازالت نيرانها مشتعلة ولم تسكت حتى في البلدان التي تغير حكامها واقيلوا نتيجة ظلم عقود من السنين كمصر وتونس فرائحة الحرائق لازالت منبعثه من شوارع القاهره وتونس والمدن الاخرى... وهاهي دخاخينها تغطي سماء قسما من هذه الدول ولم تستطع اية قوة عالميه او اقليميه او حتى محليه اخمادها والعالم يشاهد انهارا من دماء الابرياء تسال في شوارع وازقة المدن وبغزاره وبلا رحمه لتقتل الحرث والنسل ولاتميز بين الطفل والشيخ او بين المرأه والرجل فالدمار امتد ليقتل كل حيّ ...ناهيك عن توقف ديناميكية الحياة منذ اندلاع هذه الثورات وتوقف الخدمات واغلاق المؤسسات الحكوميه والمدارس والمعاهد العلميه حتى طال اقفال المؤسسات الخدميه من ماء وكهرباء ومستشفيات ومخابز وافران واسواق التي تعتبر شريان الحياة للناس ...فكيف يعيش ابناء هذه البلدان وما نوع المراره والبؤس اللذان يعانون من جراء انعدام هذه الخدمات . الاحداث الاخيره افرزت معطيات كثيره على كل الساحات السياسيه والامنيه والاقتصاديه وانقسم العالم بين مؤيد لهذا التغيير بزوال انظمه وصفت بالدكتاتوريه وبقمع الشعوب حيث القتل والارهاب وسفك الدماء بلا رحمه الحكام المستبدون يقتلون شعوبهم بلا رحمه وقوات التدخل والمرتزقه وطائرات الحلفاء تدك مواضع ومقرات هذه الدول بلا رحمه ايضا والخاسر الوحيد هو شعب هذه البلدان وعندما تحقق بعض الاطراف غاياتها وتنفذ المشاريع التي جاءت من اجلها يبدأ تصفية الحساب رغم الدماء التي سالت ودفع ثمنها هذا المواطن المسكين ...وتبدأ فاتورة الحساب لتسديد اثمان القاذفات والقنابل والصواريخ والعتاد الذي قتل ابنائهم يسدد من ثرواتهم ومن نفوطهم ويبقى المستفيد الوحيد من هذه العمليه هو المحتل الاجنبي والغازي كما حصل في العراق وهو يدفع من دماء ابنائه وثرواته على حساب المساكين يدفع العراقيون الملايين من الدولارات ثمن قتلهم وتدمير بلدهم ...وأغرب تعويض فرضته امريكا وحكام العراق الجدد هو منح مليوني دولار للامريكيين الذين حجزوا في فنادق العراق ذات خمسة نجوم ابان احداث الكويت عام 1990 لانهم شمّوا دخان المعرك وتفرجوا عليها من نوافذ فندق الشراتون وفلسطين ميريديان وبابل والسديم والله شر البلية ما يضحك ويا لسخرية القدر (( فوك حكو دكو )). هذا هو ثمن الحريه وثمن التغيير والثورات التي نستوردها مسلفنه من امريكا واوربا يقتلون ابنائنا ويأخذوا ثمن الرصاصات وشعبنا يأكل الشوك والعاقول وهو يطفو على بحار من النفوط والثروات المعدنيه الاخرى والتي يسيل لعاب الغزاة عليها . لماذا يقتلون الشعوب ؟ الم يرف لهم جفن او يتحسسوا آلام هذه الشعوب التي لاحول لها ولاقوة الابالله ... الحكام يقتلون الناس والمحررين يقتلون الناس والمعارضه تقتل الناس كما يقتلهم السيد المبارك البعبع الكبير بترسانته وتكنولوجيته وآلته الحربيه لتفتك بهذه الاجساد الغضه من اطفال وشيوخ ...ما جريرة هذه الشعوب لتدفع اثمانا باهضه لتبحث عن حرية حمراء خضبت بدماء المساكين بعد ان امتلأت المدن باليتامى والارامل والمعوقين والعجزه والعاطلين ...فلله دركم ايتها الشعوب المظلومه . عود على بدء ...نأتي الى مربط الفرس وبيت القصيد وما مغزى عنوان مقالنا هذا . البعض يحلو له تسمية هذه الاحداث بالثورات والانتفاضات ضد الدكتاتوريات وظلم الحكام !! آمنا بالله ...والبعض الاخر على نقيض حيث يرفض هذه التدخلات لانها غزو واحتلال وتسلط كما حصل في العراق وافغانستان فاشعلوا المنطقه بنار جهنم يصعب عليهم ايقافها ...ولو تناولنا دولة حدث فيها التغير واخرى تنتظر لابد ان نقول لاصحاب الغرض السيء والنوايا الشريره ومن يفسر الاحداث على اهوائه ومصلحته ....متى نسمي هكذا حدث ثورة ومتى نسميه ارهابا او تخريبا ؟ ومتى يكون انقلابا على الدستور؟ كل الاجراءات التي يتخذها الحكام المعنيون لاترتقي الى مطلب الجماهير وكلها ترقيعيه وعاجزه عن طموحات هذه الشعوب فلا اطلاق سراح المعتقلين او السجناء ينفع وبعد فوات الاوان لان الظلم تراكم عشرات السنين وهذه الشعوب دفعت ثمنا غاليا لحريتها وحيث لاينفع قرار يتيم هنا وتصريح حاكم كاذب هناك وووعود وتصريحات بهلوانيه لآخرين فلا خيار لهم الا الرحيل ...والتنحي ...والهروب ...ثم الاعتذار من شعوبهم . لان الكيل طفح وانساب من الجوانب . هنا لانستثني بلدا واحدا من بلدان الشرق الاوسط فمعظمها دكتاتورية تحكم بالحديد والنار بدءا من ايران شرقا وحتى المحيط الاطلسي غربا لغتهم الحديد والنار وليس الحوار ويفسرون الامور حسب اهوائهم وينسون غيرهم فايران مثلا نست او تناست الاضطرابات والتظاهرات التي عمت المدن الايرانيه طلبا للحريه ورغيف الخبز وشعوبهم تقتل في شوارع طهران وتقمع ويزج معظمهم في السجون لانهم يريدون الحريه والمساواة...والحكام في قم وطهران يدعونها ظلما بينما نظامهم يمثل الدكتاتوريه والتسلط ونظام حكم جاهل وطائفي ...حكام ايران يفسرون احداث العالم المحيط بهم حسب مزاجهم وما يخدم اجندتهم ومشروعهم التوسعي ...مثلا لماذا تعترضون حكم الاقليه على الاكثريه كما يحصل في البحرين كون السنه يحكمون الاماره وغالبية الشعب البحريني من الطائفه الاخرى ولا تفسرون الحدث في سوريا الا على مزاجكم لان الاقليه العلويه تحكم سوريا منذ الستينات؟ والغالبية مهمشه اين الصحيح واين الخطأ لماذا المغالطات وتشويه الحقائق احداث البحرين تسمونها انتفاضه بسبب انحيازكم الى الاكثريه وتتهمون الحكومه بقتل الشعب وتغمضون عيونكم عن احداث سوريا رغم شراستها وشدتها بعد ان تجاوز عدد الشهداء الالاف وتسمونها ارهاب وتخريب والمتظاهرون من القاعده او متطرفين لماذا الكيل بمكيالين ...اين تكمن الحقائق واين الصحيح. لقد التبست علينا الامور ولم نعد نميز بين الوطني والعميل وبين الحاكم الجائر والعادل ...لقد نفذ صبر الشعوب فهل من ضوء يلوح في الافق وليكن الله في عون الشعوب .