الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 499تاريخ التسجيل : 11/06/2010الابراج :
موضوع: ليس ابنا لأنه ليس حرا الثلاثاء 29 نوفمبر 2011 - 16:41
(( ليس ابنا لأنه ليس حرا )) فأجاب أباه : ها أني أخدمك منذ سنين طوال ، وما عصيت أمرا لك قط ، فما أعطيتني جديا واحدا لأتنعم به مع أصدقائي . ولما رجع أبنك هذا الذي أكل مالك مع البغايا ، ذبحت له العجل المسمن ( لوقا : 29 _ 30 ) . يكشف الابن عن أدراكه لنفسه كخادم ، فهو مستند على أنه يخدم بأنتظام ، وبشكل أمين ، وأنه لم يبذر أبدا أشياء أبيه ( متى 25 : 24 _ 29 ) . ومع هذا لم يعطه أباه أي شيء ولا حتى جديا صغيرا لكي يفرح مع أصدقائه ( مر 8 : 17 _ 21 ) ان الدين القائم على أساس النفعية ، هو نوع من قبضة الرمل التي تلقى في العين وتجعلنا نتصور أن كل شيء يسير على أحسن وجه بدلا من أن تحملنا على عدم الخضوع للعمى . الابن الأكبر يكشف نماما أنه يمتلك نفس هوية أخيه الثائر : ولكن بشكل متخف تحت قناع الأخلاقية والعقلانية ، فهو ابن متصلب ما زال عبد أرادته الخاصة . أنه أنسان منغلق في عالمه ، مع الادعاءات ، والأحلام المكبوتة ، والرغبات غير المتحققة ، ولكنه بحسب أعتقاده سيحصل عليها بأستحقاقه . وبنهجه هذا ، يظهر نفسه مرتبطا بقانون ( الثواب والعقاب ) المكافأة ، لهذا فهو ثابت وأمين ، ويقول بأن من حقه أن ينفذ رغباته ، مشاريعه وآماله . ينكشف هنا نوع من العقلية التجارية ( النفعية ) ، أنها تماما لعقلية الحب ، فالأب لم يعط الابن الأكبر عجلا مسمنا لكي يحتفل به مع أصدقائه لأنه يريد أن يتقاسم معه كل الميراث ( يو 17 : 10 : 13 : 3 ) . لكن الابن الأكبرلم يفهم أن ما للأب هو ملكه ، لم يفهم بعد ما هو الآب . لأن حفظه الوصايا والشرائع جعله يعتقد أنه مستحق أن يحصل على كل ما يريد ، حتى وأن كان بهذا الفعل يضع نفسه مع طبقة الخدم . أن الدين الذي يتأسس على عقلية تجارية ( نفعية ) ، وكأنه مجرد حفظ الوصايا والشرائع يتحول الى نوع من الحجة لحصاد حب أناني ولتأكيد الارادة الخاصة . أن الحضارة النفعية ، أو الدين النفعي الذي يعتمد على حفظ الوصايا ، سيكون المبرر لعقلية شهوانية وحسية . الابن الأكبر يظهر وبشكل أساسي .الذي كان يشاهد الحفلة ، بحسد وبرغبة ، لكنه عندما يجد نفسه محتاجا الى خطوة لكي يدخل الى الحفلة ، تمنعه عقليته المتصلبة ، المنغلقة على نفسها ، من تحقيق ذلك . النموذج ( سيد _ عبد ) لا يمنح الفرح والعطايا . في حين أن نموذج ( آب _ ابن ) هو مثال الفرح الحقيقي للأشخاص الذين قد وجدوا بعضهم بعضا . يفرح الانسان لأنه بشكل نقي وجود الآخر في حياته . عن طريق الحب النقي : كل الخليقة تصبح عطية هذه العلاقة الشخصية والانسان ، ووسط فرحه بهذه الصداقة والمحبة ، يختبر نفسه حرا في وسط العطايا ، في وسط الخليقة كلها ( هو 2 : 21 _ 25 ) فمن هم الذين يمكنهم أن يصبحوا أصدقاء الابن أن كان لا يملك هوية الابن هذه ؟ أنسان مثله كان يمكن أن يملك الكثير من العلاقات . فبالنسبة لهذا الابن الذي يغلق نفسه في دوامة العمل يمكن أن تتحول الصداقة الى عملية بحث عن نفعية الآخر وعما هو مفيد لذاته . أن الصداقة الحقيقية ، هي حب صاف وكامل يصل الى نضجه فقط في داخل العلاقة ( آب _ ابن ) . فالانسان ، بالرغم من كونه متميزا عن الأخرين الا أنه مخلوق يجب أن ينتمي الى الآخر . فهذا المثل يصف لنا الانسان ككائن الانتماء ( يو 20 : 17 ) وانتماؤه هذا سيحمله على تغيير نظرته عن نفسه .