( انجيل متى فص17 : 1-13) لو تأملنا النص قبل نص حادثة التجلي فأن بطرس يشهد بأن المسيح هو ابن الله الحي بقوة الله وهذا ماقاله له يسوع عندما سأ ل تلاميذه من انا يقول الناس عني وكذلك المسيح يتكلم عن الآمه وموته وهنا التلاميذ يصدمون لقول يسوع.وهنا نقول كان يسوع يربي وينمي ايمان التلاميذ والتمسك بالجوهر وليس في المظاهر أي التمسك به وبكلامه الذي لايزول وفيه الحياة الابديه وعليهم ان يعيشوا آلام العالم ويتحملوها ليتجددوا ويثقوا بالله ويعكسوا تعاليمه للاخرين. وتاتي هنا حادثة التجلي الحقيقيه تاريخيا وصفا عظيما لقدرة الله وتأييده لمن يتبع تعاليمه ويكون طائعا له, المهم هو ليس ان نعرف على أي جبل حدث التجلي بل المهم ان يكون هذا الجبل في قلبنا والذي علينا ان نصعده ونترك هموم العالم وملذاته لنتأمل بروحانية التجلي ونحاول ان نحس بلمسات المسيح لقلوبنا ,فالجبل هو مكان التعبد والابتعاد عن ضوضاء العالم والتمتع بالصمت لسماع صوت الله الصارخ فينا. فالتجلي هو صورة جديده على شخص يسوع يكشف فيها الله ذاته للناس بيسوع المسيح وأنه مساوي له بالجوهر وخير عباره هنا كلام الله بقوله( هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا) ؛ وهنا لابد ان ننوه على عدم اخذ الكلام حرفيا كما يعمل البعض في تفيسر الكلام المكتوب بالانجيل لانه ايضا قال يسوع للتلاميذ من سمع منكم فقد سمع مني اي انه اوصى بالكنيسه التي تمثل جسده السري المقدس وهناك ايات كثيره بهذا الصدد وايضا انه أسلـَم كل شيء بي امه وهو على الصليب عندما قال ليوحنا هذه هي امك ولامه يإمرأة هذا هو ابنك ، إذن جسده السري يمثله عل الارض ومن هم ماتوا اصبحوا قديسين وبهم نتشفع كأننا بنفس الوقت نطلب مباشر من الرب يسوع لانهم جزء منه واتحدوا به . أي في التجلي اكتملت النبؤات تجسد الله في حضور يسوع فموسى يمثل الشريعه والناموس وأيليا يمثل الانبياء الذين تنبؤا بمجيء المسيح , كليهما يؤيدان قول وطاعة واحترام قول الرب. كما نعرف في عماذ الرب ان الاقانيم الثلاثة كانت موجوده فالله الآب بصوته هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت والكامه المتجسد بشخص يسوع والروح القدس بالحمامه وقد سُميَّ بعيد الظهور اي ظهور الاقانيم الثلاثه وهذا ماحصل ايضا في حادثة التجلي ؛ فعماذ يسوع علمنا نحن ايضا ان نموت بعماذنا بالكنيسه عن العالم وعن شهواتنا وحواسنا الجسديه وان سر عماذنا تبقى فعاليته مستمره فينا اي لابد ان نكون مائتين عن العالم دائما حتى مماتنا . هناك رموز في التجلي متعدده تدفعنا الى روحانيه التجلي في حياة الرسل اولا والكنيسه ثانيا وحياتنا الان ثالثا, ونلاحظ هذا في الاناجيل الازائيه الثلاث متى ومرقس ولوقا تذكر فيها حادثة التجلي بشكل مفصل وان هذه الحادثه اثرت كثيرا في حياة التلاميذ وقد اختبر الا نجيلي يوحنا هذا ونلاحظ ان انجيله لم يذكر الحادثه ولكن انجيله كله تجلي وهو يقدمنا يسوع ابن الله وخاصة في اول ايةً منه, فالتجلي كما قلنا معناه الظهور أي الله اراد ان يظهر حقيقته المتجسده بالمسيح للرسل والعالم بعدها. يسوع اختار التلاميذ الثلاثه لانهم كانوا دائما معه في جميع لقاءاته ورحلا ته وانه كان له غايه في ذلك واسبابه الخاصه . ان قول الله في هذه الحادثه يعلم الكنيسه ان تكون دائما منتبه لاقوال وتعاليم المسيح في كل زمان ومكان وان تكون مستعده لسماع ايحاءات الروح القد س لكي تجدد بروحانية المسيح لانه حي فينا فكلما تقدمه الكنيسه هو فيض من تعاليم المسيح الخلاصيه. نحن ايضا تعاد حادثة التجلي في حياتنا عندما نزيل غشاوة الانانيه والخطيئه والاهتمام بملذات العالم من عيوننا وقلوبنا لنرى المسيح بنوره المتجدد دائما امامنا انه يتجسد فينا عندما نتبع مساره وبذا نساهم في نشر ملكوته من الارض وأهم شيء يعزز قوتنا هي الصلاة مع الصوم بكل قلب متواضع منكسرالى الله