اسهامات المسيحيين العراقيين في اثراء التنوع الاثني والفكري والاجتماعي في العراق الحديث
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61368مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: اسهامات المسيحيين العراقيين في اثراء التنوع الاثني والفكري والاجتماعي في العراق الحديث الإثنين 8 مارس 2010 - 2:21
اسهامات المسيحيين العراقيين في اثراء التنوع الاثني والفكري والاجتماعي في العراق الحديث سعد الدين خضر - مثلما اشتهرت الموصل بالحيوية الثقافية والنشاط الفكري .. كذلك عُرِفَتْ هذه المدينة بالحيوية الاقتصادية، فبرزت وتفوقت في مختلف ميادين التجارة والصناعة والزراعة والحرف والصنائع والمهن الحرة التي اشتهر بها المجتمع الموصلي منذُ فجر التاريخ. أعني منذُ عهد الآشوريين صُناع العجلة التي غزو بها العالم القديم فوصلوا الي مصر وفلسطين ونزلوا جنوباً الي جزيرة) دلمون (أي البحرين التي ضموها الي إمبراطوريتهم، اشتهر أبناء الموصل بقدرتهم الفذة في الخلق والابتكار والتجديد والتطوير، فكانت هذه المدينة الأم متجددة دائماً وما زالت تنزع عنها غبار السنين العِجاف كلما مَرَتْ في غفلة من الزمن أو كبوة من الأهل..! وقد انتبه الي ذلك، أعني الي هذه المزايا في المجتمع الموصلي، (سعيد الديوه جي (فكتب رسالتهُ الموسومة) أعلام الصُناع المواصلة (ونشرها بكتاب عام 1970 م أوجز فيه خصائص وسمات المهنيين الموصليين من ذوي الحِرَفْ والصنائع المختلفة، وقد توفر الكتاب علي أسماء العديد من المعماريين والبنائين والنقارين والنجارين والحدادين من أبناء الموصل بمختلف طوائفهم الإسلامية والمسيحية الذين كانوا يتعاملون ببراعة وحذق وذكاء مع الحجر الأصم والخشب الصلد، فالموصل محاطة ببيئة جبلية استخدموا منها الفرش الأزرق (المرمر) والحلان الأصفر والحجر البازي والحصي الملون والجص الأبيض، فتعاملتْ أناملْ المعمار الموصلي البناء لِتُنتجْ عمائر وأسواراً وقِلاعاً وقُصوراً، وسور نينوي شاهد، وكذلك قلعة باشطابيا وقرة سراي والمنائر والمآذن وأبراج الكنائس والأديرة المنتشرة في محيط الموصل الجبلي .. كلها شواهد علي عظمة وعبقرية الانسان والمكان. واسهمت الكنائس والاديرة في نشاط سياحي مميز في الموصل حيث اعتاد الموصليون لا سيما من المسلمين زيارة دير مار متي وسواه في الربيع وسط حفاوة كبيرة. نعود الي أصل هذه الموضوعة فنقول ان الكثير من المسيحيين كانوا من بُناة هذه المدينة جنباً الي جنب مع المسلمين، فقد سَكنتْ الموصل منذُ عشراتْ السنين عوائل وأُسَرْ وجماعات مسيحية عاشت بسلام ووئام في مجتمع موصلي منسجم متآلف، وقد اشتهرت كثير من العوائل المسيحية بالتفوق في الصنائع والحِرَفْ والمهارات لا سيما في ميدان العِمارة والتشييد والرِيازة والنحتْ والحَفر علي الحجر والخشب، والنقر علي المعادن والزخرفة والتعريش، بل أصبح كثيرٌ منهم مطلوباً للعمل في انشاء الصروح المعمارية خارج الموصل .. في بغداد والبصرة وفي اسطنبول والشام أيام الدولة العُثمانية لأن) الأُسطي (الموصلي المسيحي كان ماهراً في فنون التنصيب والتشييد والريازة، بارعاً في نقر الحجر، ذكياً حين يُطوّع ذلك ليصنع كياناً هندسياً جميلاً.
