عجائب الإنجيل لها سبب ولها غايتان. أما السبب فحنان يسوع. هو يرعى المرضى ليشفيهم فيستدل ان ملكوت الله عافية وان الموت يزول فيه. الغاية التي يقصدها السيد هي الشفاء وليست انه أراد ان يقنع اليهود انه مسيح الله. ولكن هناك غاية أبقى وهو ان يبقى لنا السرد الإنجيلي اي ان الغاية هي الكتاب، ما يبقى فيه لأجلنا.
أعمى يستعطـي. كل عميان الشرق الفقـير يستعطـون إذ لم يكــونـوا قادرين آنذاك على مهنـة. يسمـع الجماهير تجتـاز في هـذه المدينـة الهامـة، أريحــا ملتحـقـة بالمعلـم وفي هذه المسيـرة وجـد يسوع زكا العشار متسلقا الجميـزة. هذا كان أيضا أعمــى من نـوع آخـر.
هذا الضرير كان قد سمع عن السيد أشياء كثيرة. ما كان يهمّه منها انه صانع معجزات فقال: "يا يسوع ابن داود ارحمني". كان يعرف اذًا ان يسوع هو المسيح وكان التعبير عن الرحمة هو الشفاء من المرض. زكا سيعرف رحمة أعمق وهي التوبة.
يلحّ الكفيف على الاستشفاء. ربما كان بصيرًا في ما مضى وافتقد الآن جمال العالم وإلفة الوجوه. الذين كانوا في مقدمة المسيرة زجروه لئلا يزعج المعلّم حسبما ظنّوا. احيانا كثيرة يعترض ناس بيننا وبين المسيح. لم يهتم يسوع لمرافقيه. الآن أصبح الأعمى اهم منهم جميعًا. "أمر يسوع ان يقدّم اليه".. كل الحياة في ان تقدّم نفسك الى يسوع طائعًا، بسيطًا، بلا شروط، مرميًا عليه.
يقيم معه المسيح حوارًا. لم يرد المخلّص أن يقوم بأي عمل آليًا. يريد المحتاج الى توبة او شفاء، شريكًا له فسأله الرب: "ماذا تريد أن أصنع لك؟". كان الرب يعرف حاجة هذا الانسان ولكنه أراد الحوار معه. ما حاجته الا للبصر. توّا يقول الرب المبار ك: أبصر.
يأمر يسوع الطبيعة فتطيعه. كان يعرف انها تطيعه. أجل يسوع كان الشافي ولكنه يقول: إيمانك قد خلّصك. والإيمان حركة الانسان الى الله بنعمة الله. اي ان الله ونحن ننتج الإيمان.
يسوع يمر ليس فقط بأريحا ولكن بكل قلب ينتظره ولا ينتظره أحيانًا. هو يقرع على باب كياننا الداخلي ويجعلنا نحس. هو الذي ينشئ فينا قلبًا.
شرط لقائنا بيسوع ان نؤمن انه قدير على كل شيء، قدير على محو ماضينا السيء وعدم شعورنا بالخطيئة. والاهتداء الى الرب أصعب من أن ينال الكفيف نورًا في عينيه، أصعب من نقل الجبال. نقضي الحياة ونحتاج الى تطهر أعظم وأفعل.
واذا نحن عدنا الى الله يسبح الناس الله بسبب هدايتنا اي ان اهتداءنا يمكن أن يصبح سببًا لاهتداء كثيرين. وهكذا تنشأ الكنيسة من تكاثر المهتدين من أعضائها. غير ان االله هو الهادي. "وبنورك نعاين النور". نحن مع انتظارنا النعمة قادرون على تحريك قلبنا بصلاة تفتت جموده وتجعله يتقبل قلب السيد فيه فيصير المؤمن مع يسوع هكذا قلبًا واحد.
المصدر: صوت المسيح
27 ـ 09 ـ 2011
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :