يروي مسلسل "الزعيم" حكاية شعبية مفترضة تعود إلى نهاية العهد الفيصلي، حيث يطرح العمل قضايا اجتماعية متنوعة، ويدخل في العلاقات التي كانت سائدة في البيئة الشامية في تلك الفترة، ليصل العمل في نهايته إلى فترة "إنذار غورو" حيث سيعرض توثيقًا حقيقيًّا لهذه المرحلة.واعتمد فيها الفنان الزعيم على الوثائق والحقائق، من دون أن يتخلى عن عنصر الخيال في رواية الحكاية، مراعياً في رسم شخصياته الدقة في التكوين الثقافي والاجتماعي، والمعتقدات والتقاليد والعادت، التي كانت سائدة في بدايات القرن الماضي.وقال الفنان وفيق الزعيم لـ"إيلاف" أنه أحب أن يكتب ما يجول في خاطره، وأن يوضح للناس وينقل العلاقات الاجتماعية في البيئة الشامية بصورتها الحقيقية، معتبراً أن دراما البيئة الشامية قد تحولت في الفترة الأخيرة إلى تجارة، مشيراً إلى أن هذا العمل يقترب أكثر من روح الحارة الشامية الحقيقية لأنه يلتزم بتاريخ محدد.وقال الزعيم حاولنا من خلال العمل أن نقدم حكاية غنية جدًّا تتعلق بتلك الفترة، والحكاية منسوجة بدقة وواقعية، وكل شخصية في العمل هي توثيق اجتماعي للعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في البيئة الشامية، وهي ليست توثيقًا تاريخيًّا وإنما حكاية اجتماعية من قلب المرحلة التي يتناولها العمل، وهي فترة نهاية العهد الفيصلي، من ثم ترسيخ هذه الحكايا بطريقة درامية جميلة.ولفت الفنان وفيق الزعم إلى ان العمل لا يتناول حكاية زعيم واحد كونه يحمل اسم الزعيم، بل يتناول حكاية مجموعة من زعماء الحارات في الشام، وأنه يجسد شخصية "داغر" أحد الزعماء، وهي شخصية متوازنة، وقال: "أنا معجب بها جداً كونها مختلفة تماماً عن شخصية "أبو حاتم" التي قدمتها في مسلسل "باب الحارة"، وعلى الرغم من أنني أحبها جدًّا ولكنني أردت الخروج من عباءة هذه الشخصية فكانت شخصية "داغر" وهي مختلفة شكلاً ومضموناً".واعتبر المخرج مؤمن الملا أن مسلسل "الزعيم" يقدم تجربة جديدة ومختلفة عما سواه من أعمال البيئة الشامية، مؤكدًا تقدّيم البيئة الشامية برؤية مختلفة من حيث الشكل والمضمون، وذلك ضمن مرحلة زمنية مهمة جدًّا وراسخة في تاريخ وذاكرة السوريين، وهي مرحلة ما قبل توجيه الجنرال غورو إنذاره لحكومة دمشق، ودخول القوات الفرنسية المحتلة لاحقًا.وأثناء تواجدنا في العمل نعت أسرة المسلسل الفنان الراحل، حسن دكاك، الذي توفي إثر نوبة قلبية، وأكدت أسرة العمل أن الفنان الراحل كان نموذجًا في الحب والأخلاق والالتزام بالعمل، متضرعين إلى الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.وأكد مخرج العمل مؤمن الملا أن الراحل دكاك كان مثالاً يحتذى بالاخلاق والالتزام بالعمل، عدا عن دماثته وروحه المرحة وتعاونه مع زملائه ووقوفه الدائم مع الوجوه الشابة ودعمها. وقال الملا بالتأكيد خسرت الدراما السورية واحدًا من أهم مبدعيها الذي قدم الكثير من العطاءات وجسد العديد من الادوار المميزة .ولفت الملا إلى أن الراحل كان يجسد دورًا رئيسيًّا وهامًّا في مسلسل الزعيم الذي كتب نصه الفنان وفيق الزعيم، منوهًا إلى أن الفنان الراحل لم ينه تصوير كامل مشاهده التي بقي منها عدد قليل جدًّا، ومؤكدًا أنه سيتم التعامل مع الموضوع بالطرق الفنية والإخراجية المناسبة من دون أي تاثير على مجرى الأحداث وسير العمل.يشار إلى ان مسلسل الزعيم من تأليف الفنان وفيق الزعيم، وإخراج مؤمن الملا، والإشراف العام للمخرج بسام الملا، وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية، خالد تاجا، أمل عرفة، قيس الشيخ نجيب، باسل خياط، عبد المنعم عمايري، وفيق الزعيم، منى واصف، وفاء الموصللي، حسن دكاك، زهير رمضان، محمد خير الجراح، تاج حيدر، هدى شعراوي، سليم صبري، ثناء دبسي، إمارات رزق، إضافة إلى الفنانة الاردنية صبا مبارك والسورية صفاء سلطان، اللتان تشاركان لأول مرة في أعمال البيئة الشامية، ويصل عدد الشخصيات في مسلسل (الزعيم) إلى 95 شخصية.وكشفت الفنانة السورية صفاء سلطان عن دورها في العمل وقالت إنها تجسد شخصية "مريم" شقيقة بطلة المسلسل التي تعيش مع والديها وأشقائها، وتقع في غرام شاب هب لنجدتها أثناء تعرضها للمضايقة في إحدى الشوارع.وأضافت الفنانة السورية أن الشاب الذي وقعت في غرامه سكن قلبها للوهلة الأولى بسبب شهامته التي يتمتع بها معظم شباب الحارات الدمشقية، مشيرةً إلى أنها وافقت على تجسيد الشخصية بمجرد أن عرضها الفنان وفيق الزعيم عليها.بدورها تشارك الفنانة صبا مبارك في مسلسل الزعيم، كأول تجربةٍ لها في مسلسلات البيئة الشامية على الرغم من أدوارها العديدة والبارزة في الدراما السورية، مؤكدةً أن الدور استفزها كثيرًا لذا قبلت التحدي. وأكّدت مبارك أهمية العمل بالنسبة لها لاقتصار تواجدها هذا العام في هذا العمل خلال رمضان المقبل، وقد قبلتُ الدور فور قراءتها له، مشيرةً إلى سعادتها بالعمل إلى جانب بسام ومؤمن الملا كون تاريخهما الفني مليء بالنجاحات والأعمال الخالدة.ويجسد الفنان مجد رياض دور حامد أفندي الذي يعمل محاميًا، وهو الابن الأوسط للزعيم خالد تاجا وتتميز شخصية حامد بكونه شابًّا مثقفًا درس القانون ويستعين به أهل الحارة به لحل مشكلاتهم.واعتبر رياض أن أهم ما يميز "الزعيم" تركيزه على شريحة المتعلمين التي تغفلها أعمال البيئة الدمشقية عادةً بلعبها على وتر الشهامة، مضيفاً بأنه لمس دور المثقفين وكيفية معالجتهم للأمور بحكمة، وكيف صار لدى الناس إيمان بأن الطبيب لا بد أن يكون حاضرًا حتى لو كشف على امرأة لأن العلم يتطلب ذلك.
"الزعيم" يتناول تاريخ دمشق بمشاركة أمل عرفة وصبا مبارك