مصرفيون أوروبيون: انهيار منطقة اليورو قد يكون أعظم من أزمة 1930

دبي - العربية.نت
يتعاظم القلق مع مرور كل أسبوع في أوروبا يؤكد أن مجال الخيارات يضيق أمام كبار المصرفيين وصناع السياسة الاقتصادية والمالية في منطقة اليورو، التي تواجه أعظم أزمة ديون منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن، وفي غضون ذلك يجد المستثمرون أنفسهم في نفق مظلم، حيث لايبدو نور للخلاص بأموالهم التي تتآكل قيمتها.

ومع بداية شهر سبتمبر، وهو موعد انتهاء موسم الإجازات لكبار التنفيذيين في المصارف الأوروبية، صَدم رئيس مجموعة "إي بي ان امرو" الهولندية العملاقة غيريت زالم الأسواق والقطاع المصرفي قائلا "إذا ما انهارت منطقة اليورو.. سنرى ركودا تبدو معه أزمة 1930 كما لو أنها لا شيء". مضيفا "أوروبا كلها ستنهار".

ولاتبدو الأمور أقل سوءا بالنسبة للرئيس التنفيذي في مصرف "دوتشيه بنك" الألماني جوزيف اكيرمان، وهو أحد كبار المؤثرين في القطاع المصرفي الاوروبي، قائلا أمام مؤتمر للمصرفيين أن "العاصفة تختمر" لتضرب كل البنوك، متوقعا أن تجرف عدة بنوك نحو الانهيار الكامل"، ولن تقدر على الحياة حتى تعيد قيمة ديونها السيادية إلى مستوى تقبله السوق".

وبحسب تصريحات مسؤولي المصارف التي نقلتها صحيفة "ذاناشيونال" في أبوظبي فقد لاحت مؤشرات العاصفة بالنسبة للكثير من المجموعات المصرفية الضخمة، إذ خسرت بنوك "سوسيتيه جنرال" الفرنسي، و "يو بي أس" السويسري، ورويال بنك أوف سكوتلند" أكثر من ثلث قيمتها السوقية مع اشتداد المخاوف من تعثر محافظ ديونها السيادية.

ويَتهم المصرفيون- الذين تنسب لهم بدورهم الحكومات سبب الأزمة لإقبالهم على الإقراض المفرط والعالي المخاطر- صناعَ السياسة الرسمية بتعقيد الوضع، عندما تأخروا في إقرار الكثير من الإجراءات التي من شأنها تخفيف وطأة الديون السيادية على الثقة بالأسواق ومناخ الأعمال المتدهور.

ويتساءل بعضهم إن كان زعماء اوروبا يرغبون بإنقاذ اليورو أم أنهم سيتركونها تنهار، وفي حال كانت الاجابة بنعم، يتعين عليهم ان يفعلوا ذلك بسرعة من خلال حزمة إجراءات تؤكد التضامن بين أعضاء منطقة اليورو لانتشالها من خطر إفلاس بعض الحكومات التي تواجه ديونا لاتستطيع سدادها.