سمحت وزارة الثقافة السورية بعرض فيلم “كما قال الشاعر” حول الشاعر الفلسطيني محمود درويش، رغم أنه يتضمن مشهدًا لشاعر إسرائيلي. الفيلم الذي حققه المخرج الفلسطيني نصري حجاج عن الشاعر الراحل محمود درويش قبل نحو عامين (2009م)، انتظر طويلاً في عتمة المستودعات والخزائن الرطبة في المؤسسة العامة للسينما، للحصول على موافقة للعرض دون أن يحظى بجواب. وفي حديث سابق لوكالة فرانس برس، كان حجاج قد توقع أن يكون “ظهور الشاعر الإسرائيلي إسحق لاؤور في الفيلم هو السبب في عدم الموافقة“. وبحسب المخرج، فإن لاؤور يظهر في الفيلم يقرأ قصيدة محمود درويش “عندما يبتعد من ديوانه لماذا تركت الحصان وحيدًا” التي يقول فيها الشاعر “لولا المسدس لاختلط الناي بالناي”، و”سلم على بيتنا يا غريب”، وهي القصيدة التي رأى فيها كثيرون نوعًا من التطبيع مع الإسرائيليين. ويفسر المخرج حجاج المشهد بالقول “حين يقول درويش عبارة” للعدو الذي يشرب الشاي في كوخنا”، ويعيد لاؤور وراءه العبارة نفسها، فإن العدو نفسه في العبارتين، أي إسرائيل”. ويضيف “أريد أن أوضح أنه يمكن أن يكون يهوديًا إسرائيليًا معاديًا للصهيونية، وحينها فإنه يقف مع محمود درويش على الأرض نفسه”. ويوضح حجاج “مشكلتنا هي مع الفكرة الصهيونية”. “عرض كامل” لكن نسخة الفيلم عرضت كاملة، وبموافقة من وزارة الثقافة في مخيم اليرموك بدمشق، من دون أن يحذف ظهور الشاعر الإسرائيلي، ومن دون أن يشكل حضوره اعتراضًا من الحضور، الذي تميز بطغيان جيل الشباب. وقال الناقد السينمائي الفلسطيني فجر يعقوب لوكالة فرانس برس “لقد نجح حجاج باقتفاء أثر محمود درويش، وراح به باتجاه التجريب، وما التلقي الجميل لجمهور الفيلم إلا دليل على أن التجريب يلقى قبولاً لدى الناس، بعكس ما يدعي مشتغلو المسلسل (في حضرة الغياب)، من أن الناس لا يستسيغون التجريب”. وألمح يعقوب إلى “مفارقة أن الفيلم استطاع أن يأتي بهذا الكم من الجمهور في وقت عرض المسلسل”، ومسلسل “في حضرة الغياب” عن محمد درويش يعرض خلال شهر رمضان لكنه يلقى انتقادات مختلفة. فيلم “كما قال الشاعر”، صور في عديد من الأماكن التي زارها أو أقام فيها الشاعر الراحل، من مدن وفنادق ومدرجات قرأ فيها الشعر، من فندق “ماديسون” في سان جرمان في باريس؛ حيث كان ينزل في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة، إلى مسرح الأوديون وبيروت وتونس ومكتبه في مجلة الكرمل في رام الله، وبيته في عمان، وصولاً إلى مسقط رأسه في البروة (عكا). كما صورت بعض مشاهد الفيلم في تل أبيب؛ حيث قرأ اسحق لاؤور. وأوضح المخرج أنه لم يصور بنفسه هناك، بسبب عدم حصوله على تصريح الدخول. وظهر في الفيلم عدد من الشعراء الذين قرأوا قصائد درويش بلغاتهم كدومينيك دوفيلبان وزير الخارجية الفرنسي السابق والبرتغالي جوزيه ساراماغو والشاعر الكردي شيركو بيكس، واللبنانية جمانة حداد، وسواهم. وقد عرض الفيلم حتى الآن في مهرجان للسينما الفلسطينية في لندن، وفي مسرح الأوديون بباريس، وفي دبي وفي ميوني وتكساس، وفي المسرح البلدي في تونس، كما عرض في بيروت وحيفا.
سوريا تجيز فيلمًا لمحمود درويش يظهر فيه شاعرًا إسرائيليًا