أنجلة يسوع ـ يسوع الناصري ووسائل الاتصال الحديثة 1
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7042مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: أنجلة يسوع ـ يسوع الناصري ووسائل الاتصال الحديثة 1 الخميس 10 نوفمبر 2011 - 20:57
<H1>أنجلة يسوع
أنجلة يسوع
يسوع الناصري ووسائل الاتصال الحديثة (1)
<p> بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 7 نوفمبر 2011 (Zenit.org). – هناك مهمة طارئة تترتب على عاتق المسيحيين رغم أنها قد تبدو غريبة للوهلة الأولى وهي: "أنجلة يسوع"، أي "تقديم وجوده الملموس ورسالته كما نقلها الرسل والجماعات المسيحية الأولى"[1]. فغالبًا ما يمر "يسوعنا" في غربال الأفكار الخاطئة التي تطبع بالعمق نظرتنا نحو الناصري.
في هذه الحالة، يستطيع البحث التاريخي-اللاهوتي الذي يعرف باسم "البحث عن حياة يسوع" (Leben-Jesu-Forschung) - أي البحث عن الدلائل التاريخية التي تعطي فكرة أكثر وضوحًا عن هوية يسوع، مواقفه، تصرفاته... – يستطيع أن يشكل واقعًا أعمق من النظر بِشك إلى مكنونات الأسفار المقدسة. فبحث من هذا النوع يمكن فهمه وعيشه كضرورة حب وإيمان. بفضل الوقفة الصادقة أمام المعطيات التاريخية، من الممكن التقرب أكثر من يسوع في الأناجيل وتطهير صورته المطبوعة في فكرنا ومخيلتنا مما لا يعود البتة إليه.
إن مقاربة من هذا النوع ليسوع التاريخي، ليست مجرد عمل أكاديمي جاف وممل. فهي تستطيع أن تضحي ذات غنى رعوي وروحي كبير. فكثير من الأشخاص يرفضون قبول يسوع في حياتهم لأنه يشكل بالنسبة لهم شخصًا خرافيًا، بعيدًا عن الحقيقة، لا يستطيعون أن يدركوا جاذبيته وعبقريته. لقد أدرك هذا الأمر منذ أكثر من قرن الطوباوي جون هنري نيومان عندما كتب في "مذكراته الفلسفية": "قد يبدو تصوير ربنا في الأناجيل بالنسبة للبعض غير واقعي وغير حقيقي، بعيد عن قدرتهم على تكوين صورة عنه، لأنه يختلف عن كل ما يلتقون به في حياتهم"[2]. هذه الصورة المشوهة تستطيع أن تضحي دافعًا للانغلاق على الإيمان، لأن القلب يجد نفسه معوقًا في انفتاحه على الرب وعلى اللقاء به.
لهذا السبب دعا البابا بندكتس السادس عشر المكرسين في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية في عام 2010 إلى "تمهيد السبيل للقاءات متجددة" مع المسيح، ودعا بشكل خاص العاملين في حقل الاتصالات الاجتماعية إلى ضمان "نوعية التواصل الإنساني والانتباه إلى الأشخاص وإلى حاجاتهم الروحية؛ وإلى تقديم العلامات الضرورية للتعرف على الرب إلى الأشخاص الذين يعيشون في هذا العصر التكنولوجي".
إذا ما نظرنا مليًا إلى ما يقوله الأب الأقدس، نجد دعوتين هامتين: الأولى هي دعوة لتهيئة درب اللقاء بالرب، إلى القيام بدور "يوحنا المعمدان" الذي يهيئ سبل الرب؛ الثانية هي دعوة متجددة إلى الكنيسة بشكل عام، وإلى المكرسين بشكل خاص، لكي يكونوا مبشرين "بحق وجود الله" في عصر الانترنت والتطور التكنولوجي.
إن موضوع الرسالة التي استشهدنا بها كان: "الكاهن ورعويات العالم الرقمي: وسائل الاتصال الحديثة في خدمة الكلمة". وقد اندرجت تلك الرسالة التي وجهها الأب الأقدس بشكل خاص إلى الكهنة في إطار السنة الكهنوتية لكي يغنيها ببعد لم يعد خياريًا بل ضرورة. فحضور "رجال الله" في عالم وسائل الاتصال الحديثة بات ضروريًا، بحسب الأب الأقدس، لتهيئة الدرب للرب، "لكي يستطيع أن يسير في دروب المدن ويتوقف على أبواب البيوت والقلوب ويقول من جديد: ’هاءنذا واقف على البابا أقرع، إذا سمع أحد صوتي وفتح البابا، أدخل عنده، آكل معه وهو معي‘ (رؤ 3/ 20)".
نص البابا هذا دفعنا إلى التساؤل: لو تجسد يسوع المسيح في عصرنا، هل كان ليستعمل وسائل الاتصال الحديثة لنشر ملكوت الله؟ - قد يبدو السؤال "ولاديًا"، ولكن إذا قمنا بطرحه من منطلق رعوي ولاهوتي معمق، فسيكون الجواب نافعًا لتوجيه عمل الرعاة الرسولي، وعمل اللاهوتيين التحليلي، إذ سيمكننا من التعمق في فهم "عبقرية يسوع التواصلية". كما وسيمكننا الجواب من التعمق في فهم بعد مظاهر التواصل الذكية التي عاشتها الكنيسة على مدى التاريخ. وسيعطينا أفكارًا ووسائل غنية لتبشير متجدد بالإنجيل.
<p>
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 7 نوفمبر 2011 (Zenit.org). – هناك مهمة طارئة تترتب على عاتق المسيحيين رغم أنها قد تبدو غريبة للوهلة الأولى وهي: "أنجلة يسوع"، أي "تقديم وجوده الملموس ورسالته كما نقلها الرسل والجماعات المسيحية الأولى"[1]. فغالبًا ما يمر "يسوعنا" في غربال الأفكار الخاطئة التي تطبع بالعمق نظرتنا نحو الناصري.
في هذه الحالة، يستطيع البحث التاريخي-اللاهوتي الذي يعرف باسم "البحث عن حياة يسوع" (Leben-Jesu-Forschung) - أي البحث عن الدلائل التاريخية التي تعطي فكرة أكثر وضوحًا عن هوية يسوع، مواقفه، تصرفاته... – يستطيع أن يشكل واقعًا أعمق من النظر بِشك إلى مكنونات الأسفار المقدسة. فبحث من هذا النوع يمكن فهمه وعيشه كضرورة حب وإيمان. بفضل الوقفة الصادقة أمام المعطيات التاريخية، من الممكن التقرب أكثر من يسوع في الأناجيل وتطهير صورته المطبوعة في فكرنا ومخيلتنا مما لا يعود البتة إليه.
إن مقاربة من هذا النوع ليسوع التاريخي، ليست مجرد عمل أكاديمي جاف وممل. فهي تستطيع أن تضحي ذات غنى رعوي وروحي كبير. فكثير من الأشخاص يرفضون قبول يسوع في حياتهم لأنه يشكل بالنسبة لهم شخصًا خرافيًا، بعيدًا عن الحقيقة، لا يستطيعون أن يدركوا جاذبيته وعبقريته. لقد أدرك هذا الأمر منذ أكثر من قرن الطوباوي جون هنري نيومان عندما كتب في "مذكراته الفلسفية": "قد يبدو تصوير ربنا في الأناجيل بالنسبة للبعض غير واقعي وغير حقيقي، بعيد عن قدرتهم على تكوين صورة عنه، لأنه يختلف عن كل ما يلتقون به في حياتهم"[2]. هذه الصورة المشوهة تستطيع أن تضحي دافعًا للانغلاق على الإيمان، لأن القلب يجد نفسه معوقًا في انفتاحه على الرب وعلى اللقاء به.
لهذا السبب دعا البابا بندكتس السادس عشر المكرسين في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية في عام 2010 إلى "تمهيد السبيل للقاءات متجددة" مع المسيح، ودعا بشكل خاص العاملين في حقل الاتصالات الاجتماعية إلى ضمان "نوعية التواصل الإنساني والانتباه إلى الأشخاص وإلى حاجاتهم الروحية؛ وإلى تقديم العلامات الضرورية للتعرف على الرب إلى الأشخاص الذين يعيشون في هذا العصر التكنولوجي".
إذا ما نظرنا مليًا إلى ما يقوله الأب الأقدس، نجد دعوتين هامتين: الأولى هي دعوة لتهيئة درب اللقاء بالرب، إلى القيام بدور "يوحنا المعمدان" الذي يهيئ سبل الرب؛ الثانية هي دعوة متجددة إلى الكنيسة بشكل عام، وإلى المكرسين بشكل خاص، لكي يكونوا مبشرين "بحق وجود الله" في عصر الانترنت والتطور التكنولوجي.
إن موضوع الرسالة التي استشهدنا بها كان: "الكاهن ورعويات العالم الرقمي: وسائل الاتصال الحديثة في خدمة الكلمة". وقد اندرجت تلك الرسالة التي وجهها الأب الأقدس بشكل خاص إلى الكهنة في إطار السنة الكهنوتية لكي يغنيها ببعد لم يعد خياريًا بل ضرورة. فحضور "رجال الله" في عالم وسائل الاتصال الحديثة بات ضروريًا، بحسب الأب الأقدس، لتهيئة الدرب للرب، "لكي يستطيع أن يسير في دروب المدن ويتوقف على أبواب البيوت والقلوب ويقول من جديد: ’هاءنذا واقف على البابا أقرع، إذا سمع أحد صوتي وفتح البابا، أدخل عنده، آكل معه وهو معي‘ (رؤ 3/ 20)".
نص البابا هذا دفعنا إلى التساؤل: لو تجسد يسوع المسيح في عصرنا، هل كان ليستعمل وسائل الاتصال الحديثة لنشر ملكوت الله؟ - قد يبدو السؤال "ولاديًا"، ولكن إذا قمنا بطرحه من منطلق رعوي ولاهوتي معمق، فسيكون الجواب نافعًا لتوجيه عمل الرعاة الرسولي، وعمل اللاهوتيين التحليلي، إذ سيمكننا من التعمق في فهم "عبقرية يسوع التواصلية". كما وسيمكننا الجواب من التعمق في فهم بعد مظاهر التواصل الذكية التي عاشتها الكنيسة على مدى التاريخ. وسيعطينا أفكارًا ووسائل غنية لتبشير متجدد بالإنجيل.
</H1>
أنجلة يسوع ـ يسوع الناصري ووسائل الاتصال الحديثة 1