*** اليسار , الديمقراطية , العلمانية والتمدّن في العراق ***
كاتب الموضوع
رسالة
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: *** اليسار , الديمقراطية , العلمانية والتمدّن في العراق *** السبت 15 أكتوبر 2011 - 0:00
خالد عيسى طه ...............
الحوار المتمدن المحور : اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لانريد ان نتعمق في مسافة وجوب قراءة التاريخ العراقي بل نحدد قراءتنا بألتاريخ المعاصر .
العراق كان ولاية من ولايات الدولة العثمانية وكان العثمانيون قساة بغاة يكرهون كل شيء غير تركي بما فيهم نحن العرب المساكين .. وكانوا يحتلوننا ليس بالارهاب فقط بل تحت ذريعة الدين والقرآن والسنة الشريفة وعلى اعتبار ان السلطان هو حامي حمة الدين الاسلامي الحنيفي .. وهكذا بقوا محتلين خمسة قرون (خمسمائة سنة ) نشفوا ثرواتنا ومصادر عيشنا .. ارسلوا اولادنا للحرب في ابقاء العثمانية بتوسعها حتى نجد ان بعض العراقيين حارب في القفقاز من اجل المصالح التركية .. هكذا استمرت الحياة وحتى كانت الولايات العراقية العائدة للسلطنة العثمانية وهي بغداد والموصل والبصرة تزداد هزالا وتقل نفوسا واصبح الجميع عبيدا لبقاء العنصر التركي .
ثم ..
جاء جيش الحلفاء ليقنع الملك حسين بأن عليه ان يجعل الامة العربية تنتفض على ظلم العثمانيين واغدقوا له فيما اذا حارب الوعود .. والوعود فدخل العرب ومنهم العراقيين في حرب ضد الاحتلال التركي وشهدت ساحات المعارك الضارية في جنوب العراق الكثير من البطولات التي حققها ابناء العراق .. وهكذا اضطر العثمانيون للانسحاب بعد سقوط جيشهم الكبير في معركة حصار لكوت . وجاء دور بناء الدولة على يد مؤسسها المغفور له فيصل الاول .. وكان الملك فيصل ذكيا بألفطرة وفق بين مصالح العراق وطمع الجيش الانكليزي المحتل .. وبهذه السياسة المرنة استطاع ان يبني عراق حديث في قضاءه ومناطق ادارته وتعليمه وجيشه وكل المتطلبات حتى وصل بألحالة الى قبول العراق في عصبة الامم وهي تساوي هيئة الامم المتحدة اليوم.
بماذا .. اتسمت هذه المرحلة من ظواهرالسياسة
برأينا ان العراق اتسم في هذه المرحلة بصفات علينا ان ندرجها مع التحليل المختصر:
اولا: اتصف العراقيون بجرأتهم على مقارعة الاستعمار وجرأتهم في قتاله رغم اختلال التوازن العسكري .
ثانيا: اتصف العراقيون على الوحدة السياسية في هذه المرحلة فكلهم كان هدفهم انهاء الاحتلال التركي بألتعاون مع البريطانيين ثم وبعد ان كشفوا ان الاحتلال البريطاني لايقل طمعا عن سابقه وتكاتف الكل في محاربة الاستعمار البريطاني وليس هناك شاهدا على ذراوة المعارك وبئس العراق في القتال مثل معارك الرارنجية والعارضية وسوق الشيوخ وغيرها ملا القائد البريطاني فأذعن لتقديم المعاهدة الاولى بينه وبين الملك فيصل وهكذا نجح فيصل في مرونته ودرايته السياسية .
ثالثا: اجمع العراقيون ان قوتهم في وحدتهم فلا سني ولا شيعي ولا مسيحي ولا مسلم.. الكل اخوة يأكلون في ماعون واحد وعلى سفرة خير العراق ونعمه ويشربون من نهري الخير دجلة والفرات .. نراهم في الملمات رجل واحد .. يد واحدة .. عقل واحد يعالجون مايلم بهم من مخاطر وخطوب .
مثل هذا الشعب ومن يقرأ تاريخه لايستطيع ان يبصر مستقبلا للعراق بغير هذا المنظار .. هذا الشعب الذي تغلب على الاحتلال سابقا يستطيع ان يتغلب على الاحتلال لاحقا .. هذا الشعب الذي لم يستطع الاستعمار تفرقة ابناءه مذهبيا او عنصريا او دينيا .. هو ذلك الشعب واحفاد نفس رجاله لخوض المعركة والنجاح بها ولسوف يعلم المتصيدين في الماء العكر كم هي قوة هذا الشعب وعراقة شكيمته .
وكل غدٍ لناظره قريـــــب ! >> منقول >>
14 ـ 10 ـ 2011
*** اليسار , الديمقراطية , العلمانية والتمدّن في العراق ***