الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10384تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: رد: مدرسة مارتوما من يتذكرها ..مالذي بقي منها ؟ الثلاثاء 12 يوليو 2011 - 16:21
مدرسة مارتوما من يتذكرها ..مالذي بقي منها ؟
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
أفاض الحنين لينبوع ذكرياتي المدرسية ان ازور موقع مدرستي الغسانية التي كانت تسمى سابقا بـ "مدرسة مار توما" ومرت بالعديد من المراحل والحقب وتخرج من عتبتها العديد من الكفاءات والنخب التي واصلت مشوارها العلمي متسلحة بما نهلته من معلمي هذه المدرسة لتستمر بمشوارها العلمي الى مديات ابعد وتواصل خدمة البلد بما أوتيت منه من علم ومعرفة.
قد يتساءل كثيرون حول ماابقاه الزمن لهذه المدرسة الحاضرة العلمية التي يدين الكثيرون لها بالفضل فيما لقنتهم مبادي العلوم المختلفة حتى باتوا يدينون لأسماء من المعلمين بما هم الان ونعود لنقلب صفحات التاريخ عن بداياتها التي يشير اليها مار غريغوريوس صليبا شمعون مطران الموصل للسريان الأرثوذكس مخصصا لها محورا ضمن كتابه الموسوم بـ (تاريخ أبرشية الموصل السريانية) حيث يقول :
" لايعرف بالضبط تاريخ تأسيسها لكن بعضهم يرجعه الى سنة 1880 دون ان يكون هناك وثيقة خطية وأقدم وثيقة عثرنا عليها مؤرخة في 13 ايلول 1913 حيث قامت المدرسة بتمثيل رواية (سجين الظلم ) حضرها المثقفون وكبار المسؤولين وقد عبر الشاعر الموصلي حافظ عثمان المولوي عن إعجابه بالتمثيل بقصيدة رائعة وهذا يعني أنها كانت موجودة قبل ذلك التاريخ بسنوات عديدة ومهما يكن من الامر فإنها لم تكن على المستوى المطلوب في باديء الامر الا أنها أخذت بالنمو والازدهار في عشرينيات القرن حيث تضاعف تلامذتها في أواخر تلك الحقبة فبلغ عددهم الـ (400) موزعين على 8 صفوف بثمانية معلمين ومدير وقد استأثرت المدرسة باهتمام بالغ من قبل البطريرك الياس الثالث الذي أوعز للشماس نعمة الله دنو بالقاء دروس دينية إضافية فيها أيام الاحاد وكانت السنة الدراسية تختتم بحفلة شيقة وخلال حفلة 1930 قدمت مسرحية (مصرع قيصر ) حضرها وزيرا الداخلية والعدل المتواجدان في الموصل مع أركان الحكم فيها".
واضاف "اشتركت بعض التلميذات في التمثيل ولعل لأول مرة في تاريخ الموصل وقد انبثقت عن المدرسة فرقة كشفية تحت إشراف إدارتها وبلغ عدد منتسبيها في أوائل العقد الرابع من هذا القرن زهاء مئتي كشاف كما الحقت بها روضة للأطفال اما مبنى المدرسة فتالف في باديء الامر من بعض بيوت مبعثرة لايجمعها فناء الا ان الغيرة دفعت ابناء الأبرشية وبتشجيع من البطريرك الياس الثالث فاشتروا خربة ملاصقة كما اوقفت عائلة بيثون الكريمة قطعة ارض أخرى وادخلوها الى المدرسة وشيدوا غرفا واجنحة جديدة مع باحة داخلية واسعة واخرى خارجية حتى غدت على ما هي عليه الان وتعاقب على ادارة المدرسة كل من السادة جميل بابكيان وداود قصير وعفيف القس متي وشيت حاوا وإبراهيم الخوري يعقوب وماثيوس الدوري ومتي عبد المسيح بهنام والشماس سامي عبدو وتخرج فيها نخبة صالحة من الشخصيات المرموقة في مقدمتهم قداسة البطريرك زكا الاول ومطارنة وكهنة ووزراء ووكلاء وزارة ورجال علم وفكر وفي الستينات استبدل اسمها بـ (الغسانية للبنين)".
وتابع "اما مدرسة البنات فتأسست عام 1920 كمدرسة أولية ب(15) تلميذة ومعلمتين هما فلم القس متي التي تعينت مديرة ونجمة الشماس توما ثم تطورت فغدت سنة 1930 بأربعة صفوف وخمس معلمات وناهز عدد تلميذاتها220 واستبدل اسمها بمدرسة الأرثوذكس حيث ازدهرت بشكل ملحوظ وتفوقت في عهد مديرتها دولة توما سرسم وشيد لها مبنى ملاصق لمبنى مدرسة البنين واستبدل اسمها ثانية ليصبح مدرسة الغسانية للبنات اما المديرات التي تعاقبن على إدارتها فهن فلم القس متي وخيرية خدوري ودولة توما سرسم وعواطف يوسف ونجيبة عبد المسيح.." ثم توحدت المدرستين لتصبح مدرسة مختلطة باسم مدرسة الغسانية أبان نهاية حقبة الثمانينات وتولى الإدارة فيما بعد رمزي عبد الرحيم مقادسي وانتقلت المدرسة من موقعها المشار إليه بسطور المطران صليبا لتتخذ موقعا جديدا بالقرب من كنيسة الطاهرة الداخلية وذلك مطلع التسعينيات ليهجر موقعها الذي كان موقعا ملهما للكثير من الأجيال حيث كان مهد العلم الاول بالنسبة لهم ومنهم انا كاتب السطور حيث زرت هذا الموقع ووجدته ايلا للسقوط حيث بات ملاذا لبعض العوائل التي تفتقر لمسكن حيث يقطن المدرسة حاليا عائلتين اما بالنسبة للمدرسة فقد انقسمت من جديد في عام 2010 لتبقى مدرسة الغسانية في موقعها بالقرب من كنيسة الطاهرة –كما اشرنا – ولتتخذ مدرسة مار توما احد طوابق احدى المدارس المشيدة حديثا بالقرب من مقر مديرية تربية نينوى في الجانب الايسر من مدينة الموصل".
بقي ان نشير في ختام سطور الذكريات لنخبة من المعلمين الذين رغم ان اغلبهم قد انتقل للاخدار السماوية الا ان بصماتهم مازالت تحظى بالإشادة من جانب من تلقوا على ايديهم العلوم المختلفة اذ نذكر في هذا الصدد الاستاذ الفاضل عامر اسكندر الذي نال سر الكهنوت عام 1989 ليصبح الاب الفاضل بولس اسكندر حيث نال اكليل الشهادة في تشرين الاول 2006 فضلا عن معاون مدير المدرسة المرحوم جرجيس غزال ومعلم الرياضةالمرحوم اسدور اسادوريان بطل العراق برمي الجلة واخرون تطول القائمة بما أفاضوا به من تعب وجهود طيبة لكي ينيروا للأجيال طريقها.