الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 499تاريخ التسجيل : 11/06/2010الابراج :
موضوع: ألتجربة ألأخيرة الجمعة 25 نوفمبر 2011 - 15:37
(( ألتجربة الأخيرة )) في هذه اللحظة التي يعيشها الابن الصغير ، يحضرني المسار في أيام الرياضات الروحية للقديس أغناطيوس ، حيث نرى أغناطيوس يختم المرحلة ألاولى ، الأسبوع الأول من الرياضة الروحية ، بالتأمل في جهنم . الانسان يتأمل في خطيئته وفي الحقيقة الانسانية المشوهة من جرائها ، فيرى ما هو مناقض للحياة : الموت ، ألفساد في الوجود بدون الله . يجد نفسه في أمبراطورية الموت مثل الانسان المعزول والمفصول عن الله . أن التكبر الانساني الذي به يحاولأن يجعل نفسه مماثلا الله وفق أرادته الخاصة يفضي به الى أمبراطوريه الجحيم ( الموت الأبدي ) يبدأ القديس أغناطيوس الأسبوع الثاني بدعوة الملك ( الأساس هنا هو التجسد ) فألله ينزا ، جاعلا نفسه قريبا من الانسان حتى يستطيع الانسان أن يراه ويشعر به . لقد أراد الله أن يشارك الانسان كل شيء حتى يستطيع الانسان أن يشاركه في كل شيء . في الحقيقة ،أن ألتأمل الثاني الذي يقدمه القديس أغناطيوس يخص تجسد الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس . وهنا سيشرح هذا النزول نحو الانسان الخاطئ ، الانسان الضائع : متبرأ أياه نزولا حاصلا بواسطة الحب وحده . الانسان يدعى من قبل الله وهذه الدعوة تشكل أساس خلاصه وفدائه . فالله يدعو الانسان مخلصا ويخلصه داعيا . نعرف من آباء الكنيسة مثل اوريجانوس وغريغويوس النازينزي . أن الله خلق الانسان موجها اليه الكلمة وأن هذا الأخير يجد معنى حياته في اجابته الشخصية على وجوده كمنادى . لكن الخطيئة جعلت الانسان أصما عن هذه الكلمة ، لقد اعمته ، جاعلة أياه غير قادر على رؤية مثاله . وجعلته يستمر برؤية الأشياء والمواضيع بأعتبارها أساس خلاصه . أن الخلاص هو الخليقة الجديدة ، حيث يوجه الله كلمته الى الانسان وهذا بدورة يشعره بأنه مدعو مثلما كان في لحظة الخليقة . كما لو أن الانسان موجود في القبر . مثل لعازر ، يسمع الكلمة التي تدعوه من الخارج . الخطيئة هي الموت ، كما يصورها الآباء ، لذلك فأن الغفران هو الحياة الجديدة . الدعوة الى حياة الخليقة الجديدة . لنعد مرة أخرى الى القديس أغناطيوس حيث يصور لنا أمكانية أن يحيا الانسان أمام الله الذي يراه في خطيئته وسقوطه ، دون أن يتوب بصورة حقيقية ، فمن السهل عليه أن يتبنى بعض البدنوايا الكبيرة والحماسية ، كأن ينخرط في رسالة صعبة ، أو أن يغادر الى الارض المقدسة لكي يدافع بالسيف عن القبر المقدس أو أن يذهب الى أقاصي الارض لكي يهدي الجميع الى المسيح ، ولكن مع كل هذا فهو ما زال منغلقا على ذاته ، يعيش في الحاده ، لن يصبح بالفعل رجل دين ، لأنه بالأحرى ما زال يختار على أساس براعتهوأرادته الخاصة وهكذا فهو ليس مع الله . لذلك يصلي القديس أغناطيوس في ذلك التأمل صلاة يوضح فيها أن الشيء الأكثر صعوبة هو معرفة المسيح كرب ، ويطلب النعمة منه لكي يبقى متحدا معه في كل شيء وبمصيره ، لكي يدخل معه الى الفصح . فهو يعني أنه يجد نفسه محاطا بحب المسيح ويطلب أن يبقى في هذا الحب الى الأبد . يعتبر القديس أغناطيوس الختلي عن ألأرادة الخاصة فعل أيمان وحب حقيقيين ، وهاتان الحقيقيتان هما الثمر الحقيقي للفداء الذي حققه المسيح . لماذا يككلم القديس أغناطيوس عن الاهانات والآلام من أجل أتباع المسيح ؟ لأن معرفة المسيح تعني معرفة موضوعية الآخر ، أي معرفة حرية الآخر الذي يوجد أمامه . ومعرفة الآخر بموضوعية تعني : الثقة به وعدم المقدرة على معرفة حقيقته ( الآخر ) ألا في داخل منطق الحب . وهذا فعلا هو منطق الفصح . أي الحب الذي يبذل ذاته . فالله نفسه قد بذل ذاته ، في أبنه يسوع المسيح ، من أجلنا . لم ينزل الى الارض لكي يصلح الانسان ، لكنه أحبه كثيرا حتى بذل ابنه الوحيد من أجله ز في هذا المسار الحاسم ، ولتجنب التجربة الأخيرة المتعلقة بنوع من الأتحاد الديني . يلزم أذن أن نعرف الله ، ويعني هذا أن نترك أنفسنا نؤخذ ونخلص بدون أن نؤكد أننا نستحق الخلاص من الموت أو أن واجب الحدوث . أن نترك أنفسنا نحب بدون أن نتمركز حول ذواتنا ، ناظرين الى أفكارنا وهي تنهار ، وتأكيداتنا الذاتية وهي تسقط . أن نرى أنفسنا كما رأى بطرس نفسه في دار رئيس الكهنة ، عندما سلم كل شيء الى ذلك الذي هو أمين ، بدون أن يعتمد على قوته الخاصة . أن نرى أنفسنا في تلك النظرة التي وجهها المسيح الى بطرس ( لو 22 : 61 ) أن الخلاص يعني أن نقول في الحب : ليس ماأريده أنا ، ولكن ما تريده أنت ، أنت تعرف كل شيء ، خذني معك .