الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: ناو يو نو إت دام ويل ديير أبو ناجي الخميس 11 أغسطس 2011 - 13:04
ها أنت تعرف ما هو طعمها عزيزي أبو ناجي<<<<<<<<<<<<<<<<<
كتابات أبو الحق
تاسع من ثامن
2011
ناو يو نو إت دام ويل ديير أبو ناجي
Now You Know It Damn Well Dear Abu Naji
يكره صديقي الدكتور محمد حسين فعالية "التشفي" ، ويراها لا تليق بالمرء . طبعاً أنا أوافقه الرأي بشكل مبدئي ولكن !! هناك قاعدة أخلاقية سماوية أخرى، تتراكب مع هذه الأخرى وأقصد "التشفي" ، وتركب فوقها وتصرعها بالضربة القاضية إضافة لعكسية القيسي عدنان ، وأعني قاعدة العين بالعين والأسنان بالأسنان ، وكما تدين تُدان ، يُستثني من مقالتي هذه من البشر صنفان، أولهما هو العراقيون الشرفاء من مستحقي اللجوء والإقامة في لندن وغير لندن من مدن العالم المتنعمة بالكهرباء والماء والوجه الحسن ، وثانيهما هو الإنكَليز الشرفاء الذين لم يوافقوا توني بلير وشريك فراشه بُش ملعون الوالدين ، وما عداهم من سكنة بريطانيا فهم مشمولون بين كل الأقواس بما تحكيه كلماتي هنا.
حرق وسرقة وإبادة لكل مظاهر الرقي والنظام، وإعتداءات منفلتة وتحطيم ونهب لكل ما تطاله أيدي الغوغائيين و النكَريّة الإنكَليز، بيضاً كانوا أم ملونين ،هذا هو مجمل السيناريو اللندني اليوم، ألا يشبه كل هذا بعض ما كان حاصلاً لدينا عقب أحداث الكويت وعقب إحتلال العراق الأخير، وكله بفعل أوضاع خلقتها ومهدت لها بطولات جرذان الصحراء وطائرات الهاريير ودبابات الجالنجر؟ قل لي بربّك يا د. محمد، هل يصح هنا شيء سوى التشفي والدعاء لهم بالمزيد ،عساهم يتذوقون مرارة الكأس التي جرعونا محتوياتها ولا زلنا نتجشأ (نتتريع) فساد نكهتها؟ هل يصح شيء سوى إستحضار وعد الله بأن الظالمين لهم منقلب سيعلمون كيف إليه ينقلبون؟ مع هذا، فأنا لا أحسب أن ما أحكيه هنا هو ( تشفي) ،فأنا بقدر ما أكره ما فعله الغوغاء هنا في العراق، فأنا أكره نظيره وهو يحدث في لندن لأنه رجس من عمل الشيطان ومن عمل الإنسان أيضاً، ولأنه متأسّس على الباطل ويأخذ شكل الغضب غير الموجّه، ملحقاً الأذى بكل ما يطاله من ممتلكات ومنجزات، لكنها حاجة كتلك التي كانت في نفس يعقوب، و قضاها، أحتاج أن أقضيها أنا الآخر لتشابه فعاليات الغوغاء هنا وهناك، ترى، هل لمطالب الغوغاء الإنكليز أيّة أحقية؟ هل هناك نقص في مستوى خدماتهم يعطيهم أيّ حق بفعل ما يفعلونه؟ هل يحق للشرطة البريطانية اليوم ما لم يحق للجيش العراقي يوم واجه أمثال هؤلاء الغوغاء من محرقي الضباط والموظفين بالنار داخل سياراتهم في التسعين المتوفاة تلك ؟ هل ينطبق على الإنكَليز نظام الفهرنهايت ،بينما لا ينطبق علينا إلا نظام السليزي أو السنتكَريد ؟ هل أشرت تلك التخريبات لدينا مؤشر فشل نظام دولة آنذاك، ولكنها تؤشر هنا في لندن مؤشر نجاح ؟ أريد أخو خيته و إبن حمولة من أبناء ( أبو ناجي) ليجيبني على هذه الأسئلة !
