حينما يصدح صوت البعث من جنوب العراق : صلاح المختار
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 61346مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: حينما يصدح صوت البعث من جنوب العراق : صلاح المختار الخميس 24 نوفمبر 2011 - 22:22
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حينما يصدح صوت البعث من جنوب العراق
شبكة البصرة
صلاح المختار
حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه لا بالسلاح الذي تخشاه أنت غاندي
حينما يقف قائد البعث والرمز الاكبر للمقاومة العراقية، لانه يقاتل على ارض العراق وداخله وليس من الخارج، عزة ابراهيم ويتحدث في جنوب العراق الان وفي هذا الظرف بالذات، حيث تجري عمليات تصفيات جسدية فاشية ضد البعث وكل الوطنيين العراقيين، فان الامر يؤشر حالة نضالية تؤكد ان تحرير العراق قد اقترب وان الاحتلال وعملاءه يدفعون بانفسهم الى محرقة الشعب العراقي. في خطوة تاريخية شجاعة تعبر عن بسالة البعثيين قام الرفيق عزة ابراهيم هذا الشهر بزيارة جنوب العراق والتقى في محافظة واسط بكوادر الحزب في الجنوب وقادة المقاتلين ضد الاحتلال هناك، وتحدث معهم في شؤون المقاومة والتعجيل بالنصر وحسم الصراع، وكان لقاء رفاقيا حميما سادته فكرة كيفية التعجيل بالنصر وتعزيز الحصار المفروض على الاحتلال وعملاءه في العراق، واستمع اليهم طويلا وهم يقدمون شرحا تفصيليا عن حالة جنوب العراق والطرق الكفيلة بالتعجيل بالنصر ثم القى كلمة رائعة عبرت عن مستوى الاعداد والاستعداد لحسم الصراع بعثت برسالة واضحة للاحتلال تقول بان شعب العراق مصمم على دعم ابناءه البررة لاجل انهاء كارثة الاحتلال ولصوص الاحتلال وجلادي الاحتلال ووضع حد حاسم للوجود الايراني في العراق.
وكان القائد المناضل ابا احمد واضحا وصريحا كعادته فحدد المطلوب الان من المناضلين والمقاتلين حيث قال مخاطبا الخونة : (فالبعث ايها الخونة والعملاء يعتز ويقدس كل حفنة من تراب الوطن الطاهر وكل قطرة من مياهه المباركة وهو تحتضنه كل مدن العراق وقراه وتلتحم معه في مسيرة الجهاد والتحرير وانظروا ايها الرفاق ولينظر العالم كله وخاصة ابناء امتنا العربية كيف ترتجف لحاهم العفنة وترتعد فرائصهم من البعث وأين؟ في النجف وفي كربلاء وفي واسط وذي قار اكثر بكثير من المحافظات الاخرى صلاح الدين واخواتها فو الله لنقعدن لهم كل مرصد ولنقعدن لهم في كل مدينة وفي كل قرية وفي كل شبر من ارضنا الارض الطاهرة بمسيرة جهادية شعبية حتى نمسح بكم ارض العراق ايها الخونة التي دنستموها واعلموا اننا ومنذ البداية بداية الجهاد لم نقاتل طرفا بعينه دون الاخر وانما نقاتل الكفر كله والاحتلال كله والغزو كله كمشروع لكل اطرافه ومكوناته اولا الحلف الثلاثي الشرير الامبريالية والصهيونية والصفوية وطابور العملاء والخونة والجواسيس.).
