قد يستغرب البعض من قولنــا انّ مسيحيّوا العراق هـم " ملح ارض الرّافديـن " !
فإذا كان الطّعام خالياً من الملح ! فكيــــفَ يكون طعمــــه ؟؟؟
منذ بدء تكوين دولة العراق عام 1921 م ولحد يومنــا هــذا لم نسمع او نـرى
اي فعل ينضح منـه الشّر من قبل مسيحيي العراق !
بل بالعكس فقد كانوا منذ البداية عامــلاً متميّزاً في بناء حضارة ارض الرّافدين
فقد كان منهم الأطبّاء الماهرون والصّيادلة والمؤرخيــن واصحاب مهـــــــــن
حرّة شاركوا في بناء الوطــن ! ولم يكونوا يومـاً مـا دعاة حرب او تمــرّد
ضـد الحكومات المتعاقبــة ! بل كان شعارهم دومـا هو : السلام والمحبّـة
والتّسـامح الدّيني ! ولم نرى او نسمع انّهـم قاموا بأعمال تضر بسمعة العراق !
بل كانوا اداة فعّالــة في تثبيت اركان المجتمع العراقي ! عكس مانراه اليوم
مــن ظهور تيّارات , تستغل اسم الدّين لتمرير مآرب / مع الأسف / أضــرت
الوطــن واهلكت آقتصادهُ ونشرت بذور الكراهيّة بين اطيافه المتآخيــة !
ناهيك عن الإحـتلال" الأنكّلو الأمريكي " الذي قلب الموازين على عقب !
منذ ان وطأت أقدامه ارض العراق , وقام بتشجيع كل تيّار متطــرف
على تدمير العراق ! كي يبقى العراق تحت رحمتهِ الى مالا نهايـة !
وفتح المحتل البغيض باب العراق على مصراعيــه , لتأجيج الفتــــــن
الطّائفيــة والعنصرية , مستغلاً كل الظروف للتفريق بين شرائح المجتمع
العراقي الواحـــد ! فظهرت في الوطن منذ قدومه الأسود , احزاب دينيّة
وطوائف شوفينيّة وحركات سياسيّة لم نكن قد سمعنا بها مـن قبــــــل !!!
وطبق المقولة الأنكّليزيّـة الكريهة " فرّق تســـد " وقد آقتنع بعــض
من ضعّاف النّفوس , وقصيــري النّظر , بأن ما يفعلونه من عوامل الهدم
هو لبناء عراق جديد على طريقة * حكم قرقوش * !
ونتساءل هل سمعتم او رأيتم ان عائلة مسيحيّة واحدة / علي سبيل المثال / قامت
بمـد يد العون لأيّــة جماعة ارهابيــة ؟ او تأييدهـــم ؟
وهل لاحظتُـم يوما ما ومنذ اكثر من 8 سنوات , أن مسيحياً واحداً قد
قام بتفجير نفســهِ من اجل اعـــلاء كلمة الله " رمز المحبّة والسّلام " ؟؟؟
إذن الى متــى تجنح العقول المريضـة الى السّلم ؟ وتعيد حساباتها الخاطئـة ؟
الى متى تكف ايادي الشّر عن طحـن احلام مسيحيّوا العراق , وتحيلها الـى
هبـــاءاً منثــورا ؟ مع العلم انّ مسحييوا العراق قد عاشوا في الوطـن ( العراق
العظيــــم ) منذ آلاف السّنين ! فهل بالأعمال الإرهابية والإجراميّة وانهار الدّماء
تبنى حضارات الشّعوب ؟ ولكــن لا حياة لمن تنادي !
وانّ اللّسـان يتكلّم من فضلة القلب !
نأمل ان يستوعب من لا يرغبون في صفاء القلوب والجنوح الى السّلام والمحبّــة
وإعمار العراق من جديد , ان يدركوا ان رفع غصن زيتون " رمز السّلام " افضل
بكثيــر من اشــهار السّيف وهدر دماء العراقيين ., وزهق ارواح الأبرياء , من
اجــل ماديّات الحياة الفانيــة !
كلّ شيءٌ آيــلُ الى الزّوال , عــدا الخطيئـــة فهي تبقى ملتصقة بفاعليها الـى
يوم الدّينونـــة , حيث يكون الحساب , والبكاء وصرير الأســنان !
>> بقلمـــــي >>
نادر البغـــدادي
04 ـ 09 ـ 2011