رفض الفنان المصري خالد صالح تجسيد شخصية العقيد الليبي معمر القذافي؛ لأنه لا يستطيع أن يصل إلى خياله، مشيرا -في الوقت نفسه- إلى أنه يتمني تقديم شخصية الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي؛ لأنها كاريكاتورية وتمثل غباء الأنظمة العربية. وفي حين أوضح أنه قام بتربية لحيته لمدة ثلاثة أشهر حتى يقدم شخصية “الريان” بواقعية، فإنه يرفض فكرة إلغاء الرقابة لأن الفن فيه بعض المجانين. وقال صالح -في مقابلة مع برنامج “نصف الحقيقة” على قناة “cbc” الفضائية مساء الأربعاء 17 أغسطس/آب-: “نفسي أجسد شخصية زين العابدين بن علي في المسرح، لقد قرأت مسرحية كتبها زميلي خالد الصاوي عن بن علي وأعجبت بها جدا؛ لأن فيها كاريكاتورية، ورأيت أني أستطيع أن أجسدها جيدا”. وأضاف “أنه ليس لديه أي مانع في تجسيد شخصية الرئيس السابق حسني مبارك، إذا عرضت عليه كنموذج من النماذج؛ التي لا بد أن يعتبر بها الناس، أما شخصية العقيد معمر القذافي فلا يمكن أن أقدمها، ولا أحد يستطيع أن يجسدها.. هو قدم دوره بما يكفي وبصورة عظيمة جدا، ولا أقدر أن أصل للخيال الذي عليه”. تربية اللحية وكشف الفنان المصري أنه قام بتربية لحيته لمدة ثلاثة أشهر؛ من أجل تقديم شخصية “الريان”، خاصة أنه لا يقدم أي عمل آخر غيره، فضلا عن أنه فضل تربية لحيته حتى تكون أكثر واقعية، بالإضافة أن التصوير سيكون في الصيف، وأن تركيب لحية في الحر شيء صعب، لافتا -في الوقت نفسه- إلى أنه سيحلق لحيته بعد الانتهاء من تصوير المسلسل. وأشار إلى أنه رفض عمل جلسات مع الريان الأصلي حتى يفهم منه تفاصيل الشخصية، خاصة أن الإنسان الموجود حاليا الذي سجن لمدة 25 عاما ليس هو الشخص الطموح ورجل الأعمال الشاطر في بداية حياته، معتبرا أن عدم رؤيته غير مرة واحد فقط كان لمصلحة الشخصية، ولم يضرها على الإطلاق. الرقابة والقوائم السوداء من جانب آخر أكد الفنان المصري أنه ضد إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية؛ لأنه لا يضمن أن يحترم كل العاملين في المجال الفني مشاعر الناس، فضلا عن أن الفن فيه بعض المجانين، مشيرا إلى أننا نعيش في مجتمع نحن مسؤولون عنه، ومن الصعب أن نقول لا للرقابة، ولكن يجب أن تكون واعية في الفترة المقبلة، وتريد أن تطور من الفن والإبداع. وأبدى صالح تخوفه من التيارات الدينية المتشددة ودورها في القمع المجتمعي للفن، خاصة أن المجتمع حصل على مكتسبات كبيرة من الثورة، ويجب أن تصل إلى الفن أيضا، لافتا إلى أنه لن يقبل أن يؤثر الاتجاه الديني على الفن بصورة أو بأخرى. وشدد على رفضه للقوائم السوداء والتخوين الحادث في الوسط الفني حاليا، لأن الجميع يجب أن يتغير، لافتا إلى أهمية أن نسعى حاليا لتغيير المجتمع وإعادة بنائه، وليس الأشخاص. غباء النظام ورأى الفنان المصري أن غباء النظام سواء في مصر أو تونس هو سبب نجاح ثورتي البلدين؛ لأنهما رفضا التجاوب سريعا مع الثورة ومطالب الثوار التي بدأت تتصاعد مع مرور الوقت، مشيرا إلى أنه عندما نزل ميدان التحرير لم ير “حاتم” أمين الشرطة الذي جسده في فيلم “هي فوضي”. وشدد على أنه يعيش في مأزق شديد؛ حيث إنه قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني كان يحب تقديم شخصية الفاسد، مشيرا إلى أنه الآن لا يهمه تقديم هذه النماذج؛ لأنها غير مفيدة مجتمعيا، وأنه يسعى حاليا لتقديم الشخصيات المفترض وجودها في مصر الجديدة، والتي تتمتع بالقيم والأخلاق. وأشار إلى أنه قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني رفض ترشيح حسني مبارك أو ابنه للرئاسة، وفضل وقتها ترشيح عمرو موسى، لافتا إلى أنه بعد الثورة حدثت متغيرات كثيرة، وأن لديه فرصة كبيرة لاختيار المرشح الأفضل من خلال برامج الترشح.
خالد صالح: أعجز عن تقديم “القذافي.. وأنتظر تجسيد غباء بن علي”