ونحس بأننا بحاجه لذلك مدعوما بتناولنا القربان المقدس وهنا نتحد بالمسيح ويعم في نفوسنا الفرح والسلام في قلوبنا وبالتالي نعكس هذا الفرح وكلمة الله للاخرين في خبرات حياتنا له واقوالنا وافعالنا ,فكل يوم يمر علينا هو تجلي للرب يسوع في حياتنا مهم جدا ان نشعر بذلك من خلال صلاتنا وقرائتنا للكتاب المقدس واشتراكنا بالذبيحه الالهيه وتجسيد هذا كله بتفاعلنا مع اخوتنا وهكذا نكون مثل موسى وايليا والتلاميذ صاغين لارشادات واقوال الرب لنا التي هي غذاءاً وقوتا لنا جميعا. ومن خلال تتبعنا للكتاب المقدس نلاحظ ان الله كان يتجلى او يكون موجودا على الجبل كما مع موسى لما اعطاه لوحي العهد وقال له من لمس الجبل سوف يموت وهناك احداث اخرى حتى بنا ءالهيكل كان على جبل صعيون ان يرمز للعذراء مريم ؛ اذن الجبل الحقيقي الذي تجلى به الله هو المتمثل بالعذراء مريم والتي تجسد الكلمه الأزليه فيها وحل عليها لروح القدس وكان كلام الله موجوها اليها من قِبل الملاك من خلال بشارته لها لوقا 1: 28-35. اذن هي المكان الحقيقي الذي يحل فيه الثالوث الاقدس بكامله ، وهذا الشيء قد يعرفه القسم منا ولكن لايتجرء ويعترف به، فالعذراء كانت ممتلئة نعمة قبل حلول الروح عليها وهذه النعمة اكيد من الله لانه اختارها واوجدها في فكره منذ الازل لتكون مخططه الخلاصي . بالاضافه لما ذكرت هناك امور اخرى سوف اسردها ادناه
البعد اللاهوتى: واضح من مجد الرب الذي ظهر ليس مجداً عادياً. الشخصيات التي تجمعت في الجبل، روح بدون جسد (موسى النبى)، إيليا (حى في السماء بالجسد)، التلاميذ الثلاثة (بطرس ويعقوب ويوحنا). لا يستطيع أحد يجمع كل هذه الشخصيات إلا إذا كان هو الله نفسه. (كيف يأتى موسى من الجحيم(وهو مكان انتظار كان في انفس الاموات لحين قيامة المسيح وذهابه اليه لكي يخلصهم ويفتح باب الملكوت)، وإيليا من السماء(الذي صعد بمركبه ناريه)؟ موضوع يريد سلطان). والعجيب أنه كان موسى وإيليا يتحدثان مع الرب عن خروجه المزمع أن يكون. والثلاث تلاميذ أختيروا لحكمة، بطرس استشهد بأصعب ميتة مصلوب منكس الرأس، ويعقوب أول الشهداء من الرسل، ويوحنا أول من وقف فى وجه الهراطقة فلهم وضع متميز فأراهم مجده، ويوحنا هو الوحيد الذي تبع المسيح حتى الصليب. صوت الآب يشهد للابن، "هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا". البعد الروحي: + نبدأ المجد المُعد للأبرار "جيد يارب أن نكون ههنا". + أهمية الجبل في حياة أولاد الله، دائماً أولاد الله يوصفوا بالجبال "رفعت عينى إلى الجبال من حيث يأتى عونى معونتى من عند الرب". هناك أربع أشياء مهمين في حياة أولاد الله: الخلوة، الجبل، الصلاة، التأمل. "مجرد النظر إلى القفر يُميت من النفس الحركات الشهوانية" بالإضافة إلى الهدوء وحفظ الوصية. "بالهدوء والسكون تخلصون" (أش 30: 15). + القداسة هى التي تجمع بين المجاهدين والمنتصرين، مبدأ روحى مهم (موسى وإيليا كانوا في حكم المنتصرين) والتلاميذ مازالوا يجاهدوا. اما تعين تاريخ عيد التجلي في 6 آب فمن الممكن ان تكون كنيسة المشرق قد اخذته من التقليد البيزنطي في القرن الخامس. اما في الغرب فلم يرد ذكر عيد التجلي قبل سنة 850 م وخلال القرنين التاسع والعاشر قبل العيد 6 آب في بعض المناطق الى ان قام البابا كالسطوس الثالث بتعين عيد التجلي في 6 آب وجعله عيدا رسميا عاما سنة 1456 م وذلك مع بركة العنب والخمر الجديدة .
عضو شغال
لست بعد انا احيا بل المسيح الذي هو يحيا فيَ
عن موقع كرمليس 4 يو
مسعود هرمز النوفلي عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 606تاريخ التسجيل : 12/03/2010الابراج :
موضوع: رد: التجلــــي ..فريد عبد الاحد منصور الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 2:47
شكرا اخي العزيز الشماس لوضع المقالة المهمة في الموقع والف الف شكر لك والى الاخ فريد.