هل علمانية الدولة تعني أن على الكنيسة أن تسكت ؟ أوليس قتل الروح والحب جريمة علمانية وبامتياز؟.
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7038مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: هل علمانية الدولة تعني أن على الكنيسة أن تسكت ؟ أوليس قتل الروح والحب جريمة علمانية وبامتياز؟. السبت 1 أكتوبر 2011 - 8:48
هل علمانية الدولة تعني أن على الكنيسة أن تسكت ؟ أوليس قتل الروح والحب جريمة علمانية وبامتياز؟.
جواب السؤال الأول : إنهُ لسؤال شائك، صعب على التأريخ الإجابة عليه... ولكن الأحداث الآنية من سياسة واقتصاد هي الوحيدة التي قد تضطرّ الكنيسة للتدُخل بكُلِ ثِقلها لتُعلن الحُرية للشعوب . وأوربا التي تُنكرُ اليوم دورَ الكنيسة .. قد تناست ( وللأسف ) دورها المُثقِِِف لشعوبها البربرية التي لولا الكنيسة لما أصبحت أوربا إنّ التأريخ (ومع الأسف) عزيزي القارئ هو اكبرُ علمٍ قابلٍ للتزوير... فالتزوير كان كبيراً في تهميش دور الكنيسة ... التي لولاها _ لما بُنيت أول مستشفى في العالم أو مدرسة... ولولاها لما توقف الغزو البربري لأوربا ولما تأسست قواعد حقوق الإنسان المُعتمدة على الإنجيل تماماً . والى اليوم وباعتراف الأمم المتحدة ... هُناك أكثر من مائتين وسبعين مؤسسة مسيحية تعمل في الإغاثة بكل أنحاء العالم أي ما يُقارب 86% من المؤسسات العاملة من اجل الخير والمُساعدة في العالم (فأين الإنصاف إذا ؟ ).
واليوم إن فتحت كُتب التأريخ في كندا وأمريكا.. فلن تجد سوى المساوئ بحق الكنيسة (محاكم التفتيش ) وكيف أن الكنيسة قامت بقتل العالم كاليلو (العالم الرياضي ) رغم أنها لم تقتلهُ ! . أما الكُتب العربية... فلن تجد فيها سوى الحرب الصليبية الوحيدة والتي انتصر فيها القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي... المُضحك في الأمر ... أن الحروب الصليبية كانت ثمانية، خسرَ العرب فيها سبعة حروب ولم ينتصروا إلا في واحدة، ولكنهم حذفوا السبعة وابقوا الواحدة...( فعلاً التأريخ اكبر علم قابل للتزوير). إن لم تكُن الكنيسة ؟ فمن الذي اسقطَ العبودية وصرخ من اجل العدالة في العالم ؟ من الذي حررّ الشعوب من نير الأنظمة الاشتراكية ؟ من الذي قضى على الأمراض ؟ من الذي وجه الأم تريزا والمئات من القديسين نحو الحُب الغير المشروط والأخذ بيد الفقراء من اجل العدالة الاجتماعية ليصبحوا مناراً فيما بعد لمؤسسات المجتمع المدني ! ومن الذي أحيا اللغة العربية بقواعدها وأدبها ... الخ !.
وإن يقف علمانيو مُجتمعاتنا المُتحضرة اليوم... ليعلنوا وبكل ثقة أنهم أصحاب هذا التطور ( فهذا هو التزوير بعينه ) .ودُعاة أن تسكت الكنيسة عن الظُلم الاجتماعي بحجة أنها مؤسسة روحية .. هو رأي مغلوط بشكل كبير . فأنا احترم هذا الرأي ولكن شرط أن يكون هناك ( في الجهة الأخرى ) مؤسسات حقيقية تعتني بالإنسان ! فمؤسسات اليوم بدأت تشرع القتل الرحيم وصولاً إلى الإجهاض ومن ثم الاستنساخ البشري ( وما خفي كان أعظم ). جواب السؤال الثاني : إن العلمانية وبتعريفها في قاموس الفلسفة وعلم الاجتماع ، تعتبر المكان الذي يخص العالم المادي أي المكان الذي يُطرد الروح منه . وقبول العالم للمادية العلمانية وانفتاحه بهذا الشكل اللامعقول .. هو رد فعل طبيعي ضد سيطرة التيار الديني ( المؤذي والمُقيِد ) والذي استمر لما يقارب الثمانية عشر قرنا . وهكذا .. وتحت مظلة العلمانية الصفراء ( لون الصحراء والانعزال ) طُرد الحب والعشق والخيال . فالكل يركض وراء العمل وتحصيل الأموال فقط لإشباع أحلامنا التائهة . للعلمانية خصالها الحميدة كالتعايش في سلام تحت نظامٍ سياسي معتدل و ديمقراطي . وهذا دليل جازم على أن العلمانية هي رائعة كنظامٍ اجتماعي وسياسي فقط . ولكن أن تتحول العلمانية إلى نظام حياتي وعلائقي .. فهذه السخافة بعينها . فما روجّت عنه هوليود ولحوالي الستين سنة حول جمال العلمانية كنمطٍ علائقي ( تستعمل في العلاقة بين البشر ) هو كذب وشيء من محض الخيال .
فلا تستطيع العلمانية ان تضحي أو أن تُحب أو أن تعطي ...ولأنك علماني فلن تبحث سوى عن ذاتك وأنانيتك ... العلمانية عزيزي القارئ قد تكون طريقة للتكفير ولكنها ليست منبعا للحب ... قد تكون وسيلة للعيش ولكنها ليست مجرى للعطاء . ودعاة العلمانية اليوم .. فهم الأناس الذين فشلوا في الحب والعطاء في هذا العالم لذا تراهم يعيشون لذاتهم الوحيدة الغريبة . فالمجتمع الأمريكي لوحده فيه أكثر من 164 مليون شخص بالغ بدون زواج .. نعم إنها علمانيتهم فاحذروها .
الأب سرمد يوسف باليوس عن موقع عينكاوا كوم
هل علمانية الدولة تعني أن على الكنيسة أن تسكت ؟ أوليس قتل الروح والحب جريمة علمانية وبامتياز؟.