بين مريم والصليب

بين مريم والصليب

- تأمل بمناسبة عيد الصليب -





لو تأملنا بمنظر الصليب على الجلجلة، لوجدنا مريم واقفة عند اقدام ربنا يسوع المصلوب، ولرأينا ان احد الجند ضربه بحربة "فخرج للوقت من جنبه دم وماء" (يو 19: 34) والشاهد على ذلك كان يوحنا الحبيب. فبين الصليب ومريم نشاهد هناك يسوع يعطي الولادة للكنيسة! والالم اذن ملزم لا محالة.

ان مريم ضحت بحياتها الزمنية ومستقبلها كفتاة وصبية وذلك بعدما ابلغها الملاك بارادة اللـه في حياتها، في سبيل رسالة الخلاص.

ويسوع ابنها ضحى بحياته وبذاته على الصليب من اجل رسالة الخلاص ايضا.

ان مريم ولدت "يسوع الطفل" في مغارة بيت لحم، وتمخضت آلام وأوجاع الولادة وهي وحيدة وغريبة خارج بيتها وبلا مأوى، امام مرأى مار يوسف البار.

ويسوع ولد "الكنيسة"من الصليب على جبل الجلجلة، وقد سلبت منه امه ورسله وبقي معلقا موحيدا على الصليب، امام مرأى مريم وبشهادة يوحنا الرسول!

لذا فتاريخ وجودنا وولادتنا الروحية وعماذنا وهويتنا وكينونتنا، كلها مسجلة عند الاب، منذ يوم ضحى المسيح بذاته على الصليب.

فالدم: هو دم الذبيحة والقربان ورمز للفداء.

والماء: هو ماء الاغتسال والطهارة والمعمودية التي بها نتعمذ كمسيحيين.

فيسوع ومريم كلاهما قدما لنا تضحية جليلة، كلاهما كانا شجاعان في تحمل مصاعب الزمان وتجاربه في اشكال وانواع شتى.

فهل نتعظ نحن اليوم ونتعلم منهما؟



الخوراسقف فيليكس الشابي