الرفيق المناضل عزة ابراهيم بهذا الكلام يضع النقاط على الحروف ويسلط الضوء على موضوع يتجنب الاحتلال الامريكي والايراني الاعتراف به، بل يحاول انكاره والتعتيم عليه، وهو ان مقاومة الشعب العراقي في جنوب للاحتلال اقوى الان من مقاومته في الوسط والشمال، لان اهل الجنوب تعرضوا لاضطهاد مزدوج اضطهاد الاحتلال الامريكي كما حصل لكل اهل العراق، واضطهاد ثان وهو اضطهاد ايران ومخابراتها وجواسيسها لهم لانهم كانوا عربا وعراقيين اصلاء رفضوا استبدال صلة العروبة بصلة زائفة هي صلة الطائفية، لذلك صبت المخابرات الايرانية جام غضبها على البعثيين والوطنيين الاخرين من اهل الجنوب وابتدعت تعابير قذرة مثل (شيعة صدام) او (شيعة البعث) لوصف اهل الجنوب المناهضية للاحتلالين الامريكي والايراني.
ويتابع الرفيق عزة ابراهيم تحديداته الدقيقة للمهام النضالية في هذه المرحلة من تاريخ نضال شعب العراق فيقول : (ونتصدى لكل متغير احدثه الاحتلال في بلدنا وعلى راس ذلك هو العملية السياسية المخابراتية التي تمثل اليوم المحور الاساسي للمشروع الشرير وحسب ثوابت واسبقيات لا تتغير عندنا مهما تغيرت الظروف، اولا : قوى الغزو والاحتلال - نقاتلهم بكل الاسلحة المتاحة في كل الميادين العسكرية والسياسية والامنية والاجتماعية والاعلامية والاقتصادية ثم الاحتلال او الوجود الثاني للصفوية الفارسية وبكل الاسلحة وفي كل الميادين ثم طوابير العمالة والخيانة الذين سيهربون قطعا مع اسيادهم وقبلهم او سيسحقهم الشعب قبل ان تصل اليهم المقاومة.).ان هذا التمييز الدقيق بين مراحل النضال واهدفه ومهامه هو جوهر الوعي الستراتيجي المطلوب في هذا الظرف الخطير، فترتيب الاولويات يعد قارب النجاة للامة والوسيلة الوحيدة لتوظيف قواها بصورة مبدعة وفعالة، وتجنب هدجر الطاقات في معارك جانبية غير مطلوبة.
ولعل من بين ابرز ما اشار اليه الرفيق عزة ابراهيم حقيقة يعرفها ابناء العراق في الداخل وهي ان الجواسيس وعملاء الاحتلال سوف يهربون ما ان يخرج الاحتلال ومن يتبقى منهم سوف يصفيه ابناء الشعب قبل المقاومة الباسلة، فالشعب عانى ويعاني من اسوأ كارثة حلت به وهو لذلك ينتظر بفارغ الصبر حسم الصراع لتصفية حساباته مع الخونة ومن دمر العراق واهان اهله وسرق ثرواته وقتل ابناءه واذلهم بحرمانهم من ابسط شروط الحياة وهي الامن والامان والخدمات الاساسية. وهذا التقدير صحيح لان الجواسيس والعملاء ليست لديهم اهداف نبيلة كي يقاتلوا ويتعرضوا للموت فهم اصلا استسلموا للانانية فقبلوا بالخيانة ومن يفعل ذلك لن يكون قادرا على القتال دفاعا عن الاحتلال. اما الخطر الاكبر في لحظات الحسم فانه التدخل العسكري الايراني المباشر او المتستتر لمنع المقاومة الوطنية من حسم الصراع لصالح الشعب العراقي، وهنا لابد من التاكيد بان المقاومة والشعب اللذان هزما امريكا وهي اكبر قوة في التاريخ قادران على الحاق الهزيمة بايران ان ارتكبت خطيئة عمرها بالتدخل المباشر في العراق في لحظة حسم الصراع.
