الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: الصليب طريق صلاة وتوبة: الثلاثاء 13 سبتمبر 2011 - 18:44
بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
بقلم: الأب انطونيوس مقار ابراهيم
الصليب طريق صلاة وتوبة: أظهرت لنا الحقيقةُ التاريخية أنّ الصليبَ هو قوّةُ الله التي وُهِبت لخلاصنا وهو أيضاً جوهر الإيمانِ المسيحيِّ القائمِ على العزِّ والافتخار والمجد لصليب الرب يسوع المسيح " أما أنا فأفتخر بصليب ربّي يسوع المسيح" من هنا صار الصليب ليس افتخارًا فحسب، بل أيضًا صلاةَ التأبينِ والتوبة ولا نعني بالشرّ الامنتاعَ عن الشرّ فقط إنّما كذلك إنما كذلك الأمر، قبول َ الصليب وحملَه واتّباعَ المسيح يقول القديس صفرونيوس : إذا تركنا الشرور كلَّها بدون الصليب لا نقترب خطوًة واحدًة من المسيح ، بل نتغرّب عنه في نسك وصوٍم وصلوات تزيد العجرفة، وتجعلُ سطوةَ الكبرياء أعظم ؛ لأننا لا نرى – في أثناءِ هذه الممارسات الأُمَميّة ( من الأُمم ) - خطايانا ، بل " بِرَّنا الذاتيّ " الذي يحجبُ عنّا خفايا القلب. بل إنّنا، نصير أمواتًا من دون أن نرى، تحت ستار التقوى الكاذبة من صوٍم وصلاة، أنّنا نصير أمواتاً بالذنوب والخطايا ".
أمّا طريقُ التوبةِ فيبدأ عند مرحلة الصفح عن الأعداء والمسيئين إلينا والصلاةِ من أجلهم كقول الرب يسوع المسيح في عظته على الجبل "صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم وباركوا لاعِنيكم ". ليس هذا موقفًا سهلاً، فممارسته تصعب علينا جميعًا. ولكن، إن نظرنا الى ما علّمنا إيّاه الربّ يسوع في الصلاة الربّانية " أنِ اغفرْ لنا كما نحن نغفر... ، فعندما نطلب مغفرة ذنوبنا لا بدّ لنا من أن نغفر نحن للمسيئين إلينا، فيظه المقباس الثاني الذي علّمنا إياه المسيح وهو " أنّنا إذا لم نغفرْ للناس زلاّتِهم، لا يغفر لنا الآب السماوي زلاتِنا ". إذا،ً نبذُ الكراهيةِ والحقدِ والعنف ِوالإبتعاد عنهم طريقٌ الى المسامحةِ والمصالحةِ وجَعْلِ صلاتَنا مقبولةً لدىّ الله حيث نصير قادرين بقوة الصليب المحيي على مواجهة التجاربٍ والمحنِ والصعاب وتنقية الذات بالكامل والتطهير وطلب الروح القدس الذي يقودنا حقيقةً الى درب الصليب دربُ الصلاةِ ودربُ التوبةِ، دربُ الرجاءِ ودرب السلام، دربُ الثقةِ ودربُ النور الذي يمنحنا الحياة والعيش بموجب كلمة الله الحيّة والفاعلة في أنبيائه وقدّيسيه. فيسوع المصلوب قد مات على الصليب ودفن في القبر كحبة الحنطة التي طوتها الأرضُ وماتت وأعطت ثمارًا كثيرة. يسوع المصلوب والقائم أعطانا فيه الحياة " "قوة الحياة فينا لكي نقبل الحقّ الذي في كلمة الله .