تحت عنوان " بصراحة يا اخوتنا الكلدان " كتب السيد مسعود هرمز النوفلي مقالة حول نتائج انتخابات الكوتا المسيحية التي جرت ضمن الانتخابات البرلمانية العراقية والتي جرت يوم السابع من آذار 2010 .
حقيقة ومن اجل عدم اضاعة اي وقت او جهد ولكي يبرهن انه على قدر المهمة والمسؤولية ، فقد استهل النوفلي كتابته بالهجوم العشوائي المباشر على أول كلداني وجد في التاريخ والى آخر كلداني يعتز بقوميته الكلدانية ، ولكي لا نظلم الكاتب والحقيقة سوف انقل بعض النصوص التي تبين مدى تحامله على الكلدانية كهوية قومية وعلى الكلدانيين كأحزاب وتنظيمات ، وهذا ليس غريبآ لمن يسير وراء مركبة الاحزاب الاشورية لذلك ليس هوالأول ولن يكون الاخير ما دام الوعي القومي الكلداني الرافض للذل والانحناء امام مؤامرات تجار التسميات وابطال الشعارات المزيفة في تزايد مستمر، ففي الفقرة الاولى من مقالته كتب يقول :-
( لقد ظنّ الكثيرين بانهم يعملون من اجل الشعب وحسناً فعلوا علناً لأن شعبهم اكتشف الخُطط التي جاءوا بها لتقسيم الشعب الواحد الى شعوب والأمة الواحدة الى أُمَمْ مُتناسين بأن السورايي (المسيحيين) لا يتنازلون عن اسمهم الحقيقي ولا ينخدعون بالعواطف والأسماء البراقة التي أكل عليها الدهر وشرب ، تلك الأسماء التي كان اصحابها يلقون الأنبياء والمؤمنين بالله في أتون النار وفي جُبَبْ الأسود كما يذكرها لنا التاريخ . ) انتهى الاقتباس .
الذي اعرفه ان الذي ينقل أو يكتب معلومة ويصيغها باسلوب توحي بأنها من البديهيات التي لا يختلف فيها اثنان ، أن يكون أولآ أمينآ على النقل وثانيآ ان يكون مطلعآ على حقيقة الأمور لكي يكون قادرآ على اعطاء الأجوبة الواضحة والصريحة للتساؤلات التي قد تثيرها تلك الكتابات ، فمثلآ لا اعرف اين قرأ السيد النوفلي ان الكلدانيين يعتبرون الكلدان والسريان والاثوريين عدة شعوب ، بل اننا دائمآ نقول ونعيد ونكرر ، جميعنا شعب واحد وهو الشعب الكلداني الذي يحتوي ثلاثة قوميات متآخية ، ولكل قومية منها لها تسميتها وثوابتها التي لا تتنازل عنها لأنها بحسب اصحابها تعكس وجودهم وخصوصياتهم المميزة ، لكن ومن منطلق احترام الكلدانيين لرغبات الاخوة السريان والاثوريين بأن يحتفظ كل منهما بتسميته وخصوصياته على شكل كيان قومي خاص بكل منهما ،عندها لم يعد من حق اي من الكيانات الثلاثة ان تختزل الكيانين الاخرين أو أن تفرض عليه او عليهما ورغما عنه او عنهما الوصايا او تسمية اخرى ، لذلك نقول نحن ( الكلدان والسريان والاشوريين ) ، أي ثلاث تسميات مميزة لثلاث قوميات مميزة وجميعهم منحدرين من جذر واحد أي من شعب واحد الذي لم نتفق على تعريفه باسم محدد ، إذآ المشكلة ليست بوضع حرف العطف الواو بين تلك التسميات ولكن مشكلتنا تكمن في مَن هم الكلدان والسريان و الاشوريين ؟، كما نطالب بعدم التلاعب بتلك التسميات وتشويهها سواء بتقزيمها او تمديدها او لصقها مع بعضها ، هذا هو ايماننا القومي بالنسبة لتلك الكيانات ، وهذا هو واقعنا الذي يقول نحن ثلاث كيانات وإلا لماذا السيد النوفلي نفسه ومعه اصحاب التسمية القطارية يذكرون ثلاثة تسميات وليس تسمية واحدة ؟