"نانو" تفقد لقب "أرخص سيارة في العالم" بعد ترصيعها بـ80 كيلوغراماً من الذهب

دبي - حازم علي
تخلت سيارة "نانو" الهندية عن لقب "الأرخص في العالم" بدخولها السباق نحو لقب أغلى سيارات العالم، بعد أن أضافت إليها الشركة المصنعة "تاتا موتورز" زينة من الذهب والفضة ليبلغ ثمنها 4.68 ملايين دولار.

فقد كشفت "تاتا" عن طراز "غولد بلاس نانو" وهو بمثابة تحفة فريدة مغطاة بـ80 كيلوغراماً من الذهب عيار 22 قيراطاً، و15 كيلوغراماً من الفضة و10 آلاف قطعة من الأحجار الكريمة. وتحولت السيارة التي تم تسويقها بأنها "سيارة كل إنسان على وجه الأرض" إلى عربة ذهبية تسلط الضوء على التناقضات الكامنة في واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، حيث يعيش ذوو الثراء الفاحش بالقرب من أفقر البشر في العالم.

ويبلغ سعر السيارة الأصلية العادية 3 آلاف دولار، وهو سعر متواضع نسبيا. لكن بعد أن رصعت بالمجوهرات فإن سعرها يتجاوز 4.68 ملايين دولار.

وتأتي خطوة "تاتا" في ظل هبوط مبيعاتها من "نانا"، حيث باعت في أغسطس/آب 1202 سيارة، بانخفاض 88% عن مبيعات أبريل/نيسان، والتي بلغت 10012 وحدة، مما أبعدها كثيرا عن ذروة مبيعاتها التي بلغت عند الإطلاق حوالي 100 ألف سيارة في 2008.

وقال العضو المنتدب لشركة "أي أتس أس" للسيارات ديبش راثور، في تصريحات نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز"، إن المبيعات تكون مجدية عندما تتراوح بين 15 و20 ألف سيارة شهريا، وهذا الرقم لم يسجل منذ فترة طويلة.

وخلال حفل الإطلاق، وصف رئيس "تاتا" راتان تاتا السيارة بأنها "بمثابة عربة ذهبية لإمبراطور من القرن الرابع تجرها 35 خيلا".

وكشف عن خطط لمكافحة انخفاض المبيعات عبر فتح وكلات حصرية لسيارات "نانو" في جميع المناطق الريفية بالهند، وهو السوق المفترض للسيارة، لكنه أقرّ بأن تكاليف التشغيل تمنع العديد من أصحاب المشاريع بالحصول على وكالات للشركة.

وأضاف أن القدرة الشرائية لسكان البلدات الصغيرة تتيح لهم شراء سيارة جديدة يتراوح سعرها بين 3100 و4100 دولار، وبهذا السعر حاليا يشترون سيارات مستعملة بحالة جيدة.

ولفت راثور إلى أن الهندي متوسط الدخل يشعر بشيء من الخجل بكونه صاحب "أرخص سيارة في العالم"، لكن عند رؤيته سيارة "تاتا" الذهبية الجديدة فسيشعر بشيء من الفخر.

ويلقي المحللون اللوم على افتقار "نانو" لمعايير السلامة لتبرير انخفاض المبيعات. وتم تسجيل عدة حوادث اشتعال للسيارة بصورة تلقائية، الأمر الذي دفع شركة "تاتا" لتقديم ضمانات إضافية لعملائها الحاليين البالغ عددهم 70 ألف شخص. فهؤلاء البعيدون كل البعد عن اقتناء السيارة الذهبية كل طموحهم أن يحظوا بخدمة صيانة "ذهبية" تجعل تنقلهم أكثر سهولة وأقل كلفة.