يعتقد العراقيون أن العراق أصبح بلدا ديمقراطيا تحكمه القوانين الديمقراطية والعراقيين بين مصدق وبين مضطر الأول يعتقد فعلا بالعملية الديمقراطية والثاني مضطر إلى الذهاب للانتخابات ليس عن قناعة وإنما خوفا من التزوير لصالح فئة معينة ، اغلب العراقيون هم من الفئة الثانية .
كان التنافس في الانتخابات الأخيرة مستعرا والكل في حالة ترقب وهم خائفون من التزوير أو من الحقيقية المرة ، الخائفون من التزوير هم الخائفون من الإخطبوط الإيراني ، الخائفون من الحقيقة المرة هم عملاء إيران .
لو تأمل احدنا إمكانية أميركا وهي من جاءت بكل الأحزاب سواء إسلامية معممة أو علمانية معطرة لوجدنا إن أميركا هي القادرة بعجلات قليلة أن تقلب الحكم وفي ساعات .
أميركا الآن في موقف حرج فهي من تدعي أن إيران متغلغلة في العراق وهي من أوصلت عملاء إيران لهذا المكان ، ترى هل أن أميركا لا تستطيع فعلا وقف الزحف الخبيث الإيراني والتغلغل في العراق أم أن هنالك اتفاق سري بين أميركا وإيران على تقاسم خيرات العراق بطريقة غير منظورة وفي العلن يحق للطرفين أن يتناحروا لإثبات كره احدهم للآخر لإقناع الرأي العراقي والعربي والعالمي أم أن هنالك فعلا تناحر بين الطرفين .
باستطاعة أميركا قلب الطاولة على إيران في العراق بطرق متنوعة منها الطريق العسكري أو الانتخابي ، فالعسكري هو وقوف أربع عجلات همر أميركية في بوابات المنطقة الخضراء واستبدال عملاء إيران بعملاء أميركان أو الضغط على الأكراد للدخول في تحالف مع قائمة علاوي وبقية الكيانات الأخرى البعيدة عن إيران ، وبالمناسبة لا وجود لتيار وطني أو تكتل وطني وحتى لو كان موجود فعلا فمصيره إلى الزوال بمجرد دخول هذه الاستمارات لمرحلة العد والفرز .
سيتبين لنا في المرحلة القادمة واقصد من الذي سيفوز بهذه الانتخابات ، فلو فازت تيارات عميلة لإيران فهذا يعني انه فعلا هنالك اتفاق أميركي إيراني وإن فازت تيارات مناهضة وتم تحجيم التغلغل الإيراني فهنا يجب أن نعترف أن أميركا راغبة بالتغيير .
الأيام والأسابيع القادمة حبلى بالمفاجآت والنتيجة هي الفيصل في معرفة حقيقة العلاقة بين إيران وأميركا ولكن على الأرجح أن إيران بعنجهيتها الفارغة دليل على قوة العلاقة الأميركية الإيرانية ورضوخ أميركا التي أسقطت النظام السابق بأيام معدودة دليل على اتفاقها مع إيران .
ولكن يجب أن لا ننسى أن أربع عجلات كفيلة بإسقاط حكومة المالكي أو الجعفري أو حتى علاوي وليس في العراق عملية اسمها ديمقراطية بل أن هذا الاسم مجرد اسم يردده السذج في محاولة منهم للرضوخ مع الحفاظ على ماء الوجه .
سيتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود بمجرد تشكيل حكومة جديدة وحينها لكل حادث حديث وسنربط بين التداعيات الأخيرة وبين حقيقة العلاقة الإيرانية الأميركية ، كما أتمنى أن أكون مخطأ في تحليلي ولكن علينا أن نصبر أسابيع أو شهور قليلة لنلمس اليقين المطلق ونعرف ماهية العلاقة الإيرانية الأميركية .
د. فواز الفواز
أربع عجلات أميركية كفيلة بإسقاط حكومة المنطقة الخضراء