كركجي والمكتبة العربية وفي ميادين النشاط الاقتصادي المختلفة بَرزَ من المسيحيين الموصليين رجال أعمال، ففي مجال القرطاسية والكتب، اشتهر (رؤوف الصائغ (وأولادهُ) ادمون وانور (حين أسسَ عام 1923 م المكتبة العصرية في شارع النجفي، في موقع مكتبة الأمل حالياً، ورغم أن عبدالرحمن كركجي انشأَ) (المكتبة العربية) عام 1921 م في نفس الشارع ومُقابل المكتبة العصرية، إلا أن مكتبتهُ اختصت بالكتب الأدبية والعلمية دون القرطاسية، بينما توسع رؤوف الصائغ بتجارة الكتب والمجلات وأصبح وكيلاً مُعتمداً لمختلف المجلات المصرية والسورية ودور النشر العربية والأجنبية واستيراد الورق والأقلام والقرطاسية عموماً فضلاً عن وكالة اجهزة التصوير مثل كاميرا (فرانكا) الألمانية وورق التصوير ولوازم الطبع .. الخ. وفي أربعينات القرن الماضي دخل بعض افراد عائلة قصيرة ميدان القرطاسية فتخصص حازم قصيرة بتجارة الأقلام وأقلام الحبر) الباندان (قبل ان يتحول الي بغداد عام 1959 م مع آل رؤوف الصائغ الذين أسسوا في بغداد ? شارع السعدون شركة كُبري لتجارة القرطاسية الغالية والحديثة. ومن رجال الأعمال المسيحيين في الموصل نذكر (فرج جورا) الذي اختص باستيراد وبيع المكائن والمعدات الزراعية والصناعية ومضخات الماء والسيارات، وكان محلهُ يقع في شارع العدالة وهو الشارع المُمتدْ من المركز العام في باب الطوب الي بناية المحاكم) دار العدالة (ماراً بتقاطع جسر الحرية ثم حديقة الشهداء. كذلك نشط في ميدان استيراد السيارات والمكائن رجل الأعمال المعروف (جبوري غزول) ويقع محلهُ في منطقة) الجوبة (بشارع العدالة، بينما كان بيتهُ في الدواسة مقابل) اورزدي باك (القديم وما زال قائماً بجدرانهِ العالية.. وكان قد افتتح فرعاً آخر لمحلهِ في شارع الفاروق قرب الجمعية الاستهلاكية للمعلمين وقد حصل جبوري غزول علي وكالة السيارات الصالون) بيكر (وكذلك وكالة سيارات) فولكس واغن (الضفدعة الصغيرة وقد جلبها للموصل عام 1952 م وباعها بسعر) 550 (دينار للسيارة الواحدة وبالتقسيط!! وكان جبوري غزول مُثقفاً مولعاً بالثقافة وكان لزوجتهِ نشاطات اجتماعية كثيرة لا سيما في الجمعيات الخيرية والنسائية حيث توصفْ بحق بأنها سيدة مجتمع، أما ابنتهُ الأستاذة (فريال جبوري غزول (فهي اليوم استاذة الادب والنقد المقارن في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ورئيسة تحرير مجلة (ألف) اشهر المجلات النقدية الاكاديمية المتخصصة وما زالت مخلصة لمدينتها الموصل ولها نشاطات ثقافية وأكاديمية مختلفة وتَحْضَرْ المؤتمرات والندوات المتخصصة وتحتفظ بعلاقات صداقة مع مختلف أدباء واديبات العراق.