، نعم نحن شعب واحد بثلاث قوميات ، لكن المشكلة تكمن في ان كل قومية من القوميات المذكورة تعتبر تسميتها هي الخيمة التي تحوي التسميتين الاخريتين ، والسيد النوفلي نفسه عجز ان يذكر اسمآ لهذا الشعب رغم انه قد اوحى بأن اسمه هو السورايي والذي اعقبه أو عرّفه بين القوسين بـ ( المسيحيين ) ، لكن الذي فات السيد النوفلي بأن هذا التعريف هو مجرد اجتهاد شخصي من قبله ، أي لا يقدم ولا يؤخر ، لأن لا الزوعا الاشوري ولا الحزب الاشوري المسمى بالمجلس الشعبي يصرحان ويعترفان بهذا التعريف . واني اراها مناسبة جيدة لأقول للسيد النوفلي ، متى استطعت ان تنزع من الـ زوعا او من المجلس الشعبي الاشوري تسمية صريحة وواضحة المعنى لكلمة السورايي أو لشعبنا بحيث ترضي ضميرك وتوافق انصاف وعدل ايمانك المسيحي عندها ستجد الكلدانيين اول من يلتزم بها ويتخذونها عنوان هويتهم ، أما ان يأتي هذا وهذاك ويفرض علينا تسميات مشكلة على طريقة النسخ واللصق من اجل تمرير غايات مشبوهة او ان يأتينا بتسمية تحمل الف وجه ومعنى فهذا هو الضحك على السذج البسطاء بل هو لعب اطفال .
والسؤال الذي اريد ان اسأله ، ايهما أصدق واكثر موضوعية ، الذي يعترف ويحترم قناعات وخيارات الاخرين أم الذي يحاول الاعتداء واحتواء تلك القناعات والخيارات ؟، فإذا كانوا الكلدان يحترمون الخيارات القومية التي للسريان والاشوريين فهل الاشوريين يحترمون الخيارات القومية التي للسريان والكلدانيين ، سؤال نترك اجابته للسيد النوفلي إذا امتلك الجرأة وأجاب ولم يتوجس زعل القائد .
اما وصفه التسميات الكلدانية والسريانية والاشورية بالبراقة وقد اكل الدهر عليها وشرب ، فإذا كانت كذلك فلماذا يدافع عن التسمية القطارية ويطالب شعبنا بتبنيها ؟، أما تعيير اصحابها بأنهم أحرقوا الانبياء والمؤمنون والقوهم في جبب الاسود نقول للسيد النوفلي ، أي تسميات او حضارة ومنذ قادسية الاخوين قايين وهابيل الى يومنا هذا لم تحرق المؤمنون ولم تلقيهم في جبب الاسود ؟، هذا هو حال البشرية منذ سقوط البشرية تحت سلطان الابليس، وانت اعلم بهذا الشأن .
يبدو ان السيد النوفلي نسي بأنه في بداية مقالته اعتبر تسميات شعبنا بأن الدهر قد اكل عليها وشرب وانه نعت اصحابها ضمنآ بأنهم مجرمين لكونهم كانوا يلقون الأنبياء والمؤمنين بالله في أتون النار وفي جُبَبْ الأسود لينقلب 180 درجة في اواخر مقالته متمنيآ ان يجتمعوا اصحاب تلك التسميات تحت اسم او كما يقول (باسم مُبارك من الله " كلدان سريان آشوريين" ) ، حيث وضعنا السيد النوفلي امام ثلاثة مفترقات لا تشبه الواحدة الاخرى ولا تحتاج الى تعليق وهي :-
1- الكلدان والسريان والاشوريين تسميات قد اكل الدهر عليها وشرب .
2- تحت عنوان الكلدان والسريان والاشوريين تمت افعال اجرامية بحق الانبياء والمؤمنون .
3- ان تلك التسميات مباركة من الله .