يعرف كل من زار لندن وعاش فيها كم هو رائع مستوى المدنية التي وصلوها وكم هم حريصين على المحافظة على موروثهم من القوانين والتعليمات والسياقات التي نتج عنها أحلى مناظر مَدينية من شوارع منسقة ومتنزهات
مريحة للنفوس وأسواق ومحلات تغري كل مكتنز جيب بإفراغه هناك غير آسف ولا متحسّر ، لكن بعض البشر لا ينفع معهم تراث قرون من السيادة البحرية والتفوق العسكري والعلمي والأدبي ، لا ينفع معهم شكسبير بين
ظهرانيهم أو برتراند رسل يُغني تراثهم ، هم من النوع الذي لا يؤمن حتى يرى العذاب الأليم، مثل قوم نوح أولئك ، بصراحة، أنا لا أتمنى تدمير متنزه الهايد بارك ولا تقطيع زهور الريجنت بارك، لا أتمنى إتلاف محلات (HMV)
ولا تخريب متحف الشمع أو محلات شارع بوند ، لا أستحسن قطع أزهار الپولي أنثس الآمنة دوماً في الساحات، ولا كابينات التلفونات العمومية الكلاسيكية تلك ، ليس لجمالية هذه المفردات وما هو غيرها فحسب، بل لأننا نتعلم
منهم هذه الأمور وننقلها دوماً لبيئتنا الجافة ، ننقلها بعض الشيء، وعلى مراحل تستغرق عقوداً وقروناً. هم يقودون البشرية في أمور الحضارة والنظام والإصرار على تطبيق النظام وعدم السماح للمسيئين بالإساءة للذوق
العام إن كان ذلك مجرد بصقة أدبسزية مثل صاحبها، بصقة على الطريق أو عقب السيكارة القبيح ذاك وهو يُرمى على الأرض، أيّ أرض، هم أفضل منا في هكذا أمور، إلى يوم الدين ، هذه لا خلاف عليها، لكن الإنكَليز يقطفون
اليوم ثمار ما زرعته أيدي سياسييهم وعساكرهم ، لأنّ جلّ ما لديهم من مهاجرين ولاجئين هم من زبالة الشعوب النامية التي صخموا وجوههم وتدخلوا فيها بحجج واهية ، فقلبوا القطبيات وأعزوا أذلة وأذلوا أعزة بفعل ذلك ،
ومن ثم أكملوا المشوار عندما تقبلوا الحثالات ومنحوهم حياة لا يستحقونها، وحريّ بهم اليوم أن يعيدوهم للمزابل التي خرجوا منها إن كانوا يريدون أن تبقى مدنهم نظيفة وآمنة ، وهذا الكلام يشمل الولايات المتحدة والسويد
والدانمرك وهولندا. كل بؤر الزفارة التي كانت قابعة تحت غطاء السبتكتانك العراقي خرجت ووصلت هناك بعد نهب دوائر الدولة وسرقة مدخولات العراق، وسرقة الممتلكات الخاصة والعامة وتحصيل مئات آلاف الدولارات من
البنوك ومن فديات خطف الناس، ، أو العمل كأدلاء خيانة للمحتلين وكموردين لمعدات الترفيه والراحة لهم ، لا بل وحتى على مستوى السمسرة بالأعراض ، و كحلوا الصورة لاحقاً من جراء تمثيل أدوار المظلومية بالكذب
والتزوير أمام المفوضيات ودوائر الهجرة واللجوء .. تبادل أمكنة رهيب حصل في العراق، نحن بقينا بالداخل نتلظى بتخبط قشامر يسمونهم سياسيين وبرلمانيين وقادة دينيين، جاء بهم البريطانيون والأمريكان، لا يخرج نهجهم
في إدارة البلد عن مثل الطفل الذي يلطخ طعامه ببرازه، ويأكل! هذا هو حال العراق اليوم ونحن مجبرين على العيش تحت ظلهم البغيض، ويا ريت لو أن المجرمين وسفلة القوم هؤلاء ممَن ظفروا بالسكن في بلاد الله النظيفة تلك
، لديهم بعض الإحساس وبعض الوطنية ، كي نقول أنهم خرجوا وسيعودون وهم أفضل حالاً فتسهم غربتهم الإختيارية تلك بغسل القذارة التي يعاني منها المجتمع العراقي ولو على المدى الطويل ليريحونا ويستريحون هم
الآخرين ، فهم عندما يستوطنون هناك ، يبيعون ولا يشترون ، يعيشون في كًيتوهات مع أمثالهم من أولاد الحرام، فلا يتطورون مطلقاً بل يتردون للحضيض أكثر و أكثر ، وفي مقابل هذا كله، يكون حال النخب العراقية التي
خرجت فراراً بأنفسها وأعراضها وعقولها هو مجرد داياسبورا عراقية، شتات عراقي مماثل للشتات الإسرائيلي ، لكن اليهود أصبحوا (أوادم) بعد كل ذلك الشتات، هم مخترعو كل شيء ومالكو كل شيء ،هم أهل الفن والسينما
والغناء والأدب وحتى الحركات الإنسانية التي تعين المحتاج ولا تقصر بالإنفاق، بعكس أثريائنا ومترفينا وسلاطيننا ، ما تراه بملك زبالة العراقيين المستوطنة في لندن و تينيسي أن تقدمه للبشرية ، وهم لم يقدموا أيّ شيء أصلاً
في بلدهم ؟ وكذا ترون أننا نشهد حدوث أسوأ ما يمكن من حالات التبادل الأزموزي، نخسر ما لدينا من نخب، ونصدّر المجرمين والمتعصبين لبلاد الله لندمر سمعتنا مرة أخرى، ويبقى القرد على حاله، كما يحكي المثل المصري!
كل ما يحصل هناك يبدو أشبه بتسديد ديون قديمة ،وكل النعيم الذي إستحمت فيه الحضارة الغربية يبدو على شفا زلزال مدمر هذه الأيام، وكله من أثر سياسات خاطئة لم تنتج عن دكتاتوريات كما حصل لدينا، بل حصلت في ظل
ديمقراطيات وليبراليات قوامها فصل للسلطات الثلاثة وبرلمانات ومجالس لأعيان ولشيوخ و زعاطيط ، آليات حكم كانت تبدو نقيض الدكتاتورية والشمولية، فكيف يجوز هذا؟ أن نخرج جميعاً بنفس النتيجة؟ عموماً، لا أجد إلا هذه
العبارة لأوجهها لأنصار بلير وبُش وكل من شرح بما حصل في العراق صدراً.. ذق أبا ناجي، ذق بعض حقارتك، ذق إنك أنت العزيز الكريم، ورّدت لنا عبد العزيز اللئيم ومن لف لفه فأحرقوا حياتنا وأتلفوا مستقبلنا، ما ضرك لو
تذوقت بعض طبختك السامة تلك هذا اليوم، وما سيليه ؟ -- Abu Al Haq A Freelance Philosopher