البليدة الجزائرية : مدينة الورود وبصمة الحضارة العثمانية
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61352مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: البليدة الجزائرية : مدينة الورود وبصمة الحضارة العثمانية الخميس 8 سبتمبر 2011 - 16:26
مدينة الأبواب الخمسة </TD>
"البليدة الجزائرية".. مدينة الورود وبصمة الحضارة العثمانية
الجزائر - فتيحة زماموش: تعتبر مدينة البليدة الجزائرية قبلة المواطنين من كل حدب وصوب خصوصا في المناسبات الدينية ومناسبات الاعياد والاعراس لانها تعتبر قطبا تجاريا يحتل المرتبة الاولى مقارنة بمختلف الولايات الجزائرية.
وتشتهر البليدة التي تبعد 45 كيلومترا غربي العاصمة الجزائرية بأبوابها الخمسة التي اصبحت قبلة للزوار وتستقطب الالاف من السواح سنويا لما تحفظه من بصمات الدولة العثمانية وهي باب السبت وباب خويخة وباب الزاوية وباب الرحبة وباب دزاير.
وحول تسمية هذه المدينة بالبليدة قال الشيخ السعيد مران أحد المهتمين بتاريخ المدينة لوكالة الانباء الكويتية "كونا" أن اسمها يعد تصغيرا لكلمة بلدة وتم تأسيسها من طرف العثمانيين بعد تقسيم الجزائر الى ثلاثة أجزاء من طرف السلطان حسان باشا حيث كانت البليدة ضمن المقاطعة الوسط أو ما يسمى في تلك الفترة ب"بايلك التيطري في العام 1548.
وقال مران وهو من أقدم سكان المدينة ويقطن حي النخيل أقدم أحياء المدينة أن البليدة أصبحت مركزا تجاريا واداريا في وسط الجزائر حيث تقع بالقرب من العاصمة الجزائرية وأصبحت منذ اكثر من قرن ونصف القرن قبلة لسكان العاصمة الاصليين حيث استقروا فيها علاوة على سكان المدن المجاورة لها من بينها مدينة تيبازة غربا وبومرداس والبويرة شرقا والمدية وعين الدفلى جنوبا.
وفيما يتعلق بالابواب الخمسة المشهورة قال مران ان تاريخ هذه الابواب عريق جدا رغم اندثارها جميعا بينما حافظ السكان على تسمياتها العريقة في كل مكان يشهد عليها بتاريخها القديم موضحا أن السلطان أحمد باشا بنى سورا كبيرا به خمس أبواب تفتح في النهار وتغلق في العاشرة ليلا ولكن التسميات يتناقلها السكان منذ القدم.
وقال مران أن باب السبت سمي كذلك نسبة الى ازدهار التجارة يوم السبت حيث ينتهز التجار القادمين من الولايات المجاورة الفرصة لبيع بضاعتهم في هذا اليوم ويقتنون أغراض أخرى.
أما باب الخويخة فهي تسمية تصغير لكلمة خوخ لانتشار أشجار فاكهة الخوخ بينما باب دزاير فهو نسبة لانتشار سكان الجزائر العاصمة الذين يلقبون بالدزيريين وهم من سكان مدينة القصبة العتيقة في العاصمة الجزائرية واختاروا أحد أحياء البليدة ليسكنوا فيها أما باب الزاوية فهي نسبة لمقام الولي الصالح سيد أحمد الكبير والتي يطلق عليها الزاوية أو المقام بينما باب الرحبة وهو نسبة لمساحة واسعة تقام فيها الاحتفالات أو ما يسمى بالرحابة أو الرحبة في اللهجة الشعبية الجزائرية.
كما تعد البليدة من المدن الجزائرية الجميلة التي تحيط بها من الشمال جبال الأطلسي وسهول متيجة حيث تشتهر بمنتجاتها الزراعية والصناعة الغذائية محاطة بحقول القمح والشعير وحدائق الزيتون وأشجار اللوز والكروم والبرتقال والفواكه من العنب والتفاح والاجاص وانتاج أيضا مستخلصات الازهار.
كما تشتهر المدينة بمرتفعات الشريعة التي تكسوها الثلوج وتحتوي على مرافق التزلج خلال فصل الشتاء كما ان البليدة مدينة قريبة جدا من سواحل مدينة تيبازة الساحلية الساحرة واحتوائها على حمامات معدنية طبيعية أهمها حمام ملون وحمام ريغة وكذلك منطقة الشفة المحمية الطبيعية التي يتواجد بها القردة بكثرة ولاسيما من فصيلة "الشامبانزي " التي تستقطب السكان في فصل الصيف للاستمتاع بمناظرها الخلابة.
كما يشهد مسجد الكوثر الذي يعد أكبر مسجد في هذه المدينة على حضارة العثمانيين الذين مروا من هنا.
وعلاوة على كل ذلك فان البليدة تشتهر ايضا بانها عاصمة الورود والزهور والعطور في الجزائر علاوة على الرواج الكبير الذي تشهده التجارة فيها في مختلف أحياءها التي أصبحت رمزا للتبادل التجاري والأسواق المفتوحة على طول الشوارع العريقة التي تتوسط المدينة.
وكما تتميز المدينة العريقة بالصناعات التقليدية مثل تقطير ماء الورد والتطريز على القماش والنقش على النحاس لكن أشهرها على الاطلاق صناعة الحلويات التقليدية التي تعد بمثابة بطاقة تعريف مدينة الورود.
وعلى عكس مختلف المناطق الجزائرية تتميز العائلات البليدية بصناعة مختلف أصناف الحلويات في المناسبات كالأعياد والأعراس تعود تاريخها الى فترة الحكم العثماني مثل حلوى الشاراك وهي كلمة تركية تعني الهلال والقطايف وعش النمل ومقروط الكوشة المعسل والبقلاوة والدزيريات وسكندرانيات وقصبولة اللوز والجوز وهي من بين أشهر أنواع الحلويات الموروثة من فترة الاتراك."كونا" xtrx