وزيارة الرفيق عزة ابراهيم بالاضافة لما تقدم تؤكد مجموعة حقائق بارزة لابد من تسليط الضوء عليها :
فأولاان هذه الزيارة تؤكد حقيقة ستقرر مصير العراق قريبا وهي ان البعث هو الممثل الجماهيري الوحيد لكل العراقيين ومن كافة الطوائف والاديان والاثنيات، نعم هناك نخب وطنية تمثل كل العراق لكنها بلا قواعد جماهيرية، ولا يوجد حزب او تجمع او كتلة جماهيرية تتمتع بدعم كل مكونات العراق الا البعث، فالبعثيون في الجنوب هم القوة الوطنية الاساسية وهم من يقود النضال ضد الاحتلال وهم من يحافظ على الصورة النقية لاهل الجنوب بصفتهم وطنيين عراقيين وقبل اي اعتبار اخر. وهذه حقيقة تؤكدها احداث العراق في العام التاسع للغزو. لقد تناثرت القوى التي ادعت تمثيل العراق وزالت ولم تبق منها الا الاسماء احيانا وبقي البعث فارس الساح وامل العراقيين الاكبر في استعادة الكرامة والامن والحرية والسيادة.
وثانيا تؤكد الزيارة بان البعث يتمتع بافضل وضع تنظيمي وسياسي في العراق خصوصا في الجنوب، فبالرغم من حملات الاعتقال والاغتيالات لالاف البعثيين واسر عشرات الالاف منهم فانهم يمارسون النضال والعمل الحزبي بلا تردد، واكبر مثال هو زيارة الرفيق عزة ابراهيم للجنوب في هذا الظرف بالذات. ومن المستحيل ان يحقق الحزب هذا المستوى القوي من التماسك والحيوية بدون وجود انسيابية واستقرار وانسجام تنظيمي ودرجة عالية من الانضباط الحزبي واحترام المراجع الحزبية.
وثالثاتؤكد الزيارة ان مشاريع الفتن الطائفية والعرقية قد سقطت وان شعب العراق حافظ على هويته القومية والوطنية ورفض كل اشكال التقسيم والشرذمة، من فدراليات واقاليم ومناطق نفوذ خاصة، فلولا هذه الحقيقة لما تمكن الرفيق عزة ابراهيم من تامين زيارة سلسلة للجنوب واللقاء بعدد كبير من المقاتلين هناك رغم حملات الاعتقال والدهم والمتابعة.
رابعا تؤكد الزيارة ان المخابرات الوطنية التابعة للبعث والمقاومة مازالت هي القوة الاستخبارية الضاربة في العراق فتنظيم زيارة بهذا الحجم وبهذه النوعية لا يمكن ان يتم الا بفضل رصد مخابراتي دقيقة وتأمين كامل لطرق التحرك واماكن اللقاءات.
وخامسا تؤكد الزيارة بان البعث بطن ولادة لا تعقر ولا تهرم، فما ان يذهب جيل من القادة اغتيالا او وفاة حتى يظهر جيل جديد من البعثيين يتولون قيادة نضال الشعب من اجل الحرية والسيادة والاستقلال. ان اغتيال اكثر من 140 الف بعثي خصوصا القادة القدماء والمعروفين رد عليه شعب العراق بولادة الاف الكوادر الجديدة التي تقود نضال شعب العراق الان ضد الاحتلال وعصاباته. ومن ابرز الظاهر التي حيرت الاحتلال وعملاءه ظاهرة العجز عن كشف البعثيين الجدد، وهم بعشرات الالاف انضموا للحزب بعد الغزو، لذلك لا يعرفهم الاحتلال وعملاءه، الامر الذي اجبرهم على مطاردة البعثيين القدماء سواء كانوا مازالوا يعملون في الحزب او تركوه، وتلك ظاهرة ضمنت عدم كشف القوة الضاربة للحزب داخل العراق والتي تقود العمل المسلح ضد الاحتلال بنجاح تام.
واخيرا لابد من التاكيد على ان البعث الان اقوى مما كان وهو في السلطة واقوى مما كان قبل عامين، فهو الان كلمة سر تحرير العراق وهو الخيط الفولاذي الصلب الذي يوحد كل العراقيين ويمثلهم بصورة فريدة مما يجعله مؤهلا مرة اخرى واخرى للحسم وتصدر عمليه اعادة بناء العراق وانهاء معاناة شعبه واعادة الحياة الحرة الكريمة للعراقيين وبالتعاون مع كل القوى الوطنية والمقاومة للاحتلال.