اما الفقرة التي وضع في نهايتها علامتي تعجب والتي يقول فيها ( ... لقد كتب كُتاب من الأتحاد الكلداني مقالات تشجيعية للمسيحيين بانتخاب القوائم الكلدانية فقط!! ... ) ، لا اعرف ما الضرر او العيب في هذا ، أليس اسم الاتحاد هو الاتحاد الكلداني ، فلمن تريده ان يميل او ان يشجع ، ولأي قوائم تريده أن يشجع المسيحيين على انتخابها ، لماذا لم تذكر الاتحادات الاشورية بالأسم ، وهل قيادة الزوعا الاشوري روج في دعايته الانتخابية لغير نفسه ، لماذا لم تذكر قناة عشتار الاشورية التي حصرت الدعاية ورقم القائمة الذي كان يدور على شاشتها من اول يوم اطلاق الدعاية الانتخابية والى اخر لحظة من الانتخابات لصالح المجلس الشعبي الاشوري الاشوري الاشوري ، أم ان ذكرها بالاسم الصريح سيزعل القائد ويعتبر من الكبائر ، فعلآ انه منطق غريب .
اما تساؤله اذا كنا نحن الكلدان سنتهم الزوعا او ما يسمى بالمجلس الشعبي بأنهم قاموا بتأجير الناس وتعيينهم حراس في جميع بقاع الدنيا ، عن هذا التساؤل نقول ، ما الفرق بين تلك وبين رشوة الناس بالبطانيات والمدافيء النفطية والاغراءات الاخرى او تهديدهم بقطع الارزاق وربما بما هو اسوأ اوتحليفهم اليمين على انتخاب قائمة المجلس ، فهل بمقدور احد ان يكذب الناس الذين يعيشون الحدث وان يبرر ما يسمى بالمجلس الشعبي من تلك التهم المعيبة ؟.
اما قول السيد النوفلي ، ( هل سيقول البعض منكم الان للكلداني الذي اعطى صوته الى القوائم الاخرى عدا الكلدانية بأنه متأشور وخائن وناكر حليبه وعميل وعبد ؟. ) .
رغم ان طريقة صياغة هذا السؤال هو محاولة لخلط الاوراق على طريقة خلط الحابل بالنابل ، لأن ظروف الناس ومستوياتهم ليست كلها واحدة لذلك اقول هناك ثلاثة انواع من المستويات وهي :-
1- الكلداني حر ان يعطي صوته لأي قائمة عراقية سواء كانت كلدانية أو سريانية أو شيعية او سنية او كردية او تركمانية او ارمنية او شبكية او ايزيدية او صابئة مندائية ، لسبب بسيط وهو ان أي من تلك الكيانات لا تلغي القومية الكلدانية وهذا هو المعيار الأول لتحديد المستحق من غير المستحق والحاقد من النزيه ، لأننا لا نعتقد هناك انسان واعي وحر واعتقد ان السيد النوفلي هو من ضمنهم يقبل ان يعطي صوته لقائمة او كيان لا يحترم معتقده الديني او القومي ، فهل باستطاعة السيد النوفلي ان يأتي بحزب اشوري واحد يعترف ويحترم الخيار القومي الكلداني ، اذا كان عاجزآ او ان يكون الجواب كلا ، فلماذا يطالبنا بأن نصوت لمن هو عدو هويتنا وخصوصياتنا القومية ؟.
2- هناك الكلداني المضطر لسبب او لآخر وايضآ الكلداني الغير الواعي والمدرك لحقيقة الاحزاب الاشورية فهو ايضآ معذور ان يعطي صوته لتلك الاحزاب العنصرية لحين زوال تلك الاسباب والعودة الى الذات والى الأصل .
3- واما الكلداني الواعي والغير المضطر والمدرك لحقيقة الاحزاب الاشورية العنصرية التي تحاول بمجهوداتها الذاتية او عن طريق الاستقواء بالاخرين مسخ هوية الكلدانيين وسرقة حضارتهم وتاريخهم ، فعن هؤلاء تكون الكلمات ( متأشور وخائن وناكر حليبه وعميل وعبد ) التي ذكرها السيد النوفلي قليلة بحقه ، لأنه لا يوجد انسان محترم يعتز بشخصيته وبانسانيته وبأصله ان يقبل الدونية ، كما ان الذي لا يحترمني كما هو انا بكلدانيتي وبانسانيتي وبخصوصياتي لا يستحق الاحترام ولا يستحق ان الوث صوتي به .
اما قوله ( الشعب اعطى قرارهُ بكل صراحة وبكل محبة وفي جميع مُدن العالم ...) .