استيراد الافلام السينمائية وقد ساهمتْ) فريال جبوري غزول (بكتابة) موسوعة الكاتبة العربية: ذاكرة المستقبل (التي صدرت عن المجلس الأعلي للثقافة بمصر بالتعاون مع) مؤسسة نور للدراسات وأبحاث المرأة (عام 2005 م. ومن رجال الأعمال المسيحيين في حقبة الأربعينات وكيل استيراد السخانات وراديترات الحمامات الكهربائية والنفطية) الكيزرات (السويدية والأوربية كما نتذكر) ايرم برازي (وكذلك)مجيد طوبيا(وكيل معمل جوارب الموصل ووكيل مكائن الخياطة ماركة) سنجر (المشهورة وكان محلهُ في شارع نينوي جوار شركة سنجر لمكائن الخياطة، وقد برز ولدهُ) الدكتور اقدام (الاختصاص بالتحليلات المرضية وابنتهُ) عفاف (الحسابية والموظفة القديرة .. وبيت الشعر القائل) عفاف واقدام ومجد .. الخ (وقد سمي أولادهُ عليه!! وفي سوق باب السراي الموصلي العريق اشتهر بتجارة الملابس كل من)جميل رسام(و) سليم رسام (و) يوسف حنا بحو). أما من تجار الحديد فقد عرفنا (بطرس ناصر الأجرب (وهو الأخ غير الشقيق لرزوقي قطان ، أما أولاد بطرس ناصر فهم صباح أبو زياد وهاني أبو كرم، ومَنْ مِنْ أبناء الموصل لا يتذكر) كامل سارة (ابو ممتاز، صاحب) سينما كامل (والمختص باستيراد الأفلام السينمائية؟؟ وفي ميدان تجارة الأقمشة والستائر اشتهر كل من)سامي عباصه ونافع عباصة (وقد تحول أولادهم إلي العمل بصناعة الحلان والحجر. وفي فترة الثلاثينات المنصرفة بَرَزَ رجل الأعمال) أسيل اسحق (كوكيل لسكائر) لوكس (و) لوكس ملوكي (وفي الأملاك والعقارات عرفنا (ال عبو اليسّي (بينما اشتهر) ال سرسم (بتجارة النظارات والعدسات ومستلزمات تقويم البصر وكان محلهم في شارع نينوي وما زال وافتتحوا لهم فرعاً في الزهور ? المصارف. وعمل) ال ددي (في ميدان الميكانيك وكان لهم معمل ميكانيك في قصر المطران ثم نقلوهُ الي صناعة وادي عكاب. وفي صناعة الأحذية اشتهر) سعيد حراق (و( احذية حراق (خمسينات القرن الفائت. واشتهر) ال اسوفي (بعمل المؤونة)، او الموني (بالطريقة التقليدية القديمة بواسطة (الدنك)..
البناؤون والمعمارييون حيث يتم جرش الحنطة واستخراج البرغل والجريش والحبية وعمل الرشتة وهي الشعرية، ثم انتاج الطحينية) الراشي (فيما بعد. وفي مجال النقل، نقل المسافرين والبضائع والحمولات اتذكر) كراج ارتين (الكائن في الجوبة، الفرع الداخل اليها من شارع العدالة , وآرتين رجل أرمني مثابر تخصص بنقل المسافرين والبضائع الي اربيل وكركوك والسليمانية ودهوك وبغداد، وقد شاركهُ بذلك ال داود الدواد. ومن المعماريين والبنائين المسيحيين الاسطوات اشتهر في الأربعينات كل من) جليل البنا (أبو جورج)، واسطيفان البنا (ابو الطبيب القس يوسف والمدرس القس نوئيل). وفي ميدان الطب والصيدلة، برزَ كثير من المسيحيين وكانت لهم الريادة، وإذ يطول الحديث عن هؤلاء. أري أن أوجز ذلك قدر المستطاع. ذكر الدكتور محمود الحاج قاسم أن مِنْ أوائل أطباء الموصل الطبيب سليمان غزالة (1853 ــ 1929م) وهو أديب وشاعر درس الطب في جامعة باريس. وقد ذكرهُ الدكتور عمر الطالب في) موسوعة اعلام الموصل (ص 226. وكذلك الدكتور عبد الله قصير) 1877 ــ 1987 م (والدكتور غانم عقراوي) 1921 ــ 1982م). وعمل في الموصل الدكتور كريكور استارجيان الذي تخرج في جامعة اسطنبول عام 1907 م وكان لهُ مؤلفات وكتابات وبني قصراً فخماً في الموصل قبالة جامع النبي يونس عليهِ السلام علي الطراز الصيني . كذلك الدكتور) متي فرنكول (الذي درس الطب في الجامعة الأمريكية ببيروت. ومن رائدات الطب من النساء نتذكر الدكتورة) مارغريت فتح الله كساب (التي تخرجت في كلية طب بغداد عام 1946 م ودرست الطب في بريطانيا عام 1952م .. ثم اشتهرت في الموصل الدكتورة) سيرانوش الريحاني (والدكتورة) كليمانتين ثابت. وقد عرفت الموصل أطباء وصيادلة نذكر منهم الدكاترة روفائيل تبوني (و) كره بيت (و) عبد الله سرسم (و) ناجي سرسم (و( اسماعيل حاوا (وأطباء وصيادلة من آل غزالة وال بيثون وآل قصيرة وال اللوس وال مطلوب وال خوري وال كساب وال شاشا وال حبابة وال القس والنعامة وال فرجو وال حبوش وال عبوش وال قندلا وال الساعور وال قزانجي وسواهم.
اسهامات المسيحيين العراقيين في اثراء التنوع الاثني والفكري والاجتماعي في العراق الحديث