دعوني ارحل عن وطني
فلم يبقى لي فيه موطئ قدم
فقد باتَ يُحكم بمسدّس كاتم الصّوت !
فقد سقطت فيه الأقنعة المزيّفة ..
وظهر الباطل يستعرض عضلاتهِ !
القويّـــــــة !
والحق منزوي .. ساكتاً في
زاويـــة !
فالأمّي( صاحب الواسطة ) في عراقنا بات من
خريجي الجامعات .. مسؤولاً !
وأصحاب الشّهادات الجامعيّـة
اصبحـوا بيّاعي الحمّص والباجلاّء !
في الشّوارع والأماكـــــــــــن
الشّـعبيّة !
هل هذا وطـنٌ ؟
يحكمــهُ طغاة .. قد فقدوا
كلّ القيم والمبادئ ..
وباتوا فاقديــنَ للذّمـة والضّمير !
وكأنّهُـم .. لم يرضعوا حليب الأمّ
العراقيّــــــة !
وطني اصبح مجرد دكاكيـــن ..
لبيع الشّهادات المزورة ..
من اجل الحصول على المناصــــب ..
وتحولّت الوزارات الى
اســــواق كبيرة لغسل الأموال
العراقيّــــــــــة !
وكثر السّماسـرة ..
لتحويل اموال العراق للبنـوك
الأجنبيّـة !
يكذب الّذين يدّعون انهم يخدمون الوطـن ..
بل جاؤوا من اجل سلهب ونهب
الثـروة الوطنيّـــة !
والجلوس على الكراسي المدوّرة ..
اغرت تلكَ الكراسي اولاد الشّوارع من البلطجية ..
والحراميّـة !
وحاجب الوزارة .. يوزّع كؤوس الشّاي
بسخاء على زوّار الوزيـر ..
وكأنّنـا في مجلس السّـلطان !
ولســنا في دوائر
حكوميّـــة !
والفقير يئـن من الجوع ..
يهرول من الصّبـاحِ حتى المساء ..
وراء لقمـة العيش ..
ووراء الكواليس تناقش مؤامرة !
لسحق وطمس الهوية
العراقيّـة !
وآلاف الرسـائل الصوتية .. ترسل
عن طريق ارقم
سـريّة !!
الى هذا العميل وذاك :
اقتللوا اليوم بكاتـم الصّوت .. وبدون رحمـة ..
هذا وذاك النائب .. لأنّه طالب بحقوق الآرامل واليتامى !
احيلوا هذا الوزير الى التقاعـد مع النّفي خارج العراق ..
لأنّــــهُ قدّمَ مشروعاً للبرلمان
بصـد مكافحـة الفسـاد في الدّوائر
الحكوميّـة !!
قال الرّئيس : هل للأقلّيات حقوق ؟
ردّ عليه رئيس الحكومة : لا سيادة الرّئيس
فالوطــن والحمد لله بالف خير !
الكل يملكـون المساكن
الشعبيّة !
وفي كلّ حارة عشرات المدارس ..
تدرّس فيها علوم الطّاعـة العميــــاء ..
والولاء للوطـن .. والذّودِ عنــه ..
هـذا وطـن للجميـع !
لقد رفعنا شعاراً جديداً :
عاشت الحكومـة .. عاشت الحكومـة ..
وليموتُ الشّعب فداءاً للوطـن .. فداءاً
للدّم قراطيّـة !
ولكـن العجب العجاب !
عن ايّ وطـن يتحدّثون ؟
هل عن وطن المحاصصة
الطّائفيـة ؟
ام عن وطـن باتَ ( وكر للعملاء والجواسيس )
لخدمـة مآراب الحكومـات الأجنبيّـــــــة !!
بائعـــوا القضيّـة الوطنيّة
والقوميّـة !
آه يا وطنـــــي العراق ..
واأسفاه عليكَ .. من بعدنا
نحنُ اولادك الشّرفاء والمخلصيـن !
فلم يبقى منّا إلا القليل !
وهذا القليل .. إمّـا مطارد
من قبل الأجهزة
الأمنيّــة ..
ام يقبع الكثير منـهُ في سجون
( نوريّة المالكية ) !
فلا تعاتبني .. يا وطنــي إذا انا رحلت ..
سأذهب الى آخر الدّنيـا ..
ابحث عن وطــن ابني فيـهِ عش
الزّوجية ..
وانشئ اسرة بعيدة عــــن الإضطهاد ..
بعيـدة عن السلفيّة والوهابية ..
والعصابات الإرهابيّـة ..
واوكار اللّصوص .. مصاصوا الدّمــــاء
البشرية !
هذا عراق .. بات اليوم
ارضً خصبـة .. لآنتشار
الأفكار القبليـة والعشائرية !
لغرض واحـد هـو : خدمـــة اصحاب العمائـم ..
ذوات العقول
الحجريّـــــة !
وللحديث
بقيــــة !!
<> بقلمـي <>
20 ـ 11 ـ 11
والعصابا