الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7030مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: الإيمانُ: جوابٌ شاكرٌ ـ للاب ريمون سركيس الإثنين 5 سبتمبر 2011 - 8:25
الإيمانُ: جوابٌ شاكرٌ
الاب ريمون سركيس
عندما نتحدث عن شخص ما على أنه "مؤمن"، هذا يعني إنه يؤمن أي لديه إيماناً. لكن، الإيمان كفعل ماهو شرط وجوده؟ من خلال أي عوامل يتحقق لكي يُفهم كإيمان حقيقي؟ المؤمن هو الذي لديه جانب الطاعة (الإنصياع) وتسليم الذات لله. بعد تسليم الذات هذا، والذي يكمن في فتح الباب أمام قدرة الله في حياته، تأتي "نعمة الله" لتغمر حياة ذلك الإنسان. كما يقول الرب: "أطلبوا تجدوا، افرعوا يُفتح لكم ...". إن الإنسان المؤمن يعرف من أين تأتي البركة ووفرة الحياة "لقد اتيت لتكون لهم الحياة الوفيرة" إنه يسوع بالذات إنه ربنا وسيد الكون وحياتنا بالذات. جواب الإنسان لهذه النعم، البركات، هو "الشكر" هو "التعظيم"، "التمجيد" لإلهنا الحنون الرحوم. فإذن، ثلاث عوامل: طاعة "تسليم الذات، بركة "نعمة لا توفى" و"شكر" الجواب الذي فيه يكتمل فعل إيمان المؤمن.
لربما قد قرأت يوما قصة "شفاء عشرة برص" في إنجيل لوقا (17: 11-19). كلهم قد أمنوا بيسوع بحيث فتحوا قلوبهم وسلموا ذواتهم له وأطاعوا كلمته حينما قال: "إذهبوا وأروا انفسكم للكهنة". والإنجيل يقول: "ذهبوا كلهم وفي الطريق برأوا من دائهم"، إلا أن واحداً فقط يرجع الى يسوع ليقدم له المجد "الشكر". لقد شعر إنه يجب عليه ان يُكمّل إيمانه بهذا الجواب لنعمة الله الغير المتناهية. أما البقية فبقي إيمان غير كامل لأنه لم تتحقق العناصر الثلاثة التي ذكرناها أعلاه. البقية التي لم ترجع لتمجد الله، كان دنوها من يسوع دنو ذو منفعة، لا إكتراثاً بيسوع الذي هو مصدر كل النعم.
لمن عليّ تقديم واجب الشكر؟ أولاً، ليسوع الرب الذي مات وقام من أجل خلاصنا. ثانياً، لأبائنا الذين انجبونا لهذه الحياة وربونا وغذونا ولا يزالوا يقومون بدورهم الأبوي. نشكرهم لأن منهم نتعلم الحياة الملّونة بمختلف اشكال ألوان البشر والثقافات. الأمر المهم الذي يجب ان نضعه في ذهننا نحن المسيحيين ككاثوليك هو ذهابنا الى القداس (الذبيحة الإلهية). القداس باليونانية معناه "الشكر" او "تقديم الشكر". لمن نقدم الشكر في القداس الإلهي؟ نقدم الشكر ليسوع الذي فدانا بدمه على الصليب. فمجيئنا للقداس يوم الأحد أو يوم السبت هو جواب الشكر الذي نقدمه للرب وهو دلالة على اننا مؤمنين حقيقيين.