نعم نحن نحترم قرار اي شعب كان ، ولكن هذا لا يعني ان الفائزين في هذه الانتخابات موثوق بهم وعلى الكلدانيين الاستسلام لمشيئة اولئك الذين يتبنون التوجهات العدوانية تجاه الهوية القومية الكلدانية ، ولدينا في الحزب الشيوعي العراقي مثال على ذلك ، إذ لا يستطيع احد ان ينكر تاريخه ونضاله ومواقفه وما قدمه من شهداء وتضحيات ، لكنه وعلى سبيل المثال إذا لم يفز في الانتخابات ، وفعلآ لم يفز بما يوازي ذلك النضال والتاريخ ، فهل هذا يعني ان معتقداته ومنهاجه واطروحاته وكل ما تقدم ذكره كانت باطلة وعليه بحسب منطق السيد النوفلي ان يلغي نفسه ويترك الساحة للقوائم الدينية وان يخضع لمشيئتها لتمسخ كيانه باعتبارها الفائزة في الانتخابات ؟، ليس هكذا تقاس الامور ، فمهما تكن نتيجة الانتخابات فهي ليست الغاية ولا هي نهاية المطاف ، بل اجدها خير محفز لاجراء مراجعة جدية ومسؤولة لتشخيص الاسباب التي أدت الى الاخطاء التي حدثت .
اما الفقرة التي جعلتني استغرب اكثر هي تلك التي وجهها للكلدانيين والتي يقول فيها :-
( اتركوا المستقلين بحسب آرائهم. باعتقادي ليس من حقّكُم ان تتحدثون عن الكلدان الذين اندمجوا مع القوائم الشعبية لأنهم أصبحوا مُلكاً لأنفسهم ولتلك القوائم وليس لقوائمكم الكلدانية الصافية حسب وصفكم. ) انتهى
إذآ السيد النوفلي هنا يطالب الكلدانيين المناصرين لقوائمهم الكلدانية ان يتركوا الساحة السياسية والقومية بل وان يخرسوا وان لا يتحدثوا مع او عن ابناء جلدتهم من الكلدانيين المستقلين او الذين اندمجوا مع تلك التي اسماها بـ ( القوائم الشعبية ) ...
حقيقة لا اعرف اين يعيش السيد النوفلي ولكني اعتقد بأنه يعرف تمامآ ان الدوائر والمؤسسات الخاصة لاستطلاع الرأي تجري استطلاع الرأي لعدة مرات ولحدث واحد ، وذلك لمعرفتها ان قناعات الانسان ليس ثابتة بل تتغير وفق الظروف التي تحيط به ، فمثلآ ان شعبية اوباما كانت يوم دخوله البيت الابيض 78% ، لكن وبعد مرور تسعة اشهر هبطت نسبة المؤيدين لأوباما الى 53% حسب بيانات مركز غالوب لاستطلاع الرأي ، ومع ذلك لم يقل اوباما عندما فاز لجورج بوش او للحزب الجمهوري المنافس ، ليس من حقكم ان تتحدثوا عن الامريكيين المستقلين او عن اولئك المندمجين او المتحالفين معي لأنهم اصبحوا مُلكي ومُلك قائمتي كما يقول السيد النوفلي للكلدانيين ، نعم يا سيد النوفلي ان قناعات الفرد متغيرة حتى لو كان هذا الفرد عضو قيادي ، كما حصل في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وانشقاق السيد نوشيروان مصطفى ومعه كوادر وجماهير كثيرة من الحزب ، قليل من الانصاف يا سيد النوفلي .
اما الفقرة التي يدافع فيها عن التسمية المركبة التي وصفها في بداية مقالته بأن الدهر قد اكل عليها وشرب حيث يقول ( ما هو الضرر بأن يكون لنا اسماً مُرَكّباً ؟ أليس للكثير من الباباوات اسماءاً مُركّبة ؟ أليس لللكثير من المسلمين أسماءآ مُركّبة ؟ ) انتهى الاقتباس
حقيقة لا اعرف ماذا تعني الاسماء المركبة او الطويلة التي يتخذهاالبعض في البلدان الاوربية او في الامريكا اللاتينية ، قد تكون تسلسل الانتماء العائلي او المناطقي ، او الأسم ويتبعه صفة معينة ، يا ليت لو احد يساعدنا في هذا الموضوع ، فإذا كانت تلك الاسماء المركبة تعني تسلسل الانتماء العائلي فتكون التسمية المركبة ( الكلدان السريان الاشوريين ) تعني انحدار الكلدان من السريان وكلاهما ينحدران من الاشوريين ، أما إذا كانت تعني غير ذلك أي لا علاقة لها بأسماء الأشخاص او الكيانات فهذا يعني ان مثال السيد النوفلي في غير محله .
أما بالنسبة للأسماء المركبة التي يتخدها المسلمين ، فهي الأخرى لا تخرج من احد الاحتمالين وهما :_
1- تسلسل الانتماء العائلي ، مثل احمد محمد عبدالمقصود ، يعني ان الشخص احمد هو ابن محمد ابن عبدالمقصود ، وبتعبير آخر ان عبدالمقصود ولد محمد ومحمد ولد احمد .
2- اغلب الاسماء المركبة التي للمسلمين هي تلك التي تحدد العبد بالسيد او بالله ، مثل عبدالله ، عبدالرزاق ، عبدالحي ... الخ ، فهل تسمية مثلآ كلدواشور متأتية من ذلك التصور أي ان الكلدان هم عبيد للأشوريين ، او ان تسمية ( الكلدان السريان الاشوريين ) تعني ان الكلدان عبيد للسريان وكلاهما عبيد للأشوريين ، ربما ، بل هو كذلك لأن افعالهم تدل على هذا المعنى .
واخيرآ اهنأ الشعب الكلداني بجميع تسمياته على النتيجة المشرفة التي احرزتها القائمتين الكلدانيتين ، فرغم الخطأ الانتخابي القاتل الذي وقعت به القيادة الكلدانية المناضلة بعدم الاتفاق على اجراء الانتخابات بقائمة كلدانية واحدة ، مما تسبب في ردود فعل سلبية لدى الكثير من ابناء شعبنا ، فعلى سبيل المثال ومن واقع ما عايشته ، بعد نشر خبر اجراء الانتخابات بقائمتين كلدانيتين ، اتصل بي صديق وهو يعتبر من أشد المناصرين لأحدى تلك القائمتين وقد أقسم اغلظ الايمان بأنه وعائلته لن يصوتوا لأي من تلك القائمتين ، وفعلآ يوم الانتخابات فقد صوتوا للقائمة العراقية وتحديدآ لـ أياد العلاوي ، وفي يومها سألته عن شعوره فقال ، ربما قد اصبت من المنظور الوطني ولكنني على يقين تام بأنني اخطأت وندمت من المنظور القومي ، فكم مثل صاحبنا هذا قد تأثر وتغيرت قناعته الانتخابية بفعل قرار عدم الاتحاد في قائمة واحدة ، هذا من جهة ومن جهة ثانية ورغم عدم امتلاك الكلدانيين امكانية توزيع البطانيات والمدافيء النفطية والمناصب والهدايا وعدم امتلاكهم صلاحية تهديد الناس بقطع ارزاقهم واخراجهم من ديارهم ورغم عدم امتلاكهم لصلاحية تحليف الناس بأغلظ الايمان لكي يصوتوا لقوائمهم ، ورغم عدم امتلاكهم لفضائية احادية التوجه وممولة من اموال المخصصة لعموم المسيحيين أو الفضائية الأخرى الممولة من قبل فرعون آخر ، ورغم عدم اتكاءهم على قوة اي من احزاب السلطة ، ورغم تركهم من قبل مرجعيتهم الدينية بحجة الشفافية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع ، ورغم ... كل ذلك نجد ان الاعداد المصوتة للقائمتين الكلدانيتين يفوق المتوقع بل ويفاجيء الكثيرين ، وهذا يدل على ان الناخب الكلداني الواعي والأصيل لم تعد تلك الوسائل تهمه بقدر ما تهمه هويته القومية الكلدانية وبقدر ما تهمه عزة نفسه وكرامته التي لا يساوم عليها من اجل حفنة من الدولارات او من اجل تلك الاغراءات التافهة ، ايضآ هذا يدل على ان امتنا الكلدانية بخير وان الوعي القومي الكلداني قد استيقظ وبدأ ينتشر بين ابنائها ، وشتّان بين اصوات المغرر بهم والمدفوعة الثمن وبين الأصوات النابعة من القلب والمهداة الى اقدم واعظم أمة عرفتها البشرية وهي أمة الكلدان الجامعة لكل التسميات الأخرى .
منصور توما ياقو
20 آذار 2010