قبل أيام سمعنا من الفضائيات رقود السيد المالكي في مستشفى مدينة الطب بسبب وعكة صحية وهو القريب جدا من المستشفيات الأميركية .
بعدها قالوا أن رصاصة أصيب بها المالكي وهو في المنطقة المحصنة نقل على أثرها إلى مستشفى عراقية ،
ثم قالوا أن المالكي أصيب بإغماء من جراء توبيخ علني من قبل السفير الأميركي بسبب التزوير في الانتخابات وإبلاغ المالكي بأنه ليس رجل المرحلة القادمة وعودة المالكي لمنصب رئيس الوزراء هو خط احمر أميركي .
ثم قالوا أن المالكي قد تعرض في وقت سابق لحالة تسمم مقصودة ولحد الآن يعاني من هذه الحالة وبين الفترة والأخرى ينقل إلى المستشفى لتلقي العلاج .
وقالوا أيضا أن المالكي كان يشكو من وجود حصى في الكلى ولكن انشغاله بالانتخابات جعلته يتأخر في إجراء اللازم .
ثم قالوا أن السيد المالكي قد أجرى عملية بسبب إصابته بفطر شرجي وهي حالة تحتاج لإجراء عملية بسبب الألم المصاحب لها .
لكن أيهما اقرب للمنطق .
دعونا نناقش الأقرب
الحلقة المفقودة في هذه الافتراضات هي حلقة ذهاب المالكي إلى مستشفى عراقية وكلنا يعلم بالإمكانيات الضعيفة لمشافي العراق .
لنعود إلى اقرب افتراض من هذه الحلقة وهو افتراض أن السيد المالكي قد تعرض فعلا لمحاولة اغتيال وأصيب من جراءها برصاصة في ساقه .
المنطق يقول لو كان الفاعل من حمايته لماذا تكون هذه الرصاصة قد استقرت في الساق بدلا من المكان الأفضل وهو الرأس .
المنطق يقول لو كان الفاعل عراقي ومن غير حماية المالكي لكان اختياره لمكان استقرار الرصاصة لا يعدو منطقة الرأس والصدر ، وهذه بحقيقتها تفيد المالكي في دعم ترشيحه إعلاميا .
الافتراض الصحيح أن المالكي قد تعرض لإطلاقه من سلاح أميركي وعن بعد وعلى أثرها فضل المالكي أن يرقد بمستشفى عراقية لأنه لا يثق أن يرقد في مستشفى أميركية لأنه يعلم أن الفاعل هو أميركي وربما تذكر المالكي حينها أو احد أفراد حمايته الأفلام الأميركية وكيف يتم اغتيال المطلوب داخل المستشفى بحقنه مادة تساعد على سرعة الموت دون اكتشافها في تشريح الجثث .
يعلم المالكي جيدا أن فترة بقاءه على خشبة المسرح السياسي قد انتهت وحان دور ممثل آخر قد تم الاتفاق عليه في أروقة البيت الأبيض ، ولكن السيد المالكي لحد الآن لا يعتقد بهذه الفكرة متناسيا أن الرئيس الأميركي الآن هو اوباما وليس بوش الابن .
بقي أن نسال ما هو السر في إطلاق رصاصة غير قاتلة من سلاح أميركي ؟
الجواب واضح لا يحتاج إلى فتاح فال أو منجم أو محلل ، فالبيت الأبيض يرى ضرورة تغيير المالكي والمالكي يراهن على الحصان الإيراني وبقايا أتباع بوش الابن .
لكن لحد الآن لم يناقش احدنا مسألة إصابة المالكي برصاصة إيرانية بسبب خروج المالكي من الخط الإيراني وانتقاله للخط الأميركي ومحاربته للائتلاف الوطني المدعوم سرا وعلنا من إيران .
لماذا لا نعتبر هذه الرصاصة أطلقت من عملاء إيران في المنطقة الخضراء وغايتها هو التحذير العلني من ضرورة رجوع المالكي للحضيرة الإيرانية وقبوله بالتعليمات التي تأتي من السفير الإيراني ( ضابط مخابرات إيراني ) وهو المسؤول الأول عن ملف العراق في دوائر المخابرات الإيرانية .
كل الاحتمالات قائمة وكل شي جائز في عالم السياسة وما يصلنا إلا شذرات واحتمالية إصابة المالكي برصاص إيراني أكثر احتمالا من أصابته برصاص أميركي لان أميركا قادرة على قلب الطاولة في أي وقت تشاء ولكن إيران موقفها في العراق ليس بقوة موقف أميركا ولو دوليا فالمحتل هو أميركي وهو المسؤول الأول عن مجريات الأمور في العراق ، أما إيران فهي محتل خفي يحرك خيوط اللعبة بواسطة عملاءه المنتشرون في دوائر الدولة ولكن أميركا تستطيع أن تحرك الكل سواء كانوا عملاء لإيران أو عملاء لغيرها وبهذه الحالة موقف أميركا هو الأقوى ولكن ليس في استطاعة أميركا أن تحمي أي نزيل في المنطقة الخضراء إن رغبت إيران في اغتياله أو تحذيره وهذا ما جرى فعلا للمالكي .
د. فواز الفواز
عمان
الرصاصة التي اخترقت ساق المالكي هل هي إيرانية أم أميركية ؟