[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الممسك بصدقه وحياديّته واستقامة نهجه في العراق الجّديد كالقابض على الجّمر!لاحياد أمام عاصفة لاتُبقي واقفا على التّل إلا وتجرفه ، ولامعترضا على الفساد إلا وتُسكته ، ولا رافضا للمداهنة والمساومة إلا وتدمغه بشبهة باطلة ، أو تهمة مصنوعة ! أصوات الفاسدين عالية دائما لاعتقادهم أنّ الجّعجعات تُبعد الشّبهات، والنّيل من الآخرين صدقا أو كذبا يُبعد عنهم الأنظار ،ويقتل حاسّة الشّم عند من تدلّهم أنوفهم إلى الفساد والعفن والتّسوّس! لا أريد هنا أن أدافع عن أحد، أو أن أزكّي أحدا، فالنّفوس لايزكّيها إلا خالقها، لكن ماأثار انتباهي هي الحملة المسعورة الّتي يطبّل لها بعض السّياسيّين ويزمّرون للنّيل من أمين بغداد وكأنّ العراق تحوّل في غمضة عين إلى مدينة فاضلة ليس فيها مفسد ولا سارق ولا قاتل ولا دجّال ولا مدلّس ! لم يضع العيساوي مادّة صمغيّة على كرسيّه تُبقيه ملتصقا به ما فعل الآخرون ، ولم يشر سلوكه إلى أنّه طامع بالمنصب أو متهالك عليه وما أدلّ على ذلك سوى استقالاته الأربع الّتي قدّمها لرئيس الوزراء ورُفضت جميعا! مازال الرّجل يصرخ ليل نهار ويقول على رؤوس الأشهاد أعفوني من هذا المنصب الّذي لايجلب سوى الهم ووجع الرّأس ! إنّني أشمّ رائحة كيد تفوح من أفواه المتحمّسين لاستجواب العيساوي ، وأشعر أنّ حياديّة الرّجل ، وعدم انضوائه تحت مظلّة حزبيّة أوطائفيّة أو مناطقيّة جعله بلا غطاء، ولا سند ، فلا كتلة تدافع عنه ،ولا ائتلاف يحميه ناهيكم عن أنّه إبن الدّاخل العراقي الّذي سبر غور الوظيفة في ظلّ قبضة القمع وفي أجواء الانفلات معا ! مرّة قال لي العيساوي في حوار مطوّل أجريته معه : إنّ بعض السّياسيّين انتهكوا القوانين البلديّة علنا ولديه مايثبت، وبعضهم يحرّض باعة الأرصفة الّذين يغلقون شوارع العاصمة بأن لايستجيبوا لنداءات الأمانة، فيسوّق هؤلاء أنفسهم انتخابيّا على الغلابة والمساكين والمدقعين وعلى حساب جماليّة بغداد! لا أقول عنه أنّه يتيم سياسيّا لكنّني أردّد قول الشّاعر: الصّادقون يتامى في مدينتنا! السّلام عليكم.