الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61370مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: أطباء تورطوا في السياسة : محمد الدليمي الإثنين 21 نوفمبر 2011 - 0:19
أطباء تورطوا في السياسة
محمد الدليمي
GMT 7:48:00 2011 الأحد 14 أغسطس
لا يجادل أحد في أن مهنة الطب من أنبل المهن في الحياة طالما انها أرتبطت بالإنسان ومعالجة أدواء الناس وبرز في هذا المجال أسماء شهيرة من العرب في كل الأزمنة وهي وظيفة نادرة تمنح صاحبها تقدير المجتمع وتغنيه عن ذل السؤال والحاجة.. لكن يبقى السؤال الذي يشغل البال هو لماذا أمتهن عدد من الأطباء العرب حرفة السياسة وتركو مهنتهم الأصلية والتي سهرو من أجلها الليالي الطوال في الدراسة وطلب العلم ومعهم دعاء امهاتهم كي يفخرن في الحارة بأنهن أم الطبيب فلان او الدكتو علان. هل انهم اكتشفوا بعد حين ان تخصصهم في الطب لا يتطابق مع ميولهم الشخصية أصلا. أم ان هموم الأمة قد جذبتهم رغما عنهم، ماذا سيحصل لو انهم انغمسوا بعملهم واغلقوا على انفسهم ابواب عياداتهم واستراحو كثيرا وأراحو غيرهم أكثر. في سورية لم يفلح ثلاثة أطباء مجتمعين على كلمة قلب رجل واحد أن يحكموا بلدهم ثلاث سنوات عجاف بينما استطاع عسكري متمرس وداهية هو حافظ الأسد ان يضعهم في أول سيارة متجهة الى سجن المزة الشهير في الشام ويحكم بدلا منهم سورية ثلاثة عقود من الدهر ويورثها لولده طبيب العيون الذي ينازع الان من اجل الأحتفاظ بعرش ابيه.. انها حقاً قصة مؤلمة فقد تعرفت الشام الى عفوية ونقاء وطهر ووطنية وقومية هؤلاء الأطباء الثلاثة حينما غادرو معا للقتال في جبال الأوراس مع ثوار الجزائر الأبطال، نجحو في القتال في الجزائر وفشلو في حماية انفسهم من الأعتقال في سورية وهم حكامها ؟. نور الدين الأتاسي رئيس الدولة ويوسف أزعين رئيس الوزراء ومعهم وزير خارجيتهم ابراهيم ماخوس أطباء مهرة فشلوا في إدارة دفة الحكم بينما نجح ضابط قدم من ثكنته في ان يحكم بلاد بني أمية بيد من حديد ؟؟ شي محير وكذا الحال في العراق فقد كان الطبيب عزة مصطفى الشخص الثاني بعد الرئيس أحمد حسن البكر في تسلسل قيادة الحزب والدولة ولم يحم نفسه من سطوة رفيق له ارسله بعد خمسة سنوات ليقضي بقية حياته في مسقط رأسه ( مدينة عانه ) نسياً منسيا وكذلك فأن اللبنانيين يتذكرون بعرفان اريحية وإنسانية الطبيب عبد المجيد الرافعي في طرابلس وعلاجه للفقراء مجانا بينما لا يتذكره أحدا نائبا او عضوا في اعلا قيادة في حزب البعث لثلاثة عقود.. انها معضلة المهنة التي لا تقبل القسمة على اثنين انها الطب أما ان تكون به متميزا ووفيا او يحالفك الفشل حتى لو أصبحت رئيسا للجمهورية او رئيسا للوزراء مثلما هو حال الطبيب العراقي أياد علاوي أذ نجح الأول في سباق الانتخابات لكنه تسلم كأس الفائز الثاني ولا زال يكافح بشق الأنفس أمام نوري المالكي مدرس الثانوية بخبرة سنة واحدة من أجل أنتزاع منصب رئيس مجلس للسياسات لا أحد يعرف عن صلاحياته وسلطته اية معلومة. وليت الطبيب الآخر ابراهيم الجعفري انكفأ في عيادة بائسة في حي فقير لكان وفر على العراق عشرات الألاف من الأنفس التي قضيت قتلا وغدرا وقيدت جميعها ضد مجهول طيلة توليه رئاسة الحكومة عام 2005.. يبدو انها لعنة من يفارق مهنة الطب الرحيمة فعلاج الأبدان بالعلم والدراية والرحمة مختلف جدا عن علاج امراض السياسة والتي عدتها الخداع والنفاق والتآمر والتحزب والقتل الا من رحم ربي.. أطباء العرب لا يصلحو للسياسة وان اشتغلوا بها لا يلمعوا او يتركو أثراً. فهذا هو الطبيب ابو بكر القربي وزير خارجية اليمن لم يترك بصمة واحدة على جدار الوزارة كما ترك فيها السياسي اليمني البارز والدبلوماسي عبد الكريم الأرياني من بصمات.. الاسماء تطول والأستثناء ربما يحصل لكن للقاعدة سطوة وليت اطبائنا العرب يهوون الشعر مثلما كان الطبيب المصري الراحل طيب الذكر ابراهيم ناجي الذي ترك لنا من ضمن ما ترك رائعته قصيدة ( الأطلال ) بحنجرة الرائعة الخالدة أبد الدهر أم كلثوم. طبيب يداوي الناس بالسياسة فهو عليل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]