في قلعة صالح وفي بيت كبير تتوسطه نخلات باسقات ولد غضبان رومي الناشئ وكانت هذه المدينة موطناً لكثير من العوائل المندائية ورجال الدين واستوطنت هذه العوائل محلتي السوق واللطلاطة على نهر دجلة ، نشأ في اجواء دينية مندائية وكان جده لامه الشيخ زهرون بن الشيخ شبوط العيداني رجل دين كما كان اقرباؤه الشيخ سام واولاده رجال دين خدموا الطائفة طيلة القرن العشرين ، اكمل غضبان الناشئ دراسته الابتدائية في هذه المدينة عام 1921 في بداية الحكم الوطني وصادف ان مستشاراً انكليزياً كان يتجول في هذه النواحي للتفتيش عن الشباب الذين يحسنون القراءة والكتابة لترشيحهم للعمل كموظفين ومعلمين اكفاء واثناء مروره في قلعة صالح تعرف على غضبان رومي فساعده ان يدخل دار المعلمين الابتدائية ذات الثلاث سنوات وبفضل ذكائه اكمل دراسته بسنتين عام 1923 وتم تعيينه في مدرسة قلعة صالح الابتدائية وبذلك يكون اول معلم وموظف مندائي يتم تعيينه ، واشهر الذين درسهم المرحوم غضبان رومي الدكتور عبد الجبار عبد الله ورشيد غالب بقي معلماً طيلة ارع سنوات نقل بعدها الى مدينة العمارة وعين معلماً في مدرسة السبتة تم مديراً لها نقل بعد عشر سنوات الى البصرة مدرساً للغة الانكليزية في احدى متوسطاتها وبقي هناك سنتين ، عاد الى العمارة ليدرس في احدى متوسطاتها ولمدة اربع سنوات ، نقل الى الكوت وفي سنة 1950 نقل الى بغداد حيث اصبح مدرساً للغة الانكليزية في المدرسة المامونية ومن ثم في مدرسة تطبيقات دار المعلمين .. ارسل بعدها في دورة الى بيروت لتعلم طرق تدريس اللغة الانكليزية وحين عاد الى بغداد عين في مدرسة الغربية وبقي فيها الى عام 1963 حين احيل على التقاعد .. وبسبب البيئة الدينية التي نشأ فيها بدأ يتعلم اللغة المندائية وبدأ الكتابة عن الدين المندائي واللغة منذ عام 1918 ونشر كتاباته في الصحف المحلية جريدة الكحلاء لصاحبها السيد عبد المطلب الهاشمي وقد اغنى المكتبة المندائية لغات عديدة منها - صابئة العراق - تعاليم دينية - الصابئة المندائيون ترجمة مع نعيم بدوي لمؤلف دراور - كتاب النبي يحيى .. بالاضافة الى ترجمات عديدة في هذا المضمار بفضل جهوده تأسس مجلس التولية من وجوه المندائية برئاسة المرحوم الشيخ عبد الله الشيخ سام وكان لجمع شمل المندائية كان من المشاركين في بناء مندى للطائفة في منطقة الدورة كما بذل جهوداً مضنيه في امتلاك ارض المقبرة في ابي غريب تحول هذا المجلس الى مجلس روحاني ضم وجوها مندائية اعترف بها من قبل الدولة 1981 .
كان المرحوم غضبان رومي لايبخل بصحته وماله ووقته من اجل اعلاء اسم طائفته ودينه .. لقد كان ايضاً اباً مثالياً استطاع تربية اربعة ابناء واربع بنات تربية صالحة جعلتهم يتفوقون بدراستهم .. وكان ذا عقلية موسوعية علمية واستطاع ان يتقن اللغتين المندائية والانكليزية وبوفاته سنة 1989 خسر المندائيون شخصية فذة .
من كتاباته حديث عن مدينة العمارة في احدى اوارقه القديمة يقول الراحل الاستاذ غضبان رومي :
من هنا 
من هنا 
من هنا 
الخميس 7 يوليو 2011 - 8:32
