الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: طبيب عراقي أنقذ الملك فيصل الثاني من موت محقق! الثلاثاء 14 يونيو 2011 - 7:47
طبيب عراقي أنقذ الملك فيصل الثاني من موت محقق!
يذكر الدكتور محمد حسن سلمان في مذكراته التي نشرتها الدار العربية للموسوعات - بيروت عن مرض الملك فيصل الثاني بعد وفاة والدته قائلآ : في إحدى الليالي وفي مطلع عام 1951 كلمني أحدهم من القصر الملكي (الرحاب) ورجاني أن أحضر للاشتراك في علاج الملك . حضرت سيارة من البلاط وحملتني إلى القصر مع حقيبتي الطبية. فدخلته وأنا مندهش لهذه المفاجأة غير المتوقعة، فلم أكن على صلة بالبلاط، ولا سبق لي أن عالجت الملك. كما أنني لست الاختصاصي الوحيد في مثل هذه الأمراض، لأفتقد في مثل هذه الظروف. لم أسال في وقته عن ذلك. ولم يهمٌني في تلك اللحظات إلا أن اقدم ما أستطيع من خدمة طبية واجبة كما أقــدٌمها لأي مريض أخر. تلقاني الدكتور عبدالهادي الباجه جي والسيد تحسين قدري، ودلفا بي إلى المكتبة، فوجدت كلآ من الأمير عبد الإله، نوري السعيد، وطبيب العائلة الخاص وكان إنكليزيآ، وبعض رجال الدولة والبلاط. فــبادر السيد تحسين قدري بقولة: سيدي ... هذا الدكتور محمد حسن سلمان. فقال الأمير وعيناه مغرورقتان بالدموع: اصعدوا إلى غرفة الملك. وكانت في الطابق الثاني ، في نهاية الممشى .. صحبني السيد تحسين قدري وأدخلني غرفة الملك، وكان مسجىً في فراشه، وهو يتنفس بصعوبة بالغة، وقد احتقن وجهه وعيناه، وصدره يعلو ويهبط وأرنبتا أنفه ترتجفان، وقد وٌسّدَ بعض الوسائد، منحني الرأس، وهو وضع كل من تمر به هذه الأزمة، فأشار إليّ بيده إشارة يفهمني بها أن لا فائدة من العلاج. تقدمت كـطبيب، وبإحساس غريب، هو مزيج من الشفقة والحنان والتردد والخوف، واليأس والأمل، ورجوته أن يسمح لي بالكشف عليه، فأومأ برأسه موافقا. بدأت الفحص، فوجدت أن الحال تنذر بالخطر وأن الأزمة شديدة والقلب يضعف، وهي مانسميها في الطب حال (ستاتس اسماتيكس) فتأثرت كثيرا، ولم أجد إلا أن أكذب عليه كذبة الأطباء البيضاء، حيث طمأنته وهوٌنت عليه. فابتسم غير مصدق! ثم استأذنته للنزول إلى الطابق الأول لأرى الأمير. فدخلت المكتبة ثانية حيث لايزال الجميع فيها، فأعلنت رأيي بأن الحال مع الأسف خطيرة. وقد تأكد لي بأن الزملاء الأطباء عملوا كل ما في وسعهم وعلمهم في هذا الخصوص وليس عندي ما أضيفه، ثم اتبعت قولي هذا بكلمة رأيت لا بد لي كـطبيب أن أقولها، إذ سبق لي أن شاهدت أمثال هذه الحالات المرضية في عيادة الدكتور (براون) في برلين في أثناء وجودي أيام الحرب. وكان هذا الاختصاصي يستعمل حقنة خاصة هي مزيج من مادتين قويتين خاصتين بعلاج هذا المرض تكون نتيجة زرقهما أما انحسار النوبة وإما الإضرار بالقلب مما قد يؤدي إلى الموت. ثم تابعت الحديث قائلآ: لو كان المريض غير الملك لتحملت المخاطرة والمسؤولية، ولكن المريض ليس كذلك، فلا أستطيع تحمل مسؤولية عدم النجاح. خيَم الصمت على الحضور، ونظر كل في وجه الأخر، فقطع الأمير حبل الصمت وقال: لا بد من عمل شيء، اعمل اللازم يا دكتور (وعلى الله الاتكال). خرجت من المكتبة، وقد شعرت وكأن جبالآ سقطت عليَ، إذ وضعني قرار الأمير في موضع لا أحسد عليه، وحمّلني مسؤولية تاريخية عظيمة. فرفعت وجهي إلى السماء ودعوت الله أن يعينني على ما أنا قادم عليه. صعدت إلى غرفة الملك مرة ثانية فوجدت حول سريره جدته الملكة (نفيسة) بخمارها الأبيض جالسة فوق سجادة للصلاة، وخالاته الأميرات يُحِطن به، فأخبرتهن بأنني سأحقنه الآن أملا بالشفاء إن شاء الله. هز الملك رأسه ليقول أن لا فائدة من ذلك.. وسلمني ذراعه، فمزجت الحقنتين وزرقتها في وريد الذراع الناحل ويداي ترتجفان، وقلبي يكاد يقف عن الخفقان إذ لم تمر بي حال كهذه من قبل، وكانت أبصار من حولي شاخصة واجفة مبتهلة إلى الله القدير أن يرأف بهذا المريض المحبوب. جلست خلف المريض أسند رأسه إلى صدري حتى أخذته إغماءة، فوسدته ثم افترشت الأرض لصق سريره، وآلة ضغط الدم مربوطة إلى ذراعه، وأنا أراقب ضربات قلبه التي وهنت، وضربات قلبي التي تضاعفت، وكأنها تريد التعويض.صورة حية مأساوية لا ترسمها ريشة ولا يصورها خيال انطبعت في ذاكرتي، لا تمحوها الأيام وهي لا تزال أعظم ما مرَ في حياتي من صور ورؤى وأحلام. بدأ الضغط الدموي يهبط والقلب يضعف، فبدأ يأسي يزداد، وقد نسيت كل شيء إلا تعلقي بالسماء، والإشعاع من الإيمان بالذي هو أقرب من حبل الوريد. وبعد زمن هو دهر من السنين، عاد الضغط تدريجيا إلى الارتفاع وقوي القلب وانتظم النبض وهدأت النفس، وكدت لا أصدق علائم الخير هذه، فأنصت مجددا لأتأكد، حتى تململ الجسد المسجّى، وفتحت العينان، وتلفت الوجه الحزين، يتصفح الوجوه المدققة، وارتسمت الابتسامة الرقيقة، وأشرق الأمل بعد اليأس، وتحركت اليد وأمسكت بيدي ضاغطة برقة معربة عن الشكر والامتنان. حاولت أن أنهض من مجلسي على الأرض، فلم أجد لي أرجلا لأقوم، فقد كانت مخدرة شبه مشلولة من طول الجلوس والانطواء، فمددتها وضغطتها حتى جرى الدم فيها، وقمت لأجلس على طرف السرير لأواجه عودة الحياة إلى ذلك الوجه الذي غرق في سكرات الموت ثلاث ساعات طوال هي في حساب القلق والترقب ثلاثة أعوام أو يزيد. جلس الملك في فراشه وطلب الطعام، فأمرت له بشيء من الشاي والبسكويت ثم استأذنت بالانصراف.
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: طبيب عراقي أنقذ الملك فيصل الثاني من موت محقق! الثلاثاء 14 يونيو 2011 - 7:48
نعم هذا الكلام صحيح جدا وقد جسده مسلسل أخر الملوك الذي بث من قناة الشرقية الغراء مؤخرا , رحم الله صاحب الجلالة الملك فيصل الثاني وأسرته الكريمة الذين قتلوا بطريقة بشعة صباح يوم 14 تموز من عام 1958 على أيدي أحد الضباط العراقيين دون أمر من قيادة الضباط الأحرار وهذا الحادث كان وصمة عار في جبين الثورة أدين من قبل العراقيين والأنسانية جمعاء , أذ لم ينجو من المجزرة حتى الطفل اليتيم الذي كانت قد تبنته الأسرة المالكة من دار الأيتام العراقية , اه لقساوة البشر وعدم التأني بأتخاذ قرارات خطيرة مثل هذه .