الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61346مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: علي الكاش : من هيدلبرغ الى كردستان السبت 3 سبتمبر 2011 - 2:21
علي الكاش :من هيدلبرغ الى كردستان
03/09/2011
القضية الكردية هي أشد قنبلة موقوته في العراق" تصريح لآش تيموثي نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية في 27 آذار 2003.نود أن نبين في البداية إن المقصود بالأكراد في مقالنا هذا وما يليه هم عناصر الأحزاب الكردية الرئيسية والبيشمركة والأكرد الشوفينيين فقط. مع المعذرة للشرفاء من الشعب الكردي الذين لا حول لهم ولا قوة في ظل الإستبداد الطالباني-البرزاني. فالكردي الشريف يقول أنا عراقي قبل أن يقول أنا كردي لأن الوطن أسبق وأسمى من العنصر والقومية والمذهب. والجزء ينتمي للأصل كما يفترض وليس العكس وهذا برأينا ميزان المواطنة الصحيحة. معلومة مقتضبة لمن لا يعرف مدينة هيدلبرغ الألمانية فهي الى حد ما تشبه أقليم كردستان في شمال العراق بالطبع ليس من الناحية العمرانية والجغراقية والسياسية وبقية العوامل وإنما من ناحية واحدة فقط وهي العمالة. فقد كانت هيدلبرغ خلال الحرب العالمية مقرا لقيادة قوات الأحتلال الامريكية ولم تتعرض الى الهجمات والغارات والقذائف التي أغرق بها الحلفاء بقية المدن الالمانية، فلا دمار ولا تخريب ولا ضحايا بشرية؟ دخلت الحرب بسلام وخرجت منها بسلام! لكن ما السبب؟ ذلك لأن سكانها خانوا وطنهم الأم وتخاذلوا عن نجدته وتعانوا مع قوات الأحتلال الامريكي مقدمين لهم كل أشكال المساعدة المادية والمعنوية لكي يهزم أبناء جلدتهم! أي تآمروا على وطنهم المحتل شأنهم شأن أكراد العراق. ولأن التأريخ قاس ولايعرف أو يعترف بالرحمة، ولايغفر للخونة فأن هذه المدينة لاتزال تمثل لطخة عار في تأريخ المانيا. بالرغم مرور أكثر من نصف قرن على تلك الخيانة فإنها لاتزال شاخصة في الذهنية الألمانية ولم تبرحها. ويعًير بقية الالمان سكانها لخيانتهم الوطن وتعاونهم مع الغزاة. حتى الأجيال التي ولدت بعد الحرب تشعر بالخزي والعار مما إقترفه أسلافهم بحق الوطن وكرامته. وهناك أغنية تجسد الضياع في متاهات هذه المدينة المتخاذلة عنوانها" ضيعت قلبي في هيدلبرغ" والحقيقة هي ليس ضياع قلب فحسب وإنما ضياع ضمير وغيرة وشرف ومواطنة. هناك بالطبع فرق بين عمالة هيدلبرغ وعمالة كرستان العراق. موطنو هيدلبرغ خانوا المانيا مرة واحدة في تأريخهم الطويل، في حين تأريخ اكراد العراق مسلسل طويل من الخيانة والعمالة لم يتوقف عرضه لحد الآن، أبطاله حزبا البرزاني والطلباني. ولايخفى على الاكراد قبل غيرهم بأن هاتين العشيرتين الممسوختين لا تمل ولا تكل عن تركيب أجنحة لكل موآمرة تستهدف سيادة العراق وأمنه وإستقراره لتحلق في سمائه وتؤمن لها سلامة الطيران والنجاح. علما بأنه عاجلا أم آجلا ستلفظ خارطة العراق اقليم كردستان من فمها الى الخارج وتطبقه على عراق واحد موحد رغم أنف الجميع. لا أعرف أن كان السياسي السوري المشهور (كريم الارسوزي) قد أستكشف شوفينية بعض الاكراد من خلال معايشته معهم أو من خلال أصوله العرقية أم دراسته العميقة لتأريخهم المخزي فوصفهم قبل أكثر من ربع قرن بقوله " أنهم يقتاتون من فضلات الموائد على المزابل, أنهم كالكلاب السوقه التي تصالبت في بنيتها شتى العروق. إنهم ملًة ضربت عليها المذلة والمسكنة"! إنه وصف يستحق التأمل والتحليل ينطبق على بعض أكراد العراق. فتأريخهم سجل مخزي بما يضم بين أسطره من جرائم وتآمر ضد وحدة وسيادة واستقلال العراق. حتى وهم في أوج قوتهم يتنكرون بقناع الضعف والظلم والفقر. مستعيرين منطوق قاعدة المظلومية اليهودية والشيعية. وقد مكنهم هذا القناع من الضحك على ذقون بعض الأنظمة التي انخدعت بمظهرهم المزيف فقدمت لهم كل المساعدات الممكنة ليقضموا جزءا من خارطة العراق ويشكلوا كيانا هشا في شماله. كيانا يحمل بين طياته بذور فنائه، مصيره نفس مصير جمهورية مهاباد وربما أتعس. سجل الخزي والعار ولو رجع المرء قليلا الى الوراء مستكشفا دور الأحزاب الكردية في تأريخ العراق الحديث، لطأطأ رأسه الى الارض خجلا منه. ولو بحث عما ما قدموه إلى أعداء العراق من تعاون وتنسيق وتآمر سيكتسب معرفة واسعة بكل فنون المكائد والدسائس والفتن والعمالة. إنهم عملاء وقطاع طرق ومخربين ومهربين أكثر من كونهم مواطنين. شوكة سامة في خاصرة العراق وربما يصح أن يعنون تأريخهم ب" تأريخ التآمر والدسائس في العراق"! وقد أحسن(جميل تجيجك) نائب رئيس الوزراء التركي بوصف زعماء وعناصرالحزبين الكرديين الرئيسيين بأنهم" مجرد عصابات وقطاع طرق". وتجدر الإشارة بأنه خلال الحروب الثلاثة الأخيرة إصطف الاكراد كالعادة الى أعداء العراق وتفننوا في خدمتهم بل انهم سمحوا للصهاينة بأن يتسللوا لداخل شراويلهم الفضاضة ليعبثوا بهم بلا حياء. مع علمنا إن الإرهاب في العراق صناعة امريكية – ايرانية –صهيونية بحتة لكن الأيادي العاملة كانت من الاكراد وبعض الاطراف العربية المجاورة للعراق. لذا ليس من الصعوبة أن تستنتج لماذا الاكراد واقليمهم بمنأى عن إستهداف الارهابيين! لأنهم ببساطة أحد أذرع اخطبوط الارهاب في العراق. وإذا افترضنا جدلا بأن الأقليم مستتب من الناحية الأمنية نتيجة للأجراءات الأمنية المشددة وسيطرة جحوش البيشمركة على الاوضاع. سيكون من الصعب تفسير عدم تتعرض مقراتهم في جنوب ووسط العراق الى أعمال إرهابية؟ وكذلك صعوبة هضم عدم تعرض قادتهم الى عمليات تصفية وأغتيال شأنهم شأن العرب! سيما إنهم مكشوفين أكثر من عملاء المنطقة الخضراء بحكم تنقلاتهم المستمرة ما بين الاقليم والعاصمة؟ ولو أحصينا عدد الأعمال الإرهابية التي تحدث في العراق شهريا أوسنويا ونصيب الاقليم الكردي منها سنقف مذهولين أمام النتائج ونكشف ما خلف الستار . وإن حدثت أعمال أرهابية بغض النظر عن شكلها في محافظات كركوك والموصل وصلاح الدين و ديالى فأحصر شكوكك بالدرجة الأولى بأن للأكراد ضلع فيها. وإذا حدث إرهاب في بغداد وبقية المحافظات الوسطى فضع في بالك قوات الغزو الأمريكي وإيران والكيان الصهيوني والكويت ولا تستبعد الحزبيين الكرديين كعنصر رئيسي أو مساعد. وإذا حدث إرهاب في المحافظات الجنوبية فضع بين قوسين(إيران والكويت) كأبرز مشتبهيين ولا تستبعد دور للأكراد أيضا, فهم القاسم المشترك بين هذه الأطراف بأعتبارهم من ألد أعداء العرب, وهم مستعدون للتحالف مع الشيطان نفسه في سبيل تحقيق مصالحهم الإقليمية الضيقة. مثلهم مثل عاهرة تنقل من فراش لآخر يمثل الاكراد تهديدا جديا لوحدة العراق السياسية والجغرافية والاقتصادية وورقة ضغط بيد اعداء العراق ودول الجوارلإستنزاف ثروته وإضعاف قوته وتفتيت وحدته. ففي تصريح لشيخ العمالة مصطفى البرزاني عام 1973 نشرته صحيفة واشنطن بوست في 22/6/ 1973 ذكر بصراحة" أنا مستعد في حال إعادة آبار كركوك الى الإكراد الى تسليم تلك الثروة النفطية الى الامريكيين". وعلق جيف سيمونز( Geoff Simons) في كتابه(عراق المستقبل) على تلك العبارة" لو كان صدام حسين يبحث عن برهان بأن الاكراد سيفرطون في ثروات العراق لصالح الامريكان لوجد في ذلك التصريح أكبر دليل على ذلك". كما إن أول لقاء بين زعماء اكراد ونظرائهم من الكيان الصهيوني جرى في جنيف عام 1962 خلال مؤتمر الاشراكية الدولية, وجرى اللقاء مع شمعون بيريز حيث طلب الاكراد مساعدته في حربهم الأستنزافية ضد الحكومة العراقية بغرض إضعافها وحصولهم على كيان مستقل. ويصف لنا(جوناثان راندل) وهو من المقربين للأكراد في كتابه(أمة في شقاق)المراسيم التي جرت في الكيان الصهيوني بعدما قبر عميلهم البرزاني الأب بقوله" في إحتفال مهيب دام 45 دقيقة عزفت فيه فرقة موسيقية عسكرية نشيد الموت, ورفع العلم الإسرائيلي من ثم نكس إجلالا لذكرى رفيق السلاح، رغم إن الاسرائليين لم يعرف عنهم إحياء مثل هذه المناسبات للأجانب مطلقا" فما الذي قدمه البرزاني الأب للكيان الصهيوني لكي يحظى بهذا الإمتياز والتقدير حتى بعد موته؟. وقد سلط (علي سنجاري)عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الحركة الكردية في كتاب(مواقف وآراء) الضوء على حقيقة محاولة إسرائيل إشغال العراق عن المشاركة في الحرب ضدها وتهديده لأمنها القومي بأن" الثورة الكردية أفضل وسيلة لإشغال الجيش العراقي وإضعافه". وإستمرت اللقاءات والتنسيق بين هذين الطرفين من جهة وبين الإكراد والإيرانيين من جهة ثانية. مثلث متساوي الاضلاع والمصالح! وقد أفصح سنجاري عن ذلك بقوله " أرسلت إسرائيل ضباط مخابرات الى كردستان عن طريق إيران بعلمها وبموافقتها. وكانت إيران تشجع الاكراد على إنشاء علاقات مع اسرائيل منذ عام 1963". ويضيف "سرعان ماهبت الرياح الإسرائيلية بعدها من بوابات إيران تجاه شمال العراق، وأصبح هاجس إسرائيل إدامة التمرد الكردي وتدمير قدرات العراق العسكرية والإقتصادية والبشرية". كما ورد في تقرير(بيك) المؤرخ في 19 /2/ 1976 الذي أعدته لجنة في مجلس النواب الامريكي بأن الإدارة الأمريكية منحت البرزاني مساعدة مالية قدرها" 16 مليون دولار عبر إيران، وقامت الأخيرة بتزويد اكراد العراق بالأسلحة الإيرانية والإسرائيلية، وان هدف إيران وإسرائيل هو انهاك عدوهما المشترك العراق". وخلص التقرير بأن" الاكراد ليسوا اكثر من ورقة بيد واشنطن وطهران لإضعاف قوة العراق". تقسيم العراق مطلب أمريكي صهيوني إيراني كردي لذلك ليس من المستغرب أن يمدد الأمريكان والصهاينة والإيرانيين جسد العراق على طاولة التشريح وينشطوا مباضعهم لتمزيقه. فقد قدم السيناتور الديموقراطي جوزيف بايدن عام 1991 خلال ولاية جورج بوش مشروعا خبيثا حول الشرق الأوسط الجديد، تضمن تقسيم العراق إلى ثلاث ولايات وقد نشرته مؤسسة( راند )الأمريكية مع تساؤل مثير من مدير تحريرها (فاولر) ملخصه: هل سيبقى العراق موحداً عام 2002؟ ونستذكر كذلك تصريح المحلل السياسي جوزيف أدوردز من معهد ( بروكينكز) الإستراتيجي" إذا لم يتم التخطيط جيداً لعملية تقسيم العراق، فإن ذلك سيؤدي الى حالة عدم إستقرار في المنطقة وسيهدد بإنتشار الفوضى". هذه التصريحات وغيرها تعكس أفكار الإدارة الأمريكية بشأن مستقبل العراق وقد لخصه الرئيس بوش الأب بقوله" تقسيم العراق هو المخرج الوحيد من المأزق". في نهاية شهر أيار 2006 كشفت صحيفة النيويوركر الأمريكية عن وجود مخطط إسرائيلي لتقسيم العراق وإقامة دولة كردية مستقلة في شماله. وقد نفذ الموساد الخطة (B) لمساعدة الأكراد في إقامة دولتهم. كما قد كشف المحلل السياسي الأمريكي (سيمور هيرش) بعد الغزو لأمريكي للعراق النقاب عن خطة عسكرية إسرائيلية لتدريب (7500) كردي على غرار نظرائهم الكوماندوز الإسرائيليين بهدف دعم قوات الإحتلال الأمريكي في العراق والوقوف بوجه المقاومة العراقية. لكن يخطأ من يظن بإن فكرة تقسيم العراق وليدة إدارة بوش الأب أو من بنات إفكارجوزيف بايدن، بل هي أقدم من ذلك وترجع إلى عهد العميل الأب مصطفى البرزاني الذي قابل ربًه ويده ملوثة بدماء عشرات الآلاف من شهداء الجيش العراقي. وللتذكير فقط! خلال زيارة عصمت رشيد وانلي( سفير مصطفى البرزاني المتجول في أوربا) إلى إسرائيل ذكر" جميع من إلتقيتهم من مسئولين رسميين في تل أبيب أكدوا ليً بأن كردستان العراق في طريقها للإستقلال". ولكن الزعماء الأكراد يغفلون أمرا هاما وبليغا عبر عنه الأستاذ عبد الله عروي في كتاب الاوراق" ان الذين ينتظرون من يحرروطنهم من الخارج لا يفهمون انهم ربما يستقلون ولكنهم لن يشيدوا وطنا ذا تأريخ". هل يمكن لشجرة أن تنمو وتثمر طالما جذرورها ضعيفة؟ وجمهورية مهاباد الزائلة أفضل دليل على ذلك. الأكراد أدرى من غيرهم بأن الزعمييمن الكرديين الطالباني والبرزاني لايملكان أي من مؤهلات الزعامة فهما يصلحان لإدارة شئون عشيرة وليس دولة، إنهما مرضى بداء الشخصنة ويتصرفان على أساس المشيخة ومنظومة العلاقات القبلية، مما أفرز تصدع بنوي خطير في سقف الآمال والطموحات للشعب الكردي. كما إنهما لايلتزمان بأي مشروع وطني ولا اقليمي يعبر عن إرادة الشعب الكردي. وهناك من هم أقدر منهما وأصلح لإدارة شئون الإكراد وورسم الساسية المناسبة لمستقبلهم. تلك المبنية على أساس المواطنة الصحيحة والوحدة الوطنية وإحترام معايير السلوك الديمقراطي، وأرساء العدالة الإجتماعية، وإقرار الحريات الاساسية وإحترام حقوق